مصر تسعى بكل الطرق لوقف إطلاق النار فى غزة لإعطاء الفرصة لنجاح أى مفاوضات للإفراج عن الرهائن وتبادل الأسرى رعاية مصر لمفاوضات فتح وحماس فى القاهرة هى دلالة كبيرة تؤكد أهمية الدور المصرى فى توحيد الصف الفلسطينى لما له من تأثير مهم فى المرحلة القادمة فى أى مفاوضات مع إسرائيل وخاصة فيما يتعلق بقطاع غزة وسلطة الحكم فيها. الذى أريد الإشارة إليه هو أن مصر وسيط شريف ونزيه ومحايد فى كل جولات الوساطة بين حماس وفتح أو بين حماس وتل أبيب.. لا تملى إرادتها على أحد وتحترم وجهات النظر ولا تتدخل لطرف ضد طرف والأيام أثبتت ذلك حتى يحتدم الموقف بين الأطراف، يقف المفاوض المصرى موقفا محايدا يسعى فقط لإنجاح المفاوضات وتذليل العقبات أمام الجميع للخروج بنتائج إيجابية. مصر تبذل جهودًا مكثفة لعودة المسار التفاوضى المتوقف منذ يوليو الماضى بين حركتى حماس وفتح بشأن قطاع غزة من خلال لجنة الإسناد المجتمعي. ما لفت نظرى فى هذا الاجتماع هو تأكيد المصدر المصرى أن الاجتماعات شأن فلسطينى خالص والجهود المصرية هدفها توحيد الصف الفلسطينى والتخفيف من معاناة الشعب الفلسطينى الشقيق. هنا تأكيد لما قلته فى السطور الأولى إن مصر لا تتدخل لفرض وجهة نظرها على طرف ما وهذه سياسة مصر على الدوام مع مختلف الفصائل الفلسطينية. فتح وحماس أبدتا مزيدًا من المرونة والإيجابية تجاه إنشاء لجنة الإسناد المجتمعى لإدارة شئون قطاع غزة وتتبع اللجنة السلطة الفلسطينية وتتضمن شخصيات مستقلة. وما أحوج الفلسطينيين إلى توافق على إدارة القطاع فى ظل ظروف صعبة جدا ومعاناة شديدة لم تحدث للفلسطينيين منذ نكبة 1948. مصر تجرى اتصالات مكثفة تهدف لحث الطرفين الفلسطينى والإسرائيلى على التوصل إلى اتفاق وقف إطلاق النار بقطاع غزة ولقاء فتح وحماس فى القاهرة يسعى لتحقيق الوحدة الفلسطينية وعدم فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، ففى هذا التوجه إحياء للقضية الفلسطينية التى توشك على الضياع بسبب السياسات الإسرائيلية المتطرفة ومنها على سبيل المثال حظر عمل وكالة غوث اللاجئين «الأونروا» بعد تصديق الكنيست وهو قرار مدمر للشعب الفلسطينى ويزيد من معاناته سواء فى الضفة الغربية أو غزة ويمنع وصول المساعدات تماما عن الفلسطينيين. مصر تسعى بكل الطرق لوقف إطلاق النار فى غزة لإعطاء الفرصة لنجاح أى مفاوضات للإفراج عن الرهائن وتبادل الأسرى وتضع فى اعتبارها نجاحها السابق فى إطلاق سراح عدد من الأسرى الإسرائيليين والفلسطينين الذين كانوا فى سجون الاحتلال منذ سنوات عديدة.. كذلك نجاحها فى الإفراج عن الجندى جلعاد شاليط بعد 6 سنوات من اختطافه من قبل حركة حماس. مصر وسيط شريف كل همها الحفاظ على الفلسطينيين وحماس تدرك ذلك وتثق فى مصر وقيادتها. مصيبة الفلسطينيين منذ نكبة 1948 كثرة التدخلات من الآخرين فى وضعهم ومستقبلهم وكل شىء بحسابه، فتكونت عشرات المنظمات والميلشيات وكل منظمة تحصل على التمويل والدعم والإيواء من دولة بعينها وهذا التدخل خلق وضعا مأزوما فى غزة تحديدا والمخيمات الفلسطينية فى الضفة وأسهم هذا الوضع فى خلافات رئيسية بين المنظمتين الكبيرتين فتح وحماس أحد نتائجه عدم الاتحاد داخل وضعية الكفاح الفلسطينى طوال السنوات الماضية. هذه هى مصر كبيرة العرب التى دفعت ثمنا كبيرا وفادحا من أجل أن تبقى القضية الفلسطينية فى بؤرة الاهتمام منذ النكبة الكبرى لفلسطين وتحملت فوق طاقتها الكثير. مصر لن تألو جهدا فى سبيل توحيد الفلسطينيين صفا واحدا خاصة أن القضية تمر بمنعطف خطير فى ظل ظرف إقليمى ودولى صعب للغاية.. مصر لن تتوانى عن نصرة القضية الأهم والأولى لكل العرب ولن تتأخر عن تقديم العون للشعب الفلسطينى مهما كانت الظروف.