بدأ الرئيس المنتخب دونالد ترامب فى التحضير لولايته الجديدة برسم سياسته الداخلية والخارجية، حيث يعكف حالياً على تشكيل فريقه الرئاسى كما بدأ فى نفس الوقت اتصالاته بعدد من الزعماء السياسيين للاتفاق حول سياسته بعد حفل التنصيب المقرر 6 يناير القادم. ويعكف مستشارو الرئيس المنتخب حالياً على التحضير لخطوات تسلم السلطة والبحث فى أسماء المرشحين لتولى المناصب القيادية فى الإدارة الجديدة. وأعلن ترامب، أنه اختار رئيسة حملته الانتخابية سوزى ويلز، لشغل منصب كبيرة موظفى البيت الأبيض، فى أول تعيين رئيسى يقدِم عليه بعد فوزه بالانتخابات. اقرأ أيضًا | المستثمرون يراهنون على فوز الجمهوريين وترامب يحظى بثقة الأمريكيين اقتصاديًا وقال إن ويلز ستواصل العمل لجعل أمريكا عظيمة مجدداً، فى إشارة إلى الشعار الشهير لحملته الانتخابية. وذكر الرئيس المنتخب بأن هذه السيدة الستينية ستكون أول امرأة فى تاريخ الولاياتالمتحدة تتولى هذا المنصب المرموق، معتبراً أن ذلك شرف استحقته عن جدارة. فى الوقت نفسه ذكرت صحيفة فاينانشال تايمز أن جاريد كوشنر صهر ترامب لن يعود إلى البيت الأبيض ضمن الإدارة الجديدة. وأوضحت الصحيفة نقلاً عن أشخاص مطلعين أن كوشنر قد يقدم المشورة بشأن سياسة الشرق الأوسط. وفى وقت سابق، أكد زوج إيفانكا ترامب، جاريد كوشنر، أنهما ليس لديهما أى خطط لتغيير حياتهما من أجل إعادة التركيز على السياسة، حتى لو فاز والد زوجته بسباق البيت الأبيض. ويتوقع بعض المحللين أن يعود مايك بومبيو وزير الخارجية السابق إلى المشهد السياسى وربما إلى موقع آخر غير موقعه السابق وما يدعم ذلك وجوده فى الحملة الانتخابية لترامب خاصة فى ولاية بنسلفانيا. كما توقع البعض أن يعود ترامب بنهج مختلف عن فترة رئاسته السابقة التى انتهت بخسارته أمام جو بايدن وان يكون أكثر استماعاً لمستشاريه وهو ما حدث خلال الحملة الانتخابية إذ انصاع لنصائح مستشاريه ولم يتمسك برأيه كما كان يفعل خلال ولايته السابقة وهو ما ساعده فى تحقيق الفوز. ومن المتوقع أن يبدأ الرئيس المنتخب العمل فور توليه منصبه على سن تغييرات كبرى فى مجالات الهجرة والطاقة والسياسة الخارجية. وكان ترامب أشار فى تصريحات سابقة، إلى أنه لن يكون ديكتاتوراً «باستثناء اليوم الأول»، فى إشارة إلى أنه ينوى استخدام السلطة التنفيذية بقوة لتنفيذ التغييرات على سياسة الهجرة وسياسة الطاقة على وجه الخصوص مع بدء توليه الرئاسة. ووفقاً لمستشار الحملة البارز جيسون ميلر، فإن كل سياسات الحدود الآمنة التى وضعها ترامب فى ولايته السابقة، سيتم إعادتها إلى مكانها كما كانت من قبل. ووعد ترامب فى كل جولاته الانتخابية بأنه سيطلق أكبر برنامج ترحيل فى التاريخ الأمريكى. وأنه سيعتمد على أقسام الشرطة المحلية للمساعدة، لكن الجهد سيتطلب تنسيقاً مكثفاً مع الوكالات الفيدرالية ومن المرجح أن يواجه مقاومة من بعض السلطات القضائية المحلية. وقال الرئيس الأمريكى المنتخب إن قضية الحدود ستكون إحدى أولوياته القصوى فور توليه منصبه فى يناير المقبل، مضيفاً أن إدارته لن يكون أمامها خيار سوى تنفيذ عمليات ترحيل جماعى للمهاجرين غير الشرعيين. وفى القارة العجوز أبدى قادة الدول الأوروبية، قلقهم من سياسات ترامب. وحذر الرئيس الفرنسى إيمانويل ماكرون من تفويض أمن أوروبا للولايات المتحدة، واصفاً المرحلة الحالية بمحطة تاريخية حاسمة بالنسبة للأوروبيين. وأصبح ترامب الرئيس ال47 للولايات المتحدة، بعدما تخطى عتبة ال270 صوتاً فى المجمع الانتخابى مقابل 226 لمنافسته الديمقراطية كامالا هاريس التى اتصلت به لتهنئته، وألقت -الأربعاء- خطاب الإقرار بالهزيمة. وحصل ترامب حتى الآن على 295 صوتا فى المجمع الانتخابى، وهى حصيلة تشمل 5 من الولايات ال7 المتأرجحة، كما يتقدم فى الولايتين الباقيتين، نيفادا وأريزونا، اللتين لم ينته فرز الأصوات فيهما بعد. من جانبها ذكرت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية أن ترامب، الذى تعهد خلال حملته بتطهير الإدارة السياسية، بات الآن فى وضع يسمح له بتنفيذ وعوده السابقة بمعاقبة من يعتقد أنهم أساءوا إليه. ووفقًا للصحيفة، منذ مغادرته الرئاسة، دأب ترامب على الدعوة علنًا إلى محاكمة وسجن خصومه السياسيين، بل وذهب إلى أبعد من ذلك بمطالبته بإعدام بعضهم فى مناسبات محددة. ويتوقع المراقبون الآن أن يبدأ ترامب بتنفيذ هذه الأجندة مع عودته إلى السلطة.. وتعتبر الصحيفة أن الرئيس الحالى جو بايدن ونائبته كامالا هاريس على رأس قائمة خصوم ترامب. كما شملت القائمة أيضًا الرئيس السابق باراك أوباما، الذى لطالما اتهمه ترامب بالتجسس على حملته فى 2016، ووزيرة الخارجية السابقة هيلارى كلينتون، التى لم تتوقف دعواته لمحاكمتها منذ السباق الرئاسى لعام 2016، وكذلك رئيسة مجلس النواب السابقة نانسى بيلوسى، التى وصفها ترامب بأنها «مجنونة»، والمدعية العامة لنيويورك ليتيتيا جيمس، التى رفعت قضية احتيال ضد إمبراطوريته التجارية.