لاشك أن الانتخابات الأمريكية يترقبها العالم بأثره وتتوقف الحياة ببعض مناطقه انتظارا لنتيجتها، ولا أدرى لماذا هذا الترقب والانتظار، فكما نقول بمثلنا البلدى الشهير «أحمد زى الحاج أحمد»، فأمريكا الدولة الوحيدة فى العالم وربما على مر التاريخ التى لا تتغير سياستها الخارجية بشكل جذرى مهما كان ساكن حظيرة البيت الأبيض، سواء كان فيل الجمهوريين أم حمار الديموقراطيين، باعتبار الفيل والحمار رمزين للحزبين الرئيسيين بأمريكا، فرغم إى اتفاق أو اختلاف أو حتى بغض لدورها إقليميا ودوليا، تظل أمريكا أعظم دولة مؤسسات فى التاريخ. بديهى أن ينشغل الأمريكيون بتلك الانتخابات، فمعروف عدم اهتمامهم أو حتى معرفتهم بالسياسة الخارجية لبلادهم، وليست محددا كبيرا لاختيار رئيسهم مهما كانت إنجازاته الخارجية، ولنتذكر جورج بوش الأب، الذى نجح فى وضع اقدام امريكا وايديها على أماكن البترول بالعالم، ووضع قواتها متاخمة لحدود أعدائها بولايته الاولي، لكن هذا الإنجاز الخارجى لم يشفع لفوزه بولاية ثانية، لكن شخصية الرئيس فارقة داخليا من حيث تحسين المعيشة والنمو الاقتصادى وتحسين الخدمات وما غير ذلك. نعود للعالم الخارجى ولا أدرى لماذا كل هذا الانشغال بالرئيس الجديد، فأمريكا تغرد منفردة فى قيادة العالم ونجحت لأول مرة بالتاريخ ان تجعله عالم القطب الواحد الذى يسير كله كالقطيع فى الطريق الذى ترسمه له واشنطن، ربما يمنى البعض نفسه بتغيير مع رئيس جديد، لكنه رهان يخسر دائما. نفس الأمر بالشرق الأوسط، فالفيل والحمار بالنسبة لقضيتنا الكبرى كما الفارق بين لصين محترفين، أحدهما فاجر والآخر لئيم هادئ، لكنهما يسرقان ما يريدان، ولعل الرابح الأكبر هى إسرائيل، فها هى تستمر بمذابحها اليومية دون رادع وصمت قبور بواشنطن ربما خوفا من تأثر هاريس لو كانت هناك نية تدخل!! ، ولو فازت هاريس ضمنت استمرار سياسة بايدن المائعة التى لا تحل أو تربط إلا ما يحقق أمن ومصالح تل أبيب، أما لو كان ترامب فالإنجاز الإضافى المنتظر تنفيذ وعده بمضاعفة مساحتها التى لا يعجبه صغرها على الخريطة !!