- "ترامب" يتفوق على "هاريس" في القضايا الاقتصادية والهجرة ومواجهة التضخم وتشجيع الصناعة - نقاط قوة "ترامب" في قدرته على مواجهة التحديات بالشرق الأوسط وأوكرانيا - نقاط قوة "هاريس" في القضايا الصحية والاجتماعية ودعم حقوق المرأة - "هاريس" تستغل كونها امرأة من أصول إفريقية وآسيوية وذات بشرة سمراء لكسب أصوات الأقليات العرقية في ظل خطاب ترامب المعادي للمهاجرين أيام قليلة؛ وينطلق ماراثون انتخابات أمريكا 2024، حيث تتجه أنظار العالم أجمع لمتابعة مجريات السباق الانتخابي الذي يفرز ساكن البيت الأبيض الجديد، إذ أن اختيار الرئيس الأمريكي بالطبع سيحدد مصير العديد من الملفات والقضايا الجوهرية حول العالم. اقرأ أيضا: انتخابات أمريكا 2024| سوق المال يتنبأ بفوز أحد المرشحين| فمن هو؟ واشتدت المنافسة في انتخابات أمريكا 2024 بين المرشحين الأمريكيين «ترامب» و«هاريس» لحصد أصوات الناخبين خاصة في الولايات المتأرجحة واستمالة اللوبيات العربية والإسلامية والصهوينية، خاصة مع سيطرة مشهد التعادل بين كلا المرشحين حسب استطلاعات الرأي الأخيرة والتي يصعب معها التكهن بالفائز. في هذا السياق، أكد الدكتور أحمد سيد أحمد، خبير العلاقات الدولية، ل«بوابة أخبار اليوم»، أن التقارب الشديد في انتخابات أمريكا 2024 بين «هاريس» و«ترامب» يعكس المنافسة الشرسة بينهما، كما يعكس أيضا التوازن بينهما في الأوراق الرابحة وأيضا نقاط الضعف، لافتا إلى أن ترامب لديه العديد من المزايا النسبية خاصة القضايا الاقتصادية والهجرة، حيث يتقدم على هاريس في تلك القضايا في استطلاعات الرأي، وهذا يعود لرؤيته المتماسكة في التعامل مع قضايا التضخم وارتفاع الأسعار وتكاليف الحياة المعيشية اليومية للمواطن الأمريكي، وهى القضايا الرئيسية في سلم أولوياته واختياراته في ظل التحديات الاقتصادية الصعبة التي يواجهها. وتابع أن ترامب طرح أفكارا وسياسات محددة لمعالجة تلك الأوضاع تتمثل في تخفيض الضرائب على الشركات الكبرى ورجال الأعمال لتحفيز الاستثمار والتوسع في المشروعات، وبالتالي توفير فرص العمل، إلى جانب فرض رسوم حمائية على السلع والمنتجات الأجنبية خاصة الحديد والصلب والألومنيوم، وهو ما يعزز الصناعات الأمريكية التي تعاني الإغلاق نتيجة لانتقالها إلى دول مثل الصينوالمكسيك بحثا عن العمالة الرخيصة، وهذا أيضا سيعزز موقفه في الولايات المتأرجحة خاصة بنسلفانيا وميتشجان ووسكنسون. وواصل خبير العلاقات الدولية، أن ترامب يحظى بميزة نسبية فيما يتعلق بقضايا الهجرة غير القانونية، حيث أكد مواصلة سياسته السابقة في إقامة الجدار العازل مع المكسيك والقيام بأكبر عملية ترحيل جماعي للمهاجرين غير القانونيين خاصة أن 6 ملايين منهم دخلوا الولاياتالمتحدة فقط خلال سنوات إدارة بايدن وهاريس، مضيفا أن ترامب يلعب على سلاح التخويف والاتهامات لهاريس ويصفها أنها فاشية ومتطرفة وماركسية وغير قادرة على قيادة أمريكا كامرأة. وأشار الدكتور أحمد سيد أحمد، إلى أن فى المقابل تتمثل نقاط قوة هاريس في انتخابات أمريكا 2024 في القضايا الصحية والاجتماعية ودعم المرأة، فقد أعلنت عن بعض الأفكار الخاصة بتعزيز الرعاية الصحية، وكذلك الرعاية الاجتماعية ودعم الأسر المتوسطة، ودعم حقوق المرأة في الإجهاض، لكنها لم تقدم رؤية متماسكة بشأن القضايا الاقتصادية وإنما قدمت أفكارا عامة يصعب تحقيقها على أرض الواقع مثل دفع الشركات نحو خفض الأسعار، كما أن كونها امرأة ومن أصول إفريقية وآسيوية وذات بشرة سمراء، فهذا يعطيها ميزة نسبية لكسب أصوات المترددين خاصة من الأقليات العرقية المختلفة في ظل خطاب ترامب المعادى للمهاجرين، إضافة إلى كسبها أصوات المرأة لدعمها حق الإجهاض، كما تمتع بميزة نسبية تتعلق بصغر سنها عن ترامب بعشرين عاما، لافتا إلى أن هاريس تستخدم أيضا سلاح التخويف والتحذير من ترامب كمهدد للديمقراطية واتهمته بالفاشي وأن عودته ستفضى إلى مزيد من الاستقطاب والانقسام في المجتمع الأمريكي. وحول القضايا الخارجية، أشار خبير العلاقات الدولية، إلى أن ترامب يتفوق على هاريس، خاصة فيما يتعلق برؤيته تجاه الحرب في أوكرانيا وكذلك الحرب في غزة ولبنان والتوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط، حيث أكد عزمه إنهاء حرب أوكرانيا وحرب غزة ولبنان عبر منطق القوة لفرض السلام، بينما لم تبلور هاريس عقيدة خاصة بها في قضايا السياسة الخارجية، حيث إن معظم أفكارها وأطروحاتها حتى الآن هى امتداد لسياسات الرئيس بايدن رغم تأكيدها التمايز عنه، موضحا أن فى ظل تزايد التهديدات العالمية والتوترات الجيوسياسية في مناطق مختلفة من العالم، سواء مع روسيا أو الصين أو إيران وكوريا الشمالية وغيرها، فإن الناخب الأمريكي يعتبر أن ترامب هو الأقوى لمواجهة تلك التحديات. وذكر أن هناك تقارب بين المرشحين فى نقاط القوة والضعف، وإن كانت الكفة تميل حتى الآن بشكل أكبر إلى ترامب، وهو ما يفسر تقدمه مؤخرا فى استطلاعات الرأى بعد أن ظلت هاريس تتفوق عليه خلال الأسابيع الماضية، وهذا التقارب بينهما يجعل من الصعب التنبؤ بمن سيفوز، كما أنه يعنى أيضا أن الفارق بين الفائز والخاسر سيكون صغيرا، وهنا ستكون الولايات المتأرجحة هى الحاسمة للانتخابات، فهناك 94 من المندوبين لسبع ولايات متأرجحة فى المجمع الانتخابي يتنافس عليها الاثنان وهى "بنسلفانيا وميتشجان ووسكنسون وأريزونا ونيفادا وجورجيا وكارولينا الشمالية" وترامب يضمن 180 مندوبا من 19 ولاية حمراء تصوت للجمهوريين دائما، ويحتاج إلى الفوز بالولايات السبع لتحقيق الفوز كما حدث فى انتخابات 2016، بينما تضمن هاريس 217 مندوبا من 21 ولاية زرقاء تصوت للديمقراطيين بشكل منتظم، وتحتاج إلى الفوز على الأقل فى أربع ولايات متأرجحة كما حدث مع بايدن فى انتخابات 2020، ومن ثم المعركة الحقيقية هى في تلك الولايات بل تحديدا فى بعض المقاطعات داخل هذه الولايات، وهو ما يجعل 6% من سكان أمريكا يقررون مصير الفائز فى الانتخابات، إضافة إلى تأثير المال السياسي القوي في حسم نتائج الانتخابات.