عروس الصعيد| رائدة الدواجن.. وأكبر صومعة للسكر فى العالم وفاء صلاح شمس جديدة تشرق على مصر من رمال صحرائها وتحديدًا من أراضى الظهير الصحراوى لعدد من المحافظات كانت منسية والآن أصبحت حاضرة وبقوة وتمثل رقماً لا يستهان به فى المعادلة المصرية الاقتصادية الجديدة، حيث نجحت محافظات صعيد مصر فى تحويل الظهير الصحراوى من رمال إلى قلاع اقتصادية سكانية وزراعية وصناعية، ودخلت محافظة المنيا نادى الاكتفاء الذاتى وفى الطريق محافظة سوهاج، وترسم محافظتا أسيوطوقنا خريطة جديدة لنفسهما بظهيرهما بعد أن حولتاه من رمال صفراء إلى أراضٍ زراعية ومدن سكنية ومصانع عامرة بالإنتاج. نجحت المنيا عروس الصعيد فى صناعة الدواجن فى مصر أحد أهم الصناعات الغذائية وحققت الاكتفاء الذاتى من إنتاج اللحوم البيضاء وتحقيق أعلى عوائد عبر التصدير للخارج، حيث تعد هذه الصناعة من المشروعات القومية الواعدة التى تنمو بشكل كبير والتى تتطلب تضافر جميع الجهود للنهوض بها نظراً لأهميتها فى إتاحة المزيد من فرص العمل الجديدة المباشرة وغير المباشرة وتحقيق إضافة حقيقية إلى الاقتصاد القومى من خلال المنتجات التى تقوم عليها تلك المشروعات فضلاً عن أهميتها الاستثمارية حيث تستوعب عددًا كبيرًا من الأيدى العاملة. وتعد الثروة الحيوانية بمثابة الدعامة الثانية للإنتاج الزراعى، فتقدر استثماراتها بحوالى 65 مليار جنيه، وتعمل على توفير فرص عمل مباشرة وغير مباشرة، وقد قامت وزارة الزراعة بجهود ملحوظة فى وضع خطة لزيادة الإنتاج الداجنى، وتشجيع الفرص الاستثمارية فى هذا المجال لتنمية هذه الصناعة المهمة، بما يسهم فى تقليص الفجوة وزيادة الإنتاج حيث يبلغ حجم صناعة الدواجن بمصر مليارًا ومائة مليون طائر تسمين وثلاثة عشر مليار بيضة مائدة سنوياً، كما أن الوزارة أنجزت خطوات عظيمة لمراجعة وتيسير القرارات المنظمة لتشجيع المربين خاصة الصغار منهم على ترخيص مزارعهم وتطويرها ورفع كفاءتها لتقليل الخسائر وتعظيم الربحية حفاظاً على استمرارية صغار المربين وحماية لأرزاقهم ومصادر دخلهم. صناعة الدواجن حققت عروس الصعيد مؤخرًا تقدمًا ملحوظًا فى مجال الاهتمام بصناعة الدواجن، حيث أعلن اللواء عماد كدوانى محافظ المنيا، أن المحافظة تضم مشروع عنابر تربية الدواجن بالمنطقة الصناعية بالمطاهرة، والذى يتكون من 12 عنبرًا للتربية، وأنه تم التشغيل على 3 مراحل، المرحلة الأولى تضم 4 عنابر بإجمالى 50 ألف طائر، كتشغيل تجريبى للمشروع، ثم يليها باقى المراحل، ويهدف المشروع إلى توفير اللحوم البيضاء للمواطنين بأسعار منخفضة والحصول على جودة عالية من المنتج النهائى من خلال الذبح بالمجزر، مع مراعاة شروط الطب البيطرى وسلامة الغذاء ويقع المشروع على مساحة فدانين، بطاقة إنتاجية 1500 طائر فى الساعة. وتصل تكلفته إلى 52 مليون جنيه، منها 17 مليونًا لمجزر الدواجن، و35 مليونًا لعنابر التربية وتشمل المبانى 50% من المساحة الكلية للمشروع ويتكون المشروع من مراحل إنتاجية مختلفة منها منطقة الذبح ونزع الريش، منطقة التعبئة والتغليف، منطقة التبريد وتشمل ثلاجات نفق للتبريد، بالإضافة لعملية تدوير المخلفات بطرق آمنة من خلال الخطوط الرئيسية لشبكة الصرف الصحى، منطقة الشحن والتفريغ، مبانٍ إدارية أما عنابر التربية فتشمل 12 عنبرا على مساحة 16 فدانا لاستيعاب قوة إنتاجية 22 ألف طائر فى الدورة الواحدة، داخل العنبر الواحد، كل 40 يومًا، بإجمالى 264 ألف طائر فى العنابر ال12، بالإضافة إلى 3 خطوط للعلف، 4 خطوط لمياه الشرب، عنابر لنظام التهوية والتدفئة. اقرأ أيضًا| ينقل 2 مليون راكب يوميا.. مستجدات تنفيذ الخط الرابع للمترو «الهرم - أكتوبر» التغلب على المعوقات يقول دكتور عبدالله محمد عامر الأستاذ بكلية الزراعة فى جامعة المنيا إن الدولة نجحت فى التغلب على الكثير من المعوقات التى واجهت صناعة الدواجن فى مصر خلال السنوات الماضية، حيث تعرضت الصناعة إلى العديد من الأزمات.. البداية كانت عام 2006 حينما هاجمت إنفلونزا الطيور مصر وتسببت فى تراجع كبير فى معدلات الإنتاج، فضلاً عن وقف التصدير وهو الأمر الذى أدى إلى إغلاق العديد من المشروعات القائمة فى هذا المجال سواء فى شكل مزارع صغيرة أو كبيرة أو صناعات قائمة على الدواجن. كما تعرضت الصناعة أيضاً طوال تلك السنوات إلى أزمات متعلقة بنقص الأعلاف واستيراد الدواجن المجمدة من الخارج، بالإضافة إلى نقص الأمصال والتحصينات اللازمة لحماية الإنتاج من أى مشاكل وبالفعل نجحت الدولة الى حد كبير فى التغلب على تلك المعوقات. حيث تراجعت معدلات استيراد الدواجن المجمدة وزاد الإنتاج وقد قامت الحكومة بالموافقة على أعداد كبيرة من مشروعات الإنتاج الداجنى فى الظهير الصحراوى لعدد من المحافظات باستثمارات متوقع أن تصل إلى 16 مليار جنيه، ومؤخرًا وافق مجلس الوزراء. على السماح باستيراد كمية تصل إلى 20 ألف طن دواجن مجمدة سنوياً فقط وذلك وفقاً لمتوسط الاستهلاك الشهرى لسد احتياجات شركات السلع الغذائية التابعة للشركة القابضة للصناعات الغذائية، وهو ما يعنى تراجعاً كبيراً فى الكميات المستوردة وزيادة كبيرة أيضاً فى الانتاج واليوم وصل الإنتاج المصرى من الدواجن إلى ما يقرب من مليار و300 مليون دجاجة سنوياً. كما أن المشروعات الجديدة المزمع العمل فيها ستزيد الإنتاج بما يقرب من 400 مليون دجاجة وهو ما يعنى الوصول إلى مرحلة الاكتفاء الذاتى وبدء العمل على التصدير مرحلة أخرى، كما تسعى الدولة إلى مضاعفة استثمارات صناعة الدواجن، وذلك من خلال مضاعفة الإنتاج الداجنى من بيض المائدة بحلول عام 2030م، وزيادة 50% تقريبًا فى إنتاج لحوم الدواجن لتتمكن من الوفاء بحاجات السوق المحلية بشكل كامل، حيث يتراوح الإستهلاك ما بين 10 إلى 12 كيلوجرامًا سنوياً للفرد. كما تعمل الحكومة على توفير الكوادر البشرية خاصة الفنية ومعاهد البحوث فى مجال الدواجن لاسترجاع قوة الصناعة مرة أخرى والتنسيق بين المؤسسات سواء الحكومية أو الخاصة لتطوير صناعة الدواجن، وذلك من خلال تطوير قطاعات التسمين وجدود التسمين والأمهات وقطاع المجازر وقطاع الأمهات البياض وقطاع دواجن المائدة، لرفع كفاءة الأداء عمل ورش عمل للمربين وكذلك الأطباء البيطريين والمهندسين الزراعيين لرفع الوعى والكفاءة فى التعامل مع الأمراض المختلفة، وتشجيع وتطوير البحوث والعمل على زيادة إنتاج اللقاحات المناسبة وتوجيه كامل طاقة السوق المحلية لاستهلاك المنتج المحلى بصورة حصرية. مصنع القناة فى غرب المنيا وتحديدًا مركز ملوى توجد طفرة كبيرة صناعية وزراعية وتحديداً فى صناعة السكر، من خلال إقامة مصنع من أكبر المصانع فى الشرق الأوسط ويعد أكبر مشروع صناعى زراعى فى مصر وهو مصنع القناة لبنجر السكر وتصل الطاقة الإنتاجية للمصنع حوالى 900 ألف طن سنويًا، ويضم أكبر صومعة للسكر فى العالم، بطاقة تخزينية تبلغ 417 ألف طن، كما يجرى استصلاح 120 ألف فدان، كمرحلة أولى من خطة الشركة لاستصلاح 181 ألف فدان بمنطقة غرب المنيا، هذا إلى جانب توفير آلاف من فرص العمل لأبناء محافظة المنياوالمحافظات المجاورة. يقول المهندس أحمد محمد رئيس مجموعة الهيثم الاستثمارية إنه تم الانتهاء بالكامل من أعمال البنية التحتية وتشغيل شبكة الكهرباء بالإضافة للانتهاء من أعمال الطرق الخرسانية الخاصة بالمصنع كافة، ويجرى الانتهاء من كامل الأعمال الخاصة بخطى الإنتاج.. وأضاف أن المصنع فى البداية بدأ فى التشغيل التجريبى مع بداية موسم توريد بنجر السكر بمعدل 2000 طن يومياً لموسم 2022، مع زيادة المعدل تدريجياً للوصول للطاقة المستهدفة للمصنع بإجمالى 18 ألف طن يومياً خلال موسم 2022.. ومن ناحيته قال اللواء عماد كدوانى محافظ المنيا، إن دعم المشروعات التنموية يأتى تنفيذاً لتوجيهات القيادة السياسية بتقديم كل سبل الدعم لنجاح تلك المشروعات التى تسهم فى النهوض الاقتصادى، مضيفًا أن المشروع يعتبر أول مشروع صناعى زراعى متكامل فى قطاع السكر فى مصر، وسيوفر دعماً قوياً لأراضى الصحراء المطورة حديثًا، كما سيسهم فى تلبية احتياجات السوق المصرية، ويعتمد على زراعة البنجر واستخدامه فى إنتاج السكر، وذلك فى إطار السياسة العامة التى تنتهجها الدولة المصرية عبر توفير فرص استثمارية فى صعيد مصر بإقامة المشروعات المتكاملة التى تهدف إلى زيادة الرقعة الزراعية، وتشجيع النشاطات القائمة على النشاط الزراعى والصناعات التكميلية لها. بلد المواويل| 100 كيلو متر جديدة تعزف لحن التنمية شريط بطول أكثر من 140كيلومترًا هو حالة محافظة سوهاج المحصورة بين الجبل الشرقى والغربى بمحازاة نهر النيل بدءًا من مركز دار السلام جنوب شرق حتى مركز طما شمالًا وعلى جانبى هذا الشريط مساحات شاسعة من أراضى الظهير الصحراوى. وقامت الدولة بإنشاء عدد كبير من قرى الظهير الصحراوى فى جميع مراكز المحافظة ال11، كما أقامت مدينة سوهاج الجديدة غربًا وأخميم الجديدة شرقاً ويوجد على جانبى القرى والمدن الجديدة مساحات شاسعة من الأراضى التى استغلت خلال السنوات الماضية فى التنمية الزراعية والعمرانية والصناعية. يقول اللواء دكتور عبد الفتاح سراج محافظ سوهاج إنه تم توسيع حدود المحافظة 100 كيلومتر غربًا بالظهير الصحراوى، وذلك بعد تصديق الرئيس عبد الفتاح السيسى على قرار إعادة ترسيم الحدود بين سوهاجوالمحافظات الأربعة المجاورة «الوادى الجديد، البحر الأحمر، وأسيوط، وقنا» مضيفاً أن قرار إعادة الترسيم يهدف إلى فتح آفاق جديدة للتنمية الشاملة فى محافظة سوهاج، حيث سيسهم فى استغلال الثروات الطبيعية، وإقامة مشاريع تنموية جديدة، سواء مشروعات زراعية أو عمرانية أو صناعية وتحسين مستوى معيشة المواطنين، مشيرًا إلى أن عملية الترسيم الجديدة راعت احترام الملكيات الخاصة، وأن تكون المدن الجديدة داخل حدود المحافظة الواحدة، كما راعت التقسيم الإدارى للدوائر الانتخابية والتقسيمات الشرطية. قاعدة اقتصادية يلفت إلى أن المحافظة تعمل على استغلال هذه المساحة الجديدة فى إقامة قاعدة اقتصادية قوية، من خلال: إنشاء مصانع لتصنيع الحاصلات الزراعية، زراعة الغابات الشجرية، بناء التجمعات السكنية والمدن الجديدة، المساعدة فى إعادة توزيع السكان بالمحافظة. من جانبه، أوضح اللواء علاء عبد الجابر، السكرتير العام للمحافظة، أنه تم تشكيل لجان فنية بالتنسيق مع مديرية المساحة بسوهاج لإعداد الخرائط النهائية لترسيم الحدود، ووضع العلامات، وتثبيت الحدود الجديدة مع محافظاتقنا، وأسيوط، والوادى الجديد، والبحر الأحمر. ويؤكد الدكتور محمد عبدالهادى نائب محافظ سوهاج أن المحافظة شهدت فى السنوات الماضية نهضة تنموية كبيرة فى أراضى الظهير الصحراوى ففى مدينة سوهاج الجديدة قام رجال الأعمال باستصلاح آلاف الأفدنة الزراعية وزراعتها بالمحاصيل التقليدية مثل الفول البلدى والفول السودانى والبصل والطماطم والقمح والذرة بأنواعها مما نتج عنه وفرة عالية من الإنتاج وتوفير المحاصيل الغذائية لأبناء المحافظة والتصدير للمحافظات الأخرى، كما شهدت المحافظة نهضة عمرانية متمثلة فى مدينة سوهاج الجديدة وإنشاء آلاف الوحدات السكنية ووحدات ابنى بيتك والإسكان الاجتماعى، كما أقام عدد من رجال الأعمال عددًا كبيرًا من الكومبوندات السكنية الراقية، وهناك أكثر من 10شركات عقارية كبرى تبنى عمارات وفيللاً للمواطنين ونسبة المبيعات لهذه الشركات بلغت 100%. يقول محمود كمال أحد المستثمرين فى مدينة سوهاج الجديدة: لقد قمت بشراء مساحات واسعة من الأراضى الصحراوية فى الكامل على طريق مطار سوهاج الدولى منذ أكثر من 20 عامًا والحمد لله استصلحت الأرض بأكملها بالمشاركة مع مستثمرين آخرين ووفرنا مياه الرى بتكلفة عالية وبدأنا فى جنى الأرباح والمكاسب منذ سنوات قليلة والمنطقة تعد من المناطق الواعدة بعد إنشاء المطار وترسيم الحدود مع محافظة الوادى الجديد، وضم أكثر من 130 كيلو مترًا من اراضى الوادى لمحافظة سوهاج وسيسهم هذا المشروع الكبير فى نهضة عمرانية وزراعية هائلة لمحافظة سوهاج ومحافظة الوادى الجديد وتوطين أكثر من مليون مواطن سوهاج بالوادى الجديد. مخزون جوفى وأشار المهندس سمير حسين رجل أعمال إلى أن أراضى الظهير الصحراوى فى محافظة سوهاج تتميز بقربها من نهر النيل وتحظى هذه الأراضى بمخزون جوفى هائل ونادرًا ما نسمع عن عدم وجود مياه جوفية فى الصحارى السوهاجية مما شجع الأهالى فى استصلاح الأراضى وزراعتها، ففى مركز دارالسلام تم استصلاح حوالى 100ألف فدان بالصحراء الشرقية وفى أخميم الجديدة تم استصلاح أكثر من 50 ألف فدان وزراعتها، وفى جميع قرى الظهير الصحراوى فى المراغة وأخميم وجرجا والمنشاة وجهينة تم توزيع خمسة أفدنة لكل صاحب بين فى القرى الجديدة واستلامها منذ سنوات وبالفعل قام الأهالى باستصلاح أراضيهم وزراعتها. وفى مشروع استصلاح 10 آلاف فدان بنزلة على غرب طهطا تحولت الأراضى الصحراوية كلها إلى أراضٍ مستصلحة تمامًا نظرًا لقيام الأهالى باستصلاح أراضيهم منذ أكثر من 30 سنة. ويقول محمد سيد من كبار الزراع فى المشروع: لقد بدأنا منذ حوالى 30 سنة فى استصلاح الأرض الخاصة بنا ورغم صعوبة التربة الصحراوية الممتلئة بالزلط إلا أننا جاهدنا ونظفنا الأرض بسواعدنا وقمنا بتسوية الأرض بالليزر حتى تمكنا من زراعتها ودعمنا التربة بالمواد العضوية والتربة الطينية واعتمدنا على مياه الترع التى تأتى لنا يومًا واحدًا فى الأسبوع ثم قمنا بدق مواتير كهربائية لرى أراضينا ورغم معاناتنا الكبيرة فى استصلاح الأراضى إلا أن خير الأرض بدأ فى تعويضنا خاصة أن أرضنا حققت أعلى إنتاجية العام الماضى فى محصول البصل الذى تم تصديره بمتوسط 20 ألف طن للفدان الواحد ويأتى كبار التجار من القاهرة ومصنع تجفيف البصل ببنى سويف لحجز البصل قبل نضجه بشهور لجودة إنتاجنا. يطالب حسن محمد حسن مزارع بمشروع غرب طهطا بدعم الدولة للزراعة وتوفير مياه الرى من خلال الترعة، حيث أن تكلفة الكهرباء عالية جدًا وترهق ميزانية الفلاحين، كما أننا نجحنا فى إنشاء الطاقة الشمسية ومدنا بالمياه إلا أن المياه المنتجة من الطاقة أقل مما نحتاج وقمنا بمد شبكات الرى بالتنقيط لتوفير وترشيد المياه وكل ذلك يكلفنى الكثير من الأموال مما يؤدى إلى ارتفاع تكلفة الزراعات. قنا.. قلاع صناعية شامخة بالجنوب منذ سنوات كان الظهير الصحراوى فى قنا مجرد صحراء جرداء، لا توجد بها حياة، ولا يرغب فى الاستثمار فيها أحد قبل أن تتخذ الدولة خطوات جادة، فى إنشاء مدن جديدة على طراز عالمى، تتسع مئات الآلاف من الأسر، للحد من الكثافة السكانية، وتوفير بيئة مناسبة للمواطنين بها جميع متطلبات المعيشة من سكن وتعليم وصحة وبنوك وترفيه على أعلى مستوى وأنشئت مدن سكنية فى غرب قنا. وقنا الجديدة ومدينة الأمل بنجع حمادى ونجع حمادى الجديدة، فضلًا عن إقامة مناطق صناعية فى نجع حمادى وقفط ومجمعات حرفية، فضلًا عن تخصيص أراضٍ للحفاظ على الصناعات المحلية خاصة صناعة الفخار فى مركز نقادة غربى قنا. فور دخولك لمدينتى قنا الجديدة وغرب قنا، تجد نفسك فى مدن جديدة على طراز عالمى، بها كل متطلبات المعيشة، أسواق ووحدات سكنية ومنازل ومستشفيات ومدارس ومولات، ووسائل مواصلات متوفرة، الحياة تنبض على أرض صحراء كانت جرداء، ولكن مع خطة الدولة فى تنمية الظهير الصحراوى، ساعد ذلك فى دخول آلاف الأفدنة الحياة، بدلاً من أن كانت تسكنها الأشباح. قنا الجديدة مدينة قنا الجديدة، تم إنشاء المدينة بموجب القرار الجمهورى رقم 197 لسنة 2000 م بمساحة 24278 فدانًا وتمت إضافة مساحة 5207 أفدنة بالقرار رقم 214 لسنة 2016 للغابة الشجرية، وتم تعديل المساحة بالقرار الجمهورى رقم 69 لتصبح 19039.4 فدان، وتبلغ المساحة الإجمالية للمدينة 29485 فدانًا.. ويسكن فى المدينة حاليًا 35 ألف نسمة بالإضافة الى 2000 نسمة من المترددين، وعدد السكان المستهدف سنة 2050 يصل إلى 700 ألف نسمة.. ويبلغ إجمالى عدد الوحدات السكنية بالمدينة 8348 وحدة سكنية، بتكلفة اجمالية 1.344 مليار جنيه، ويوجد بالمدينة 50 مبنى خدميًا بتكلفة 633 مليون جنيه، فضلاً عن تخصيص قطع أراضٍ لإقامة مساجد وكنائس لجميع الطوائف، ومستشفى ومدارس. وتتم تغذية المدينة بمياه الشرب النقية من محطة تنقية مياه قنا الجديدة، وتم تنفيذ شبكات الصرف الصحى بطول 219 كم، وجارٍ تنفيذ محطة معالجة الصرف الصحى معالجة ثنائية المرحلة الأولى منها بطاقة 15500 م3/يوم وتصميم وتنفيذ المعالجة الثلاثية بطاقة 15500 م3/يوم من إجمالى 46500 م3/يوم. ويوجد بالمدينة محطة كهرباء، ورصف للطرق، وتم تخطيط منطقة صناعية بمساحة 487.5 فدان تضم 955 قطعة أرض وجارٍ تنفيذ أعمال المرافق بها، وتوفر المنطقة الصناعية حوالى 40000 فرصة عمل. أما مدينة غرب قنا، المدينة تتمتع بموقع متميز وتمثل إحدى مدن الجيل الرابع الذكية التى تراعى الاشتراطات الصحية والبيئية وتقع غرب قنا الجديدة على شبكة طرق إقليمية بالقرب من مدينة قنا بمسافة 5كم2، ومخطط لها استيعاب 550 ألف نسمة، وتمثل مدينة غرب قنا مجتمعًا عمرانيًا متكاملًا جاذبًا للسكان والفرص الاستثمارية.. وتشمل المدينة عمارات إسكان اجتماعى، وسكن مصر، وفيلات سكنية، ومراكز تجارية، ومبانى خدمية وترفيهية، منها سوق تجارى، ومدارس ووحدة صحية وملاعب، وقسم شرطة.. وبدأت الدولة فى تسليم أراضى مدينة الأمل بنجع حمادى، بعد توقف دام 25 سنة. وتقع المدينة على مساحة 1539 فدانًا تم تقسيمها إلى 11820 قطعة بمساحة 240 م لكل قطعة، سيتم توزيعها على أعضاء 60 جمعية، ومن المقرر أن تستوعب المدينة 250 ألف نسمة وسوف تضم العديد من المؤسسات الخدمية «تعليمية-صحية-إدارية-اجتماعية-ثقافية-رياضية-أمنية-بريدية-محطات وقود-منشآت ترفيهية مسطحات خضراء-.. كما خصصت الدولة وفقًا للقرار الجمهورى رقم 85 لسنة 2021 مساحة 25152٫33 فدان من الأراضى المملوكة للدولة ملكية خاصة ناحية محافظة قنا لصالح هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة لاستخدامها فى إقامة مجتمع عمرانى جديد مدينة نجع حمادى الجديدة. منطقتان صناعيتان وفى مجال الصناعة، أنشأت الدولة منطقتين صناعيتين بنجع حمادى وقفط، بهما العديد من المصانع التى وفرت العديد من فرص العمل للشباب، وتصدر منتجات هذه المصانع إلى الخارج. كما أن المنطقة الصناعية فى نجع حمادى، بها واحد من أكبر المجمعات الصناعية فى مصر، وتوفر قرابة 10 آلاف فرصة عمل مباشرة وغير مباشرة.. ويقع مجمع الصناعات على مساحة 74 فدانًا ويضم 28 هنجرًا تضم بدورها 420 وحدة صناعية منها 322 وحدة بمساحة 216 م2، و86 وحدة بمساحة 432 م2، و12 وحدة بمساحة 540 م2 تشمل عدة قطاعات صناعية.. كما تبحث محافظة قنا سبل وآليات تحويل قرى الظهير الصحراوى، الحاج سلام بفرشوط، بلاد المال بحرى بأبو تشت، أبو دياب شرق بدشنا، إلى مراكز تنموية متكاملة والنهوض بها لتكون مجتمعات سكانية لائقة، وذلك فى إطار تنفيذ المشروع القومى لتنمية وتطوير قرى الريف المصرى. أسيوط الجديدة| توسعات لبناء الإنسان والاقتصاد تتميز محافظة أسيوط بأنها من المحافظات ذات الظهير الصحراوى غير التقليدى فنسبة الصحارى الشرقيةوالغربية بها تبلغ 70 بالمائة من إجمالى المساحة، ولذلك بدأ التوسع فيها مبكراً فقد بدأت مشروعات إنشاء مدينة أسيوط الجديدة منذ ما يزيد على 20 عاماً والتى أصبحت مأهولة بنسبة إشغال ما يقرب من 60% وقامت الدولة بالتوسعات الشمالية منها بمدينة الرحاب وكذلك مدينة ناصر الهضبة الغربية وهى مدينة من الجيل الرابع، كما لم تتوقف عن المدن الجديدة بل قامت الدولة باستصلاح آلاف الأفدنة وبناء المدن الصناعية فى الظهير الصحراوى للمحافظة شرقاً وغرباً لفتح أبواب جديدة من المستقبل الصناعى والزراعى والمدن المتقدمة لبناء الإنسان، وكذلك بناء اقتصاد قومى من خلال 7 مدن صناعية جديدة. أسيوط الجديدة فى رحلة لا تستغرق سوى نصف ساعة من مدينة أسيوط إلى مدينة أسيوط الجديدة، إلى صحراء أسيوطالشرقية والتى أصبحت هى الوجهة الأولى للسكن فى المحافظة والتى تعتبر أُهّلت بالكامل وزادت التوسعات الشمالية بها مثل مدينة الرحاب ويعمل جهاز مدينة أسيوط الجديدة على فتح توسعات أخرى مما خلق مجتمعًا عمرانيًا كبيرًا وجديدًا وحقق للمواطنين الحياة الهادئة بعيداً عن الزحام وتكنولوجيا الجيل الثالث من المدن.. يقول هيثم محمد ثابت من سكان الرحاب إن اهتمام الدولة بالمدن الجديدة يتجلى فى مدينة أسيوط الجديدة التى بها أصبح بها «جامعة أسيوط الأهلية، وجامعة اسفنكس، والجامعة التكنولوجية بالرحاب» وكذلك الاهتمام بإنشاء جميع الخدمات داخل المدينة ونقل 60 ٪ من المصالح الحكومية، ولكن لدينا مشاكل حيوية فى الاهتمام بالخبز لأن مخابز المدينة عندها إهمال تشغيل مواصلات على مدار اليوم، المواصلات الداخلية بين الرحاب والمدينة. مدينة ناصر غرب كما أن مدينة ناصر الهضبة الغربية وهى أول مدينة من الجيل الرابع بمحافظة أسيوط والتى تم طرح 64 عمارة وحوالى 400 قطعة أرض للبناء، وتُعد مدينة ناصر أُولى التجمعات العمرانية الثلاثة المدرجة تحت مشروع الهضبة الغربية، حيث يتم تشييد تلك المدينة على مساحة تبلغ 6006 أفدنة، بارتفاع 170 مترًا عن مستوى سطح الأرض وهى منطقة صحراوية وعرة مُهدت لها الطُرق تيسيراً للمواطنين فى محافظة أسيوط، ولها طريقان الأول الطريق الدائرى، المؤدى إلى مطار أسيوط طريق الهضبة غرب أسيوط، الذى جرى تنفيذه بطول 22 كيلو مخترقاً تلال الهضبة وصولاً للمدينة. ومدينة ناصر غرب يسكنها الآن عدد من السكان وطلاب جامعة بدر الذين بدأوا الدراسة بها منذ 3 أعوام والتى انطلق العمل بها وجرى تنفيذ المدينة بالكامل فى وقت قياسى، حيث أصدر الرئيس عبد الفتاح السيسى قراراً بانطلاق العمل بها عام 2018، وجرى تنفيذها فى أقل من سنتين.. يضيف محمود عمر أمين عام جامعة بدر: إن المدينة تنتظر بعض الخدمات لتكون المكان المناسب لإقبال الطلاب وبالفعل فتحت الجامعة هذا العام برامج جديدة فى التعليم وتريد التوسع فى فتح مجالات العملية التعليمية ولكم نحتاج التوسع فى الخدمات لزيادة سكن الطلاب أيضاً وتوفير المناخ المناسب كذلك نقل عدد من المصالح الحكومية لجذب العديد من التوسعات. مزرعة وادى الشيح فوق ربوة عالية فى جبال مركز البدارى جنوب شرق محافظة أسيوط تقع مزرعة وادى الشيح والتى أصبحت نموذجاً فى استصلاح الأراضى الزراعية والتى أشاد بها الرئيس عبد الفتاح السيسى خلال افتتاحه لعدد من المشروعات القومية فى مايو الماضى ومزرعة وادى الشيح هى إحدى مشروعات الاستصلاح العملاقة والتى تبناها جهاز المشروعات الخدمة الوطنية بمحافظة أسيوط منذ ما يزيد على 20 عاماً، وطورتها بنظم الرى الحديثة إحدى الشركات الخاصة والتى جعلت إنتاجها هو الأعلى للفدان، وزيادة إنتاج القمح فيها ل 25 أردبًا فى الفدان وهو ما يعكس مجهودًا كبيرًا فى استخدام نظم الزراعة الحديثة والتكنولوجية. وأنشئت عام 2002 بمنطقة وادى الشيح مركز البدارى محافظة أسيوط، بهدف استصلاح وزراعة 10 آلاف فدان بالاعتماد على مياه النيل واستخدام وسائل الرى الحديثة، تم استصلاح وزراعة 7007 أفدنة بأشجار الفاكهة «مانجو، برتقال، خوخ، مشمش، رمان، ليمون، عنب»، مزرعة جاموس بطاقة 500 رأس، ومزرعتى أغنام بطاقة 2000 رأس، ومنحل لإنتاج عسل النحل بإجمالى 2350 خلية، وبها 48 وحدة سكنية عائلية كاملة المرافق والخدمات. بنى سويف| ماراثون استثمار زراعى ومركز للتنمية أصبح الظهير الصحراوى ببنى سويف، تجمعاً تنموياً غير مسبوق، بعد إنشاء الدولة لقرى ومدن عمرانية جديدة، ساهمت فى تحسين مستوى جودة حياة المواطنين، خاصة بعد توفير جميع الخدمات الأساسية والترفيهية، فضلاً عن بعض المشروعات الاستثمارية التى تسعى الدولة لتنفيذها وعلى رأسها إنشاء أول منطقة صناعية لتصنيع النباتات الطبية والعطرية والحاصلات الزراعية فى نطاق مركز سمسطا، إلى جانب مشروع ال 51 ألف فدان صوبات زراعية والذى يقع فى الظهير الصحراوى لمدينتى ببا، والفشن. وهو ما سيسهم فى خلق فرص عمل جديدة، ناهيك عن الآثار الإيجابية على المجتمع داخل المحافظة، وذلك ضمن الأهداف والخطط الطموحة لاستراتيجية ورؤية مصر 2030، وبالتزامن مع المبادرة الرئاسية «حياة كريمة» لتطوير الريف المصرى. مجتمع جديد يقول شعبان طه «موظف»: أوجدت القرى، والمدن الجديدة فى منتدى الظهير الصحراوى مجتمعاً جديدًا، ووفرت بيوتًا وأراضى لغير القادرين، وحققت حلمهم فى التخلص من التكدس، والزحام العمرانى، إلى مساحات أرحب فى بيوت آدمية وعصرية، وشوارع مخططة، وفرص للزراعة، مما يدر دخلاً معقولًا على قاطنيها إلى جانب وجود فرص للعمل فى المناطق الصناعية ومجمعات المشروعات الصغيرة والمتوسطة، فى المناطق المجاورة. ويضيف هانى محمد، كانت معظم محافظات الصعيد حتى وقت قريب طاردة للسكان، بسبب نزوح العشرات من أبنائها إلى القاهرة بحثاً عن فرص عمل، لكن الأمر الآن قد اختلف مع بدء تنفيذ الكثير من المشروعات فى الظهير الصحراوى منها مشروع الصوب الزراعية، وكذلك بدء إنشاء مركز للنباتات الطبية والعطرية، مما ساهم فى توفير فرص عمل للشباب، كذلك أسهمت المدن الجديدة، ومشروعات الإسكان الاجتماعى، ومدن وقرى الظهير الصحراوى فى حل أزمات الإسكان، وإيقاف الزحف نحو الرقعة الزراعية. وأشار محمود حسن، مهندس زراعى، إلى أن الظهير الصحراوى وفر الكثير من فرص العمل للشباب سواء عمالة مباشرة أو غير مباشرة، فى الأراضى التى تم استصلاحها وكذلك مزارع الدواجن وغيرها، بالإضافة إلى أن زراعة مئات الأفدنة بمختلف أنواع المحاصيل ساهمت فى سد الفجوة التى نتجت عن التعديات التى تمت على الأراضى الزراعية، وتوفير الخضروات والفاكهة بأسعار مناسبة. الزراعات المحمية من جانبه أكد الدكتور محمد هانى محافظ بنى سويف أن المحافظة دخلت ماراثون الاستثمار الزراعى عقب إطلاق الرئيس السيسى شارة البدء فى إنشاء اكبر مشروع للزراعات المحمية «الصوب الزراعية « فى الظهير الصحراوى لمركزى ببا والفشن بالاشتراك مع محافظة المنيا، ليوفر آلاف الفرص من العمل للشباب، فضلًا عن حدوث نقلة نوعية فى التصنيع الغذائى والتنمية الزراعية بالمحافظة، بالإضافة إلى إنشاء أول منطقة صناعية للنباتات الطبية والعطرية بالظهير الصحراوى لمركز سمسطا، خاصة وأن 40% مما تنتجه مصر من النباتات الطبية والعطرية تستحوذ عليه المحافظة.. وأشار المحافظ إلى إقامة ميناء جاف ومنطقة لوجستية عليها بمنطقة كوم أبوراضى الصناعية بالظهير الصحراوى لمركز الواسطى على مساحة تزيد على 88 فدانًا، وهو ما يهدف إلى تعظيم سلاسل القيمة المضافة لمقومات الصناعة والاستثمار المتوافرة بالمنطقة، بجانب توفير فرص عمل لأبناء المحافظة، حيث إن المناطق اللوجستية والموانى الجافة تعتبر من القطاعات كثيفة العمالة، فضلاً عن اضافة ميزة تنافسية للاستثمار على أرض المحافظة من خلال تقليل تكلفة نقل وشحن البضائع وتوفير الجهد والوقت، والذى يسهم أيضًا فى إنعاش الحالة الاقتصادية المحلية بالمحافظة.