تنطلق الأربعاء المقبل الدورة 45 ل مهرجان القاهرة السينمائي الدولي، وهي الدورة المؤجلة من العام الماضي، وكشفت إدارة المهرجان خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد الاسبوع الماضي، عن الإحصائية الكاملة للأفلام المشاركة، التي تتضمن نحو 196 فيلمًا من 72 دولة، بينما تشمل الفعاليات 16 عرضًا للسجادة الحمراء، و37 عرضًا عالميًا أول، و8 عروض دولية أولى، و119 عرضًا لمنطقة الشرق الأوسط وإفريقيا، واختارت إدارة المهرجان الفيلم الفلسطيني الروائي الطويل "أحلام عابرة" لعرضه العالمي الأول في حفل الافتتاح، تأليف وإخراج رشيد مشهراوى ، وبطولة عادل أبو عياش، وإميليا ماسو، وأشرف برهوم، موسيقى جوهان كورتيت، وتصوير دريد منجم. بحسبة الأرقام نجد أنفسنا أمام دورة مختلفة، وزيادة كبيرة جدا، في عدد الأفلام والفعاليات الفنية المصاحبة لهذه الدورة، فإقتراب المهرجان من عرض 200 فيلما في هذه الدورة، أعتقد أنه مجهود جبار، ولكن لا عدد أيام المهرجان، ولا عدد دور العرض"10 شاشات فقط"، ولا وقت المتابعين تتيح متابعة هذا العدد الضخم من الأفلام، فالمهرجان يضم 14 برنامجا لعروض الأفلام، بداية من" المسابقة الدولية، ومرورا بمسابقة أسبوع النقاد الدولي، وآفاق السينما العربية، ومسابقة الأفلام القصيرة، القسم الرسمي خارج المسابقة، البانوراما الدولية، عروض منتصف الليل، كلاسيكيات القاهرة،كلاسيكيات مصرية مرممة، أفلام من المسافة صفر، أضواء علي السينما الفلسطينية، حدود الصين الشمالية، بانوراما الفيلم المصري القصير، صنعت في مصر،أفلام كيبك المختارة"، فزيادة عدد البرامج الفيلمية ، تؤدي إلي تفرق الجمهور بين شاشات العروض، مما يوحي أن العروض ليس عليها إقبال. كما تضم أيام القاهرة السينمائية 19 فعالية أخري متنوعة ما بين حوارات ومحاضرات منها : "المخرج يسري نصرالله، الفنان أحمد عز، محاضرة مع رئيس لجنة التحكيم الدولية" دانيس تانوفيتش"، محاضرة مع المخرج الشهير جاسبار نوي، محاضرة مع تامر كروان "، حلقة نقاشية" هيئات الأفلام حول العالم: إنتاج الأفلام عبر الحدود "، حلقة نقاشية: نظرة ثاقبة على الإنتاج المشترك في صناعة الأفلام ، حلقة نقاشية: آفاق خطط توزيع الأفلام القصيرة، التحديات والفرص في صناعة الأفلام السعودية، حلقة نقاشية حول الفرص والامتيازات المتاحة عبر برنامج فولبرايت في مصر، صناعة أفلام الجيل القادم: ثورة الواقع الافتراضي والذكاء الاصطناعي، تمثيل أفريقيا في السينما ..وغيرها ، وبالإضافة إلي ورش عمل فنية ، ومتخصصة في صناعة السينما مثل: "إيصال المعنى عبر الصوت، ورشة عمل عرض مشاريع الأفلام، ورشة عمل التمثيل الاحترافي.. وغيرها ". كل هذا مجهود كبير لصُناع المهرجان، ولكن هذه الفعاليات يمكن أن تصيب المتابعين للمهرجان بتخمة شديدة ربما تكون أثارها سلبية، بالانصراف عن المتابعة ، وهناك قاعدة مهمة في صناعة المهرجانات تقول "كثرة الفعاليات تبرز الأخطاء" والتي اتمني ألا تكون هناك أخطاء في هذه الدورة من المهرجان. المهرجانات الناجحة توازن ما بين الأبهار والانضباط في الافتتاح بحضوركبار النجوم وبين الجانب الحقيقي الذي يتضمن المسابقات والعروض والندوات والمناقشات الجوانب التحكيمية والعديد من الفعاليات التي تقام على هامش المهرجان، فنجاح أي مهرجان ليس بكثرة عدد الفعاليات بقدر تأثير وقوة هذه الفعاليات. كلمة أخيرة .. ليس لها علاقة مما سبق: عندما تختلط المحابات والعلاقات النفعية المتبادلة ، مع ما هو مهني ، تكون النتيجة فقدان القيمة المضافة على كافة المستويات. اقرأ المزيد.. مدير مهرجان القاهرة: أبرز القضايا استعادة الصلة بتراثنا السينمائي العظيم والإنتاج