لفت نظرى خلال لقاء الرئيس عبد الفتاح السيسى بنظيره الجزائرى عبد المجيد تبون حديث الرئيس الجزائرى عن التجربة الحضرية المصرية، حيث قال نصًا: «تجربة المدن الجديدة الذكية والبنية التحتية تتحدَّث عن نفسها بمصر»، فى تأكيد على نجاح التجربة المصرية الحضرية، وإشارة بالغة الدلالة على اهتمام الجزائر ودول أخرى بمتابعة التجربة المصرية فى البناء والعمران والتحديث الشامل لشبكة الطرق والمواصلات وبناء المدن الذكية، كما أشار الرئيس الجزائرى إلى الاستعانة بالخبرات المصرية فى تنفيذ مشروعات التنمية بالجزائر. التجربة الحضرية المصرية حصلت على إشادات دولية لها دلالات واضحة، تؤكد أن مصر حققت نجاحًا مهمًا فى مجالات الإنشاء والتعمير وتطوير بنيتها التحتية، بما يلائم تطلعات شعبها وما استقر عليه العالم فى الحكم على نهضة الدول، ويأتى على رأسها نجاح مصر فى استضافة المنتدى الحضرى العالمى، الذى يعد ثانى أهم فاعلية دولية على أجندة الأممالمتحدة بعد مؤتمر المناخ، وأهم منصة دولية معنية بقضايا التنمية الحضرية والعمرانية فى العالم.. وتستضيف القاهرة النسخة 12 فى الفترة من 4 إلى 8 نوفمبر الحالى وسط مشاركة دولية واسعة، لأن المنتدى يُعدُّ المنصة الأولى فى العالم التى تتعامل مع القضايا الحضرية. ومصر هى أول دولة إفريقية تستضيف المنتدى منذ أكثر من 20 عامًا، بحضور أكثر من 24 ألف شخص من 180 دولة، قاموا بالتسجيل للحضور والمشاركة فى المنتدى من بينهم رؤساء دول ومسئولون دوليون، وأيضًا عدد كبير من الوزراء والمحافظين من بينهم كل محافظى مصر؛ وذلك لعرض التجربة المصرية الحضرية، كما يشارك نحو 115 عارضًا فى المعرض الحضرى الذى يُقام على هامش المنتدى، بالإضافة إلى 900 متطوع من الشباب المصرى تحت إشراف التحالف الوطنى للعمل الأهلى التنموى، وتولت الأكاديمية الوطنية للتدريب عضو التحالف الوطنى تأهيل المتطوعين على الأدوار التى يقومون بأدائها خلال المنتدى، ويتولى الشباب المنظمون لمنتدى شباب العالم بدورهم تنظيم وتنسيق أنشطة المنتدى وفعالياته. ويُعدُّ المنتدى فرصة قوية لعرض الإنجازات العملاقة التى حققتها مصر على مدار ال 10 سنوات الماضية؛ من خلال إنشاء المدن الذكية وفى مقدمتها العاصمة الإدارية الجديدة، وتطوير العشوائيات كالفسطاط والمنطقة الخديوية، وهى نماذج تُشكل التجربة المصرية التى تتحدَّث عن نفسها فى المنتدى أمام العالم؛ لإفادة الدول المشاركة كلها، كما تُشكل عنصر جذب قويًا للشركات المصرية باعتبارها سابقة أعمال وخبرة يُمكن تكرارها فى دول أخرى، وهو ما يُسهم فى فتح أسواق جديدة للقطاع الإنشائى المصرى ولشركات القطاع الخاص. ويعتبر المنتدى فرصة جيدة لتطوير الوعى الجماعى بشأن التنمية الحضرية المستدامة عن طريق المناقشات المفتوحة الشاملة وتبادل الدروس المستفادة وأفضل الممارسات والسياسات الجيدة، إضافة لتعزيز التعاون والاتصال بين مختلف أصحاب المصالح والجهات المستهدفة، وذلك من أجل النهوض بالتوسع الحضرى المستدام وتطويره، وكذلك طرح السُبل المثلى للتنسيق بين الدول والحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدنى بشأن خطط التحضر وتحقيق أهداف التنمية المستدامة بالأساس، وتبادل الأفكار واستكشاف الحلول الحضرية المبتكرة لتوثيق التعاون والشراكات التى تفيد الفئات الأضعف فى المجتمعات. ولاستضافة مصر المنتدى الحضرى العالمى دلالات متعددة أهمها -فى تقديرى- التأكيد على ثقل مصر إقليمًا ودوليًا، ودورها الإقليمى والإفريقى الفاعل فى مجال التنمية الحضرية المستدامة، وهو نتاج جهود الدولة المصرية منذ عام 2014، وتطبيق رؤية مصر 2030 وتحقيق مستهدفاتها رغم الضغوط السياسية والاقتصادية الصعبة، ونجاحها فى القضاء على العشوائيات وبناء مدن الجيل الرابع والنجاحات المتعددة فى ذلك المجال، ومن بينها حصول هيئة المجتمعات العمرانية الجديدة المصرية على جائزة «Scroll of Honor» لبرنامج الأممالمتحدة للمستوطنات البشرية فى مجال العمران المستدام. لقد حقّقت مصر ريادة إقليمية فى ملف البناء والتعمير، وبرهنت مشروعاتها القومية العملاقة على محورية اهتمام الدولة المصرية بقضايا التنمية المستدامة والحضرية فى المنطقة، كما تعكس استضافة المنتدى التزام الحكومة المصرية بمبادئ التنمية المستدامة وأهداف الأممالمتحدة. كما يُساعد المنتدى فى تسليط الضوء على التحديات التى تواجه المدن المصرية والعربية، مثل التمدن السريع وتغيُّر المناخ، ويتيح فرصة لتبادل الخبرات بين الدول والمجتمعات المختلفة، مما يُعزِّز من تطوير استراتيجيات حضرية فعَّالة. ويُسهم المنتدى بالتأكيد فى تعزيز السياحة وجذب الاستثمارات الأجنبية إلى مصر، ويُدلل للعالم على أن المحروسة هى واحة الأمن والاستقرار فى المنطقة، ويُؤكد قدرتها على قيادة منطقتها نحو المزيد من التنمية المستدامة ومواجهة التغيُّرات المناخية والالتزام بتوفير الحق فى السكن من خلال مشروعات الإسكان الاجتماعى وإسكان العشوائيات، وهى التجربة الأهم فى المنطقة وربما فى العالم فى ذلك المضمار المهم من مصفوفة الحقوق الاقتصادية والاجتماعية المنصوص عليها فى اتفاقيات حقوق الإنسان. ويُعطى المنتدى الفرصة للدولة المصرية من أجل تعزيز تعاون الدول فى مجال التخطيط الحضرى وتطوير البنية التحتية وتعظيم شراكاتها مع الدول والمؤسسات والشركات الدولية المهتمة بالتطوير الحضرى والعمل فى مجالات التنمية المستدامة، ويُوفر للشركات والعمالة المصرية المزيد من المشروعات وفرص العمل داخل وخارج مصر، بما يُعزِّز مكانتها فى ذلك المجال وقدرتها على تلبية احتياجات دول المنطقة لتكرار تجارب بناء مدن الجيل الرابع الذكية بتكلفة أقل وجودة عالية والاستفادة من الخبرات المصرية المتراكمة عبر تنفيذ مشروعات عديدة. ولدينا تجربة أهم وهى مشروع حياة كريمة، والذى يُقدّم تجربة تطوير الريف المصرى عبر تطوير ما هو قائم وفق اختيارات سكانه واستجابة الدولة لطلباتهم فى التنمية، وهو بُعدٌ مهم ساهم فى إنجاح التجربة، كما يضع أمام العالم تجربة مصر فى توفير التمويل اللازم من خلال إصلاح اقتصادى متدرج، ساهم فى توفير نفقات التطوير من داخل موازنة الحكومة المصرية. ويعود المنتدى على مصر بعددٍ من الفوائد الاقتصادية أهمها: 1- تقديم مصر كوجهة سياحية من خلال مشاركة الوفود الأجنبية فى المنتدى، بما يُسهم فى جذب السياح والوفود الدولية، ويُعزِّز القطاع السياحى. 2- تبادل الخبرات الدولية فى مجال الإنشاء، حيث يُوفر المنتدى منصة لتبادل الأفكار والخبرات بين الدول فى مجالات التخطيط الحضرى والتنمية المستدامة. 3- تنمية شبكات العلاقات بين مصر والفاعلين الدوليين فى مجال التنمية المستدامة، وتسهيل بناء علاقات وشراكات بين الحكومات والقطاع الخاص والمجتمع المدنى. 4- تحفيز الاقتصاد المصرى، حيث يمكن أن يؤدى إلى زيادة الاستثمار فى البنية التحتية والمشروعات العمرانية. 5 - تسليط الضوء على القضايا الحضرية ورفع الوعى بالتحديات التى تُواجهها المدن، وأن الوعى بما تحقق على أرض مصر بالصبر والجهد والتضحيات هو الأهم، حتى يتعرف المواطن المصرى على إنجازات بلاده، عبر بناء كل تلك المشروعات فى زمن قياسى ووسط هذا الكم من التحديات المحيطة بالدولة المصرية، فضلًا عن قضايا تهم مدن الجيل الرابع مثل النقل الذكى ومتطلبات الحياة فى مدن الجيل الرابع. 6- توفير فرص تدريب وتطوير للمهنيين والعاملين فى مجالات التخطيط الحضرى، حيث يُعدُّ المؤتمر من المنصات المهمة للتعرف على أبرز المطورين والخبراء فى ذلك المجال، كما سيتم عرض تجارب دولية يمكن الاستفادة منها وتطويرها عبر ورش العمل المشتركة بين الشركات المصرية والمطورين الدوليين. 7- استضافة مثل هذا الحدث العالمى المهم تعكس أيضًا قدرة مصر على استضافة الفعاليات العالمية المهمة، وهو ما يُعزِّز من مكانة مصر كدولة رائدة فى القضايا الحضرية والتنمية المستدامة على المستوى الإقليمى والدولى. 8- طرح التحديات الحضرية ومناقشة القضايا مثل التغيُّر المناخى والنمو السكانى والتهجير، وتبادل الخبرات حول أفضل الممارسات والتجارب الناجحة بين المدن والدول. لا شك أن المنتدى فرصة مهمة لاستعراض التجربة المصرية فى مجال التنمية الحضرية، فالإنجازات المصرية تتحدَّث عن نفسها بالفعل، لأنها نتاج عمل وجهد كل المصريين فى الجمهورية الجديدة.