يواجه العديد من الآباء تحديًا كبيرًا في مساعدة أبنائهم على بناء شخصية قوية وثقة بالنفس، حيث يعد ضعف شخصية الأطفال من المشكلات التي قد تؤثر على حياة الطفل وتفاعله الاجتماعي. وفي هذا الإطار، يشير الدكتور محمود كامل، استشاري طب الأطفال وحديثي الولادة، إلى أن هناك العديد من العلامات التي قد تدل على ضعف الشخصية لدى الأطفال، إلى جانب أسباب متعددة لهذه الظاهرة. اقرأ أيضًا | اليماني: «تحويشة» يدعم الشمول المالي للمرأة ويمهد الطريق لمشروعات خضراء ويشير إلى أن ضعف الشخصية لدى الأطفال هو مشكلة شائعة تواجه العديد من الآباء والأمهات، حيث يجدون صعوبة في مساعدة أبنائهم على بناء الثقة بالنفس والتعبير عن مشاعرهم بشكل صحيح. وفي هذا السياق، يوضح د.محمود العلامات التي قد تشير إلى ضعف شخصية الطفل، والأسباب المحتملة لهذه المشكلة، بالإضافة إلى الخطوات التي يمكن أن يتبعها الآباء لتعزيز شخصية أبنائهم. فهناك عدة علامات تشير إلى ضعف شخصية الأطفال: أولاً، قد يلاحظ الوالدان أن الطفل لا يستطيع التعبير عن غضبه أو مشاعره السلبية، هذا الصمت العاطفي قد يكون مؤشرًا على ضعف شخصيته. ثانيًا، الأطفال الذين لا يدافعون عن أنفسهم عندما يتعرضون للأذى، سواء كان ذلك جسديًا أو نفسيًا، هم غالبًا ما يعانون من ضعف الشخصية. كما أن الأطفال الذين لا يحبون التفاعل الاجتماعي أو يجدون صعوبة في تكوين صداقات جديدة قد يكونون غير واثقين بأنفسهم. وأيضًا الطفل الذي يرتبك أو يخاف عند توجيه الأسئلة البسيطة، مثل "ما اسمك؟"، هو طفل قد يعاني من قلة الثقة بالنفس. وأخيرًا، إذا كان الطفل لا يستطيع قول "لا" لأي طلب من الآخرين ويخاف من رفض الآخرين، فهذه علامة أخرى على ضعف الشخصية. أسباب ضعف شخصية الأطفال يوضح د. محمود أن هناك عدة أسباب قد تؤدي إلى ضعف شخصية الأطفال. أولها الحماية الزائدة، حيث يبالغ بعض الآباء في حماية أبنائهم، خوفًا من تعرضهم لأي ضرر، هذه الحماية المفرطة قد تجعل الطفل معتمدًا بشكل كامل على والديه، مما يفقده القدرة على اتخاذ القرارات وتحمل المسؤولية. ثانيًا، المقارنة هي سبب آخر، حيث أن مقارنة الطفل بغيره، كنوع من التحفيز، يمكن أن تكون ضارة. على سبيل المثال، عبارات مثل "كن شاطرًا مثل فلان" قد تجعل الطفل يشعر بأنه غير قادر على تحقيق التوقعات. العقاب الجسدي، وخاصة الضرب، يمكن أن يؤدي إلى تكوين خوف داخلي لدى الطفل، ويجعله شخصًا سلبيًا يخاف من اتخاذ المبادرات حتى في الأمور الإيجابية. الكلام السلبي هو أيضًا عامل مؤثر. عبارات مثل "أنت صغير ولا تعرف" أو "لن تستطيع فعل هذا بمفردك" يمكن أن تزعزع ثقة الطفل بنفسه وتضعف من قدرته على مواجهة التحديات. وأخيرًا، إحراج الطفل أمام الآخرين، حتى ولو بدون قصد، يمكن أن يترك آثارًا نفسية سلبية ويعزز شعوره بالضعف والخجل. كيف تقوي شخصية طفلك؟ لحل هذه المشكلة، يوصي كامل باتباع عدة خطوات تساعد في تعزيز شخصية الطفل. أولًا، مدح الطفل أمام الآخرين يعزز من ثقته بنفسه، ويشعره بأنه محبوب وذو قيمة. كما يجب على الوالدين منح الطفل حرية الاختيار، سواء في اختيار ملابسه، طعامه، أو ألعابه. هذا يساعده على تطوير مهارات اتخاذ القرارات بشكل مستقل. من المهم أيضًا استشارة الطفل في بعض القرارات، حسب عمره، لإشعاره بأن رأيه مهم وله قيمة. بالإضافة إلى ذلك، ينبغي تشجيع الطفل على اتخاذ قراراته بمفرده وتوجيهه للقيام بذلك بشكل صحيح. تخصيص مساحة خاصة للطفل في المنزل، مثل غرفته الخاصة أو مكتبه، يعزز من شعوره بالاستقلالية والخصوصية. ويشدد على ضرورة التوقف عن التوبيخ المستمر عند ارتكاب الطفل للأخطاء، بل يجب تحويل هذه المواقف إلى فرص تعليمية، كما يجب تشجيع الطفل بالكلمات الإيجابية عندما يقوم بأفعال صحيحة، مما يعزز من ثقته بنفسه. أخيرًا، ينصح بضرورة إعطاء الطفل فرصة لاختيار أصدقائه، وتدريبه على الاعتماد على نفسه في بعض المهام اليومية، وأهمية التواصل العاطفي مع الطفل من خلال الحوار والاحتضان، لتعليمه كيفية التعبير عن مشاعره والدفاع عن نفسه.