في عصر يشهد فيه العالم طفرةً في التكنولوجيا، تبرز المؤثرة الافتراضية "أيتانا لوبيز" كإحدى أبرز نماذج الذكاء الاصطناعي التي تُحقق نجاحات مالية وشهرة واسعة، وتحوّل منصات التواصل الاجتماعي إلى ساحات تجارية مربحة. أيتانا، التي أطلقتها وكالة الإعلان الإسبانية "كلولس" من مدينة برشلونة، اكتسبت أكثر من 330 ألف متابع في غضون عام واحد فقط. يُروج لها كشخصية نابضة بالحياة، محبة للصحة واللياقة البدنية، مما أثار حماس المتابعين وقلق النقاد على حدٍ سواء. في خضم الانتشار المتزايد لاستخدام الذكاء الاصطناعي في عالم الإعلان، تسلّط "أيتانا لوبيز"، العارضة الافتراضية ذات الشعر الوردي، الضوء على التحديات والأبعاد الأخلاقية التي تصاحب هذا التحول. من خلال إتقان إطلالات واقعية عبر الصور ومقاطع الفيديو، نجحت أيتانا في اجتذاب عددٍ هائل من المتابعين والعقود الدعائية مع كبرى العلامات التجارية، لتتحوّل إلى رمز افتراضي يجسّد معايير جديدة للجمال غير الواقعي. وكالة "كلولس" تسوّق لأيتانا بطريقة تجعلها تبدو كشخصية حقيقية، حيث تُظهرها في جلسات تصوير محاكية للواقع، وتوفر محتوى يعبّر عن حياة مؤثرة حقيقية. وقد صرّحت صوفيا نوفاليس، إحدى أعضاء فريق "كلولس"، بأن هدفهم هو جعل أيتانا تتفاعل كما يفعل المؤثرون على أرض الواقع. حيث تُعتمد على تقنيات الذكاء الاصطناعي لتحل صور أيتانا مكان العارضات الحقيقية، ليظهر المنتج النهائي وكأنه صورة حقيقية لفتاة شابة تعيش أسلوب حياة مثالي. مع ذلك، تثار العديد من التساؤلات حول تأثير هذا النوع من المؤثرات الافتراضية على المتابعين، لا سيما الفتيات الصغيرات. حيث أعرب نقاد مثل داناي ميرسر، التي تدعو إلى حب الذات وتقبّل الجسد، عن مخاوفهم من تأثير هذه المعايير المثالية على وعي الجمهور بالجمال. تقول داناي: "يرسل هذا النوع من المؤثرين رسالة غير واقعية حول الجمال، قد لا يدرك المراهقون والمراهقات أنها مجرد شخصية افتراضية". علاوة على ذلك، تجتذب "أيتانا" عقوداً دعائية من شركات تغذوية ورياضية، مما يثير أسئلة أخلاقية حول صحة تمثيلها لهذا النوع من المنتجات. فبينما تنشر صوراً تظهر فيها وكأنها تتدرب في صالات رياضية، يعتبر البعض هذا بمثابة تضليل للمتابعين، خاصة وأن أيتانا ليست شخصية حقيقية. في النهاية، تُعدّ تجربة "أيتانا لوبيز" مثالاً بارزاً على إمكانيات الذكاء الاصطناعي في خلق شخصيات مؤثرة وإعادة تشكيل مفهوم الترويج. ولكن مع تزايد هذا النوع من المؤثرين الافتراضيين، تظل التحديات الأخلاقية والنفسية قائمة، مما يتطلب استراتيجيات توعوية لحماية جمهور المستخدمين الشباب من تأثيرات الصور غير الواقعية.