من داخل أروقة حي مصر الجديدة، حيث يلتقي صخب المدينة بعبق تاريخي قديم، هنا من شارع الكوربة، حيث قهوة أسوان الشهيرة التي يأتي إليها الأشخاص من كل حدب وصوب، فضلا عن وقوعها في قلب ميدان وبجوار سلسلة مطاعم شهيرة. في أوائل سبعينات القرن الماضي، نزحت عائلة من أبناء أسوان في أخر صعيد مصر قاصدين القاهرة الكبرى، وبالأخص حي مصر الجديدة، عمل رب الأسرة في مقهى شعبي بوسط الميدان المذكور، وأتى بأبنائه وأقاربه للعمل معه في المقهى، وبعد مرور الأيام ونجاح هذه الأسرة في إدارة وتشغيل المقهى، ووضعوا «القرش على القرش» حتى كونوا ثورة طائلة مكنتهم من شراء القهوة. هذا المقهى المذكور يقع في العقار رقم 3 بشارع الكوربة بحي مصر الجديدة وبنفس العقار يوجد محل للعصائر، هذا العقار تسبب في خلافات كثيرة حول ملكيته انتهت بجريمة قتل، راح ضحيتها أحد الشركاء في المقهى المذكور، وهو الشاب الثلاثيني محمد عبدالرازق الشهير ب«حمص» على يد المتهم الذي يدعى »ناصر» صاحب محل العصائر. اقرأ أيضا| بينهم رئيس المدينة.. منطوق الحكم على المتهمين في حادث معدية أبو غالب بداية الخلافات على العقار تعود أحداث الخلافات على ملكية العقار إلى نهاية عام 2019، بين أحد أبناء صاحب العقار ويدعى «أ» وأرملة شقيقه السيدة نيفان، حيث حصلت تلك السيدة على ملكية العقار ورثها الشرعي عن زوجها المتوفي القبضان البحري ويدعى "إيهاب"، بعد حكم قضائي دام لسنوات بين السيدة وشقيق زوجها. بيع العقار المشؤوم كانت الخلافات على أشدها بين «أ» وزوجة أخيه المتوفي، عندما اعتقد أن هذا الميراث حقه عن أبيه وأخيه، وحقد على زوجة أخيه التي آل إلها العقار، فنشبت بينهما صراعات كثيرة، وفي سبيل التخلص من هذه الصراعات، لجأت نيفان إلى بيع العقار المذكور إلى صاحب المقهى «حمص»، واختفت تماما عن الصورة. انتقال الخلاف بطبيعة الحال، انتقلت الخلافات بين صاحب المقهى «حمص» و «أ»، حتى طالت الخلافات صاحب محل العصير الذي قام بدوره وتحالف مع «أ» بعدما حصل «حمص» على حكم قضائي نهائي بتاريخ 27 سبتمبر 2024 بطرد صاحب محل العصائر الكائن بذات العقار. خطة شيطانية وفي ظل هذه الخلافات وكثرة الأطراف وتعدد المشكلات، وعد «أ» صاحب محل العصائر بتمليكه المحل بصفة دائمة، مقابل التخلص من »حمص». يوم الواقعة وفي يوم الثلاثاء الماضي الموافق 30أكتوبر 2024، كانت نهاية «حمص» صاحب إعاقة القدم والكتف، وأب لطفل وطفلة «أدهم وآسيا»، بثمان طعنات متفرقة بالجسم، وجرح ذبحي بالرقبة، أودت بحياته قتيلًا على يد المتهم «ناصر» صاحب محل العصائر. كانت بداية نهاية «حمص» بتآمر «أ» والمتهم «ناصر»، حيث توجها إلى المقهى بالتزامن مع «وردية» حمص في المقهى، وبينها كان حمص متواجدًا في عمله، تفاجأ بسيل من السباب والشتائم تنهال عليه من «أ» وناصر صاحب محل العصائر, لكن سرعان ما تطور إلى عنفٍ مفاجئ ، انتهى بكارثة. ثمان طعنات وذبح بالرقبة أخرج «ناصر» سلاحًا أبيض من طيات ملابسه، ولم يتردد في غرسها في جسد «حمص»، طعنة تلو الأخرى، حاول «حمص» المقاومة، إلا إن إصرار المتهم كان واضحًا وطعنه 8 طعنات، حتى قام بذبحه في الرقبة، ليلقى مصرعه في الحال, ولم تجد محاولات أطباء مستشفى هيليوبليس من إسعاف الضحية. وأمام ثلاجة حفظ الموتى، وقفت أسرة المجني عليه بأعين تملأها الدموع تنظر تشيع جثمان "حمص" إلى رحمة مولاه، مطالبين بالقصاص العاجل العادل. وتمكنت الأجهزة الأمنية من فرض السيطرة على المشكلة، وضبط المتهم، وباشرت النيابة العامة التحقيقات التي لا تزال مستمرة