أحمد شلبي يكتب: آلام ‬لاتنتهي !‬

كلام على الهواء

ضربات ‬وحشية ‬مرت ‬عبر ‬الأزمنة ‬ونحن ‬الآن ‬تجاوزنا ‬اليوم ‬الماسى ‬لآلام ‬الفلسطينيين ‬ومازال ‬العدو ‬ينهش ‬فى ‬أجسادهم ‬ويدمر ‬أرضهم ‬ويفعل ‬ما ‬يشاء ‬له ‬فيهم ‬حتى ‬حل ‬الدولتين ‬تلاشى ..
‬فإسرائيل ‬اغتصبت ‬معظم ‬الأراضى ‬الفلسطينية ‬منذ ‬أن ‬جاءت ‬عصاباتها ‬فى ‬ثلاثينيات ‬القرن ‬الماضى ‬واستوطنت ‬مساحات ‬أخرى ‬حتى ‬صار ‬ما ‬بقى ‬من ‬الأرض ‬مجرد ‬إسمى ‬غزة ‬التى ‬امتلأت ‬بمستوطنات ‬إسرائيلية ‬تمتد ‬تحت ‬مسمى ‬غلاف ‬غزة ‬والآن ‬تضم ‬شمال ‬غزة ‬وتحاصر ‬الفلسطينيين ‬فى ‬بقعة ‬صغيرة ‬جدا ‬فى ‬الجنوب، ‬أما ‬الضفة ‬فكل ‬فترة ‬تبنى ‬مستوطنات ‬فيها ‬وتطرد ‬أهلها.‬
هل ‬صار ‬مكتوبا ‬على ‬الجبين ‬أن ‬تلازم ‬الآلام ‬الشعب ‬الفلسطينى ‬وتهويد ‬الأرض ‬ولا ‬تفارقها ‬رغم ‬وجود ‬فلسطين ‬الدولة ‬عضوا ‬فى ‬الأمم ‬المتحدة ‬وصدور ‬قرارات ‬دولية ‬بالاعتراف ‬بها ‬وعاصمتها ‬القدس ‬الشرقية ‬التى ‬لم ‬تسلم ‬من ‬الاغتصاب ‬الإسرائيلى ‬وبناء ‬وحدات ‬سكنية ‬إسرائيلية ‬حولها ‬وطرد ‬أهلها ‬منها.‬
العجز ‬الدولى ‬والخوف ‬من ‬أمريكا ‬ساعد ‬إسرائيل ‬على ‬التوسع ‬والاستيطان ‬وتهويد ‬الأرض ‬العربية ‬حتى ‬صارت ‬كالبعبع ‬فى ‬منطقة ‬الشرق ‬الأوسط.‬
يسود ‬الحزن ‬قلوبنا ‬أمام ‬هذه ‬القرصنة ‬الأمبريالية ‬فى ‬احتلال ‬الأراضى ‬بالقوة ‬وحرمان ‬أهلها ‬من ‬أى ‬أمل ‬فى ‬استردادها ‬بالآلة ‬العسكرية ‬الغاصبة ‬لأية ‬حقوق ‬ويالها ‬من ‬مفارقة ‬يتعجب ‬لها ‬الناس ‬والزمن ‬بينما ‬أرادت ‬أمريكا ‬أن ‬تضرب ‬العراق ‬فى ‬حرب ‬الخليج ‬الثانية ‬استدعت ‬العالم ‬من ‬مشرقه ‬إلى ‬مغربه ‬واستخدمت ‬الفصل ‬السابع ‬من ‬ميثاق ‬الأمم ‬المتحدة ‬لضرب ‬العراق ‬بتحالفات ‬دولية ‬حتى ‬أنهت ‬عليها ‬وسط ‬تأييد ‬عالمى ‬بالقوة ‬بينما ‬فى ‬فلسطين ‬تكتفى ‬بالكلام ‬فقط ‬وإرسال ‬إشارات ‬شجب ‬وإدانة ‬وبعض ‬المساعدات ‬الإنسانية ‬وسط ‬خراب ‬وقتل ‬وتشريد ‬شعب
هذا ‬التناقض ‬الدولى ‬يعبر ‬عن ‬مقاييس ‬القوة ‬الغاشمة ‬التى ‬تحكم ‬وفق ‬مصالحها ‬دون ‬مراعاة ‬لقانون ‬أو ‬أحكام ‬المحكمة ‬الجنائية ‬التى ‬تعتبر ‬إسرائيل ‬مجرمى ‬حرب ‬دون ‬أن ‬تتحرك ‬التحالفات ‬الدولية ‬التى ‬قضت ‬على ‬العراق ‬بمجرد ‬الشبهة ‬وليس ‬بحقائق ‬إنها ‬تملك ‬سلاحا ‬نوويا .. ‬خالص ‬العزاء ‬للقانون ‬وحقوق ‬الإنسان ‬العالمية ‬والقرارات ‬الأممية ‬إنها ‬آلام ‬لا ‬تنتهى ‬للشعب ‬الفلسطيني.