سميحة شتا تشكل الحرب فى أوكرانيا واحدة من أكثر القضايا المثيرة للانقسام فى انتخابات الخامس من نوفمبر، حيث يتبنى الرئيس السابق دونالد ترامب، المرشح الجمهورى، ونائبة الرئيس كامالا هاريس، المرشحة الديمقراطية، وجهات نظر مختلفة للغاية حول مقدار الدعم الذى يجب على الولاياتالمتحدة أن تستمر فى تقديمه لأوكرانيا. تلتزم كامالا هاريس بمواصلة سياسة سلفها، التى تتضمن دعم أوكرانيا عسكريًا واقتصاديًا وسياسيًا، والحفاظ على ضغط العقوبات على روسيا، قال الرئيس الأمريكى جو بايدن إن أوكرانيا يجب أن تنتصر فى هذه الحرب وأن روسيا لن تفوز، يقول دونالد ترامب، الذى يدعى أن الحرب لم تكن لتندلع لو كان رئيسًا فى عام 2022، إنه يمكنه إنهاءها بعد 24 ساعة من انتخابه، قبل تنصيبه. اقرأ أيضًا | بوادر انفراجة على جبهة لبنان: وثيقة مسربة للهدنة: 7 أيام لانسحاب إسرائيل و60 يوما ليس هناك شك فى أن الانتخابات الأمريكية سوف تحدد مسار الحرب فى أوكرانيا، حيث إن وضع المساعدات العسكرية المقدمة من الداعم الدولى الرئيسى لكييف يعتمد على من يصبح رئيساً، كما هو الحال مع أى احتمال لوقف إطلاق النار الذى قد يعود بالنفع على أوكرانيا. يقول ميخايلو بودولياك، مستشار زيلينسكى: «نعتقد أنه بغض النظر عن لقب الرئيس المستقبلى للولايات المتحدة، فإن دولة الولاياتالمتحدة لن تتخلى عن الهيمنة العالمية والقيادة العالمية بحد ذاتها.. وهذا ممكن فقط من خلال دعم أوكرانيا ومن خلال هزيمة الاتحاد الروسى». ترى وكالة «الاسوشيتيد برس» أنه من المرجح أن تواصل هاريس، التى نددت ب «وحشية» الرئيس فلاديمير بوتين، سياسة الدعم التى انتهجها الرئيس جو بايدن، وإن كان ضمن الحدود الصارمة لقدرة أوكرانيا على الضرب فى عمق الأراضى الروسية، والتى أحبطت زعماء كييف.. وقال مالكوم تشالمرز، نائب المدير العام فى المعهد الملكى للخدمات المتحدة فى لندن: «لقد أوضح الرئيس بايدن منذ بداية هذا الصراع أن أولويته القصوى هى تجنب حرب شاملة مع روسيا، أعتقد أن هذه تظل الأولوية الأمريكية القصوى». لقد قدمت الولاياتالمتحدةلأوكرانيا أكثر من 59.5 مليار دولار من الأسلحة والمساعدات العسكرية منذ غزو روسيا فى فبراير 2022. ولكن طوال الوقت، كانت كييف أسيرة للسياسة الأمريكية المتوترة التى غالبًا ما قوضت إمكاناتها فى ساحة المعركة. ولا تزال أوكرانيا تأمل فى الحصول على موافقة غربية على شن ضربات داخل الأراضى الروسية باستخدام أسلحة بعيدة المدى يوفرها لها حلفاؤها، كما تسيطر على مئات الكيلومترات المربعة فى منطقة كورسك الروسية بعد توغل فى أغسطس، ومع ذلك، لم يتزعزع التزام بايدن بدعم أوكرانيا، فقد أعلن وزير الدفاع لويد أوستن عن حزمة بقيمة 400 مليون دولار خلال زيارته الأخيرة، وقال زيلينسكى إنه يتوقع حزمة أخرى بقيمة 800 مليون دولار، وهى الدفعة الأولى لإنتاج أوكرانيا لقدرات بعيدة المدى، ومن المتوقع أيضًا الحصول على 8 مليارات دولار أخرى بحلول نهاية العام. وقد اعترض ترامب مرارا وتكرارا على المساعدات الأمريكيةلأوكرانيا، وقدم تعهدات غامضة بإنهاء الحرب وأشاد ببوتين، ولكته شخص لا يمكن التنبؤ بتصرفاته إلى حد كبير. وقال تشالمرز «لقد أكد أنه يتبنى نهجًا مختلفًا تمامًا تجاه أوكرانيا عن نهج كامالا هاريس. وإذا تم ترجمة ما يقوله الآن إلى أفعال، فستكون فترة صعبة للغاية بالنسبة لأوكرانيا». وأضاف أن «دونالد ترامب يثير احتمالية واضحة للغاية بأن الولاياتالمتحدة ستقطع معظم إن لم يكن كل المساعدات العسكرية لأوكرانيا، وهو ما قد يرجح الميزان لصالح روسيا، نظرا لأن الوضع على الأرض، على الرغم من الجمود، هو الوضع الذى تتمتع فيه روسيا بالميزة حاليا». وفى مواجهة خطاب ترامب القاسى، يقول بعض المسئولين الأوكرانيين إنه على الرغم من آرائه المعلنة، فإن أفعاله كرئيس كانت فى بعض الأحيان مفيدة لأوكرانيا. وقد وقعت بعض أشد العقوبات على النخبة الروسية خلال إدارته، كما وافق ترامب على بيع أسلحة فتاكة لأوكرانيا، وهو الأمر الذى فشل الرئيس باراك أوباما فى القيام به. يخشى أغلب الأوكرانيين أن يوقف ترامب كل المساعدات العسكرية المقدمة لكييف، ولا يمكن لأى دولة أخرى أن تضاهى الدعم الأمريكى، ويظل الجنود الأوكرانيون متحدين، قائلين إنهم سيواصلون الصمود مهما كلف الأمر. ولكن العواقب العملية ستكون وخيمة، وقد تضطر كييف إلى قبول شروط مدمرة لوقف إطلاق النار، فى ظل خضوع خمس أراضيها للسيطرة الروسية. وقد عرض زيلينسكى رؤيته لإنهاء الحرب على كل من ترامب وهاريس، مجادلاً بضرورة ذلك. وقال إن أوكرانيا تأمل فى الحصول على رد فعل بعد الانتخابات من واشنطن، وخاصة فيما يتعلق بمسألة عضوية حلف شمال الأطلسى، مؤكداً أن مثل هذه الدعوة لا رجعة فيها. وقد حاول زعماء كييف الترويج لنسختهم مما يسميه الرئيس فولوديمير زيلينسكى «خطة النصر». وهم يأملون أن تتخذ الإدارة الجديدة قرارات رئيسية-بما فى ذلك مسعى أوكرانيا للحصول على عضوية حلف شمال الأطلسى.