يترقب العالم بعد أيام قليلة، ساكن البيت الأبيض الجديد، ترى مَن يكون؟ الرئيس السابق ترامب ليواصل مدة رئاسته الثانية، بعد فاصل امتد لأربع سنوات؟ أم تنتقل كامالا هاريس من مكتب نائب الرئيس إلى المكتب البيضاوى كأول امرأة ترأس الولاياتالمتحدةالأمريكية؟! وبين الحذر والرجاء تقف الدنيا على أطراف أصابعها انتظارا لقائد أمريكا، حالة من القلق تسود قارات العالم، ولكن أوروبا أكثر القارات اضطرابا وتوجسا من عودة ترامب للبيت الأبيض! الذى يهدد فى كل لقاءاته الانتخابية باستئناف سياساته الحمائية، وفرض جمارك على الواردات من أوروبا تتراوح بين 10 إلى 20% الأمر الذى يكلف القارة العجوز نحو160 مليار دولار خسائر تصب فى خانة تعزيز الاقتصاد الأمريكى. قلق أوروبا من عودة ترامب لا يتوقف عند الحدود الاقتصادية، بل يمتد سياسيا خشية أن ينفذ المرشح الجمهورى تهديداته بالانسحاب من حلف الناتو وتخفيض الدعم العسكرى والمادى لأوكرانيا مما يزيد عبء النفقات العسكرية على أوروبا لتتمكن من الصمود أمام الدب الروسي. يبدو أن أوروبا تدرك أن مخاوفها من عودة ترامب يمكن أن تتحول إلى حقيقة، فاستعدت من خلال إعلان حلف شمال الأطلسى إنشاء بعثة المساعدة والتدريب لأوكرانيا دون مشاركة الولاياتالمتحدةالأمريكية. عودة ترامب للرئاسة تكتب مصيرا غامضا للاتفاق الذى أبرمته مجموعة السبع، التى تضم أمريكا وألمانيا وفرنسا وبريطانيا وإيطاليا وكندا واليابان بتوفير 50.5 مليار دولار كقرض طويل الأجل نصيب الولاياتالمتحدةالأمريكية منها 20 مليار دولار!! غيوم القلق من عودة ترامب تخيم على سماء آسيا الذى لا يترك مناسبة إلا توعد الصين بفرض سياسات حمائية جمركية على الصين تصل إلى 60% مما يهدد باشتعال حرب تجارية شديدة الواطيس بين أمريكاوالصين. القلق يسكن الولاياتالمتحدةالأمريكية ذاتها خشية اندلاع حرب أهلية حال عدم فوز ترامب، وأحداث اقتحام مبنى «الكابيتول» من جانب أنصار ترامب ليست ببعيد. أما بالنسبة لنا فى منطقة الشرق فلا جديد ولا قلق على الإطلاق لأن كلا المرشحين -ترامب هاريس- موظفان لدى الكيان الصهيونى بدرجة رئيس دولة أمريكا.