أكد جهاد الحرازين، أستاذ القانون العام والنظم السياسية والقيادي بحركة "فتح" الفلسطينية، أن تشكيل لجنة الإسناد المجتمعي، والتي تحدث عن أنها صارت قاب قوسين أو أدنى من الاتفاق عليها، خطوة إيجابية في اتجاه المصالحة الفلسطينية. وقال الحرازين، خلال تصريحات ل"بوابة أخبار اليوم"، "ما يجري في القاهرة من خلال الاستضافة على مدار اليومين السابقين اللقاءات التي جرت بين وفدي حركتي فتح وحماس كان بهدف كيفية إيجاد آلية للجنة الإسناد المجتمعي". وأردف قائلًا: "هذه اللجنة سيُلقى على عاتقها العديد من المهام المتعلقة بعملية الإغاثة لشعبنا الفلسطيني بالإضافة إلى ملفات الشؤون المدنية والتعليم والصحة وكذلك معبر رفح، وهذه اللجنة كان لا بد أن يكون لديها مرجعية، وهذه المرجعية للحفاظ على وحدة النظام السياسي وتتمثل مرجعيتها في الحكومة الفلسطينية، بالغضافة إلى قرار سيصدر من الرئيس أبو مازن (محمود عباس) بمرسوم رئاسي بتكليف هذه اللجنة"، مضيفًا أن "كل ذلك للتأكيد على وحدانية الجغرافيا الفلسطينية ووحدانية النظام السياسي الفلسطيني بمعنى عدم التعامل مع قطاع غزة على أنه منطقة معزولة". وتابع الحرازين: "كل المؤشرات تقول إن هذه الخطوة أصبحت قاب قوسين أو أدنى، وستكون خطوة إيجابية في اتجاه المصالحة الفلسطينية وحلحلة كافة الملفات العالقة؛ لأن الشعب الفلسطيني هو الذي يدفع الثمن في ظل ما يعانيه هذا الشعب من الاحتلال، وفي ظل ما يُرتكب في حقه من جرائم، الأمر الذي يدفع الجميع إلى ضرورة أن يكون هناك موقف موحد باتجاه تحقيق الوحدة الوطنية، والانضواء تحت لواء منظمة التحرير الفلسطينية في ظل قيادة الرئيس أبو مازن". وأكد الحرازين أن الشرعية الفلسطينية ممثلة في منظمة التحرير، وهناك تعامل دولي وإقليمي وعربي مع قيادة المنظمة، مشددًا على أن فلسطين هي أحوج ما يكون لأن يكون الكل الفلسطيني منصهر في بوتقة واحدة، ضمن رؤية وطنية وإستراتيجية فلسطينية واحدة، تهدف إلى أن يكون الكل الفلسطيني موحد حتى نخرج من الذرائع التي يتذرع بها نتنياهو بوجود تشتت فلسطيني وانقسام. وذكر الحرازين أن المستفيد الأول من هذا الانقسام الفلسطيني هو بنيامين نتنياهو، وهو الذي عمل على تغذية هذا الانقسام منذ عام 2007 وعمل تقويض أركان السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية. وأضاف أنه "اليوم أمام المجازر وحرب الإبادة، التي تُرتكب، المطلوب أن يكون هناك وحدة فلسطينية خالصة والتنازل عن المصالح الحزبية والارتهال لأجندات خارجية والعمل ضمن القيادة الفلسطينية". اقرأ أيًَا: خاص| أسامة شعث: المصالحة هي الملاذ الأخير من أجل مستقبل الشعب الفلسطيني وفينا يتعلق بقضية تشكيل هذه اللجنة، قال الحرازين: "نحن نعلم المعاناة التي يعيشها الشعب الفلسطيني بكل ما تحمله الكلمة من معنى من عملية تدمير لكافة مقومات الحياة وعدم إدخال المساعدات ومحاولة تذرع نتيناهو أمام العالم بأن لا يريد أن يكون هناك سيطرة للسلطة ولا لحماس على غزة، بالإضافة إلى عدم قدرات المنظمات الدولية على العمل في غزة نتيجة الإجراءات والاستهدافات الإسرائيلية، لذلك كان لا بد أن يكون هناك تحضير وموقف فلسطيني يُروج له عالميًا ونقل الكرة إلى الملعب الدولي من أجل الضغط على نتنياهو لإيقاف الحرب والسماح بهذه اللجنة للعمل بالأهداف المحددة لها، والتي ستكون محددة من قبل الرئيس الفلسطيني المتعلقة بأعمال الإغاثة والعمل الإداري والمدني المتعلق بالسكان والمواليد، وكل هذا بالتنسيق مع حكومة الدكتور محمد مصطفى". وأكمل الحرازين حديثه بالقول إن هذه الأمور من أجل القفز على مخططات نتنياهو، الذي يهدف من خلالها لاستهداف الشعب الفلسطيني، وقد تكون خطوة بداية لتحقيق المصالحة الوطنية الفلسطينية.