أيام قليلة وتدخل انتخابات أمريكا 2024 لمرحلة الحسم عبر التصويت المزمع انطلاقه في 5 نوفمبر المقبل، ليتعرف العالم أخيرا على رئيس أمريكا الجديد بعد أشهر من المشاحنات بين الديمقراطية كامالا هاريس والجمهوري دونالد ترامب. اقرأ أيضًا: انتخابات أمريكا 2024| 7 ولايات تحسم السباق بين ترامب وهاريس وستضح هوية ساكن البيت الأبيض الجديد بعد يوم التصويت مباشرة أو سينتظر الجميع ليوم اعتماد الكونجرس الأمريكي لنتيجة التصويت بالانتخابات مثلما حدث في الانتخابات الدرامية التي شهدتها الولاياتالمتحدة في عام 2020. ويمتلك المرشح الجمهوري دونالد ترامب فرصًا قوية لحسم سباق انتخابات أمريكا 2024 والعودة من جديد إلى المكتب البيضاوي بعد الهزيمة التي تلقاها على يد جو بايدن في عام 2020.. ولكن هل سيصلح ترامب علاقته المتوترة مع وسائل الإعلام والتي رسمت ملامح فترته الأولى. فترامب يمكن أن يوصف بأنه عدو الإعلام الأول بعدما حرص على مهاجمة العديد من وسائل الإعلام الأمريكية خلال فترة رئاسته الأولى التي انتهت في 2020، ودخل في حروب كلامية اتهم خلالها وسائل الإعلام بعدم الحيادة. دونالد ترامب.. عدو الإعلام الأول «خصمنا الحقيقي ليس الديمقراطيين، أو عدد الجمهوريين الذين ضلوا طريقهم، خصمنا الأساسي هو وسائل الإعلام التي تنشر أخبار مزيفة. فعلى مدار التاريخ الأمريكي، لم يكن الإعلام يومًا بهذا السوء.».. هذا ما كتبه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على حسابه بموقع «تويتر» في سبتمبر من عام 2019. The LameStream Media has gone totally CRAZY! They write whatever they want, seldom have sources (even though they say they do), never do "fact checking" anymore, and are only looking for the "kill." They take good news and make it bad. They are now beyond Fake, they are Corrupt.. — Donald J. Trump (@realDonaldTrump) September 2, 2019 والحقيقة أن هذا ليس مجرد غضب عابر وقتها من موقف أثار ضيق ترامب تجاه الإعلام الأمريكي لساعات أو حتى أيام، لكنه رأي عام امتلكه ترامب تجاه الصحافة في بلاده بشكل عام، الأمر الذي دفع الجميع للجزم بوجود «حرب مستعرة» بين الرئيس الأمريكي ووسائل الإعلام خلال تلك الفترة. اقرأ أيضًا: انتخابات أمريكا 2024| تعرف على مسار حملة ترامب الإعلامية بالسباق وظهر هذا العداء المتبادل بين الطرفين منذ بداية ترشحه للرئاسة الأمريكية للمرة الأولى عام 2016 بعدما وصف القنوات التليفزيونية بأنها «وسائل نشر أخبار كاذبة» وتبنيه هذا المصطلح واستخدامه بشكل دائم لوصف عدد من الإعلاميين أو حتى التغطيات الخبرية المتعلقة بملفات بعينها. ترامب والإعلام معارك لا تنتهي في شهر مارس 2019 أيضًا وبينما كان ترامب يعلن عن ارتفاع أعداد المصابين والقتلى جراء فيروس كورونا تلقى أحد الأسئلة وقتها حول وسائل الإعلام التي أسماها المراسل في ذلك الوقت «بوسائل الإعلام اليسارية»، وفي هذا الصدد بدأ ترامب إجابته قائلا: « يصيبني الذهول عند قراءة صحيفة وول ستريت جورنال، والتي دائمًا ما تكون سلبية للغاية، وتذهلني صحيفة نيويورك تايمز، فبالكاد أقرأها، -كما تعلمون-، لم نعد نوزعها في البيت الأبيض بعد الآن، وكذلك الأمر مع واشنطن بوست.» وفي تقرير سابق تحدثت صحيفة نيويورك تايمز عن تاريخ العداوة بين ترامب والإعلام قائلا: «إن هذا العداء قد يبدو للمتابعين وكأنه حملة منظمة، بل والأسوأ من ذلك، قد يكون ثقافة، أو لغة عامة يتشارك فيها الرئيس "وقتها" و ومن حوله، فهو يخوض ما يشبه المعارك معهم، ويحث معجبيه على السخرية من أطقم التصوير وإطلاق صيحات الاستهجان للصحافة». اقرأ أيضًا: انتخابات أمريكا 2024| نجوم الفن خلف هاريس وعمالقة المال وراء ترامب وقالت الصحيفة الأمريكية إن «الحملة الممنهجة» ضد الإعلام في ظل حكم ترامب تسعى لجعل الرئيس منيعًا من النقد، وكأنه يجب أن يظهر دائمًا على الجانب الصحيح ويجب على الجميع أن يثقوا فيما يقول. بالإضافة لتركيز ترامب في خطاباته وفي المؤتمرات الصحفية على ما يروج له على أنه «نظرية مؤامرة» تدبرها وسائل الإعلام ضده من خلال نشر أخبار مزيفة. وتعليقًا على حرب ترامب المستمرة على الإعلام قال دين باكيت، رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة نيويورك تايمز إن طريقة ترامب في جعل العداء يبدو وكأنه شخصي مع صحفيين ومراسلين بعينهم دون غيرهم هو أمر خطير للغاية». كما قال مارتن بارون، رئيس التحرير التنفيذي لصحيفة واشنطن بوست، «إن ترامب كان يتعمد بشكل واضح تعريض الصحفيين للمضايقات بسبب عملهم، لكن هذا الأمر لن يؤثر على عملنا». العداء بعد الوصول للرئاسة والحقيقة أن ترامب انتهج سياسة العداء مع وسائل الإعلام بعدما أصبح داخل البيت الأبيض، إلا إن موقفه من الصحافة كان مغايرًا تمامًا من قبل. هذا ما تؤكده نيويورك تايمز التي أشارت إلى أن ترامب اعتاد إقامة الحفلات والمؤتمرات للترويج لنفسه عندما كان فقط رجل أعمال وكان يسعى لنشر أفكاره وعصاميته كرجل ناجح في الولاياتالمتحدة. وفي تصريحات لنيويورك تايمز، تحدث مدير اتصالات البيت الأبيض سابقاً –والذي شغل المنصب لمدة 11 يومًا فقط قبل أن ينقلب عليه ترامب- أنتوني سكاراموتشي قائلا: إنه تناقش من قبل في هذا الأمر مع ترامب. وأضاف: «لقد قال لي: كنت تتمتع بعلاقة رائعة مع الإعلام دامت لمدة 45 عامًا، ثم ماذا حدث؟!» فرد عليه سكاراموتشي قائلا: «أعلنت الحرب، أو أعلنها مستشارك السابق، ستيف بانون». ظل ترامب يهاجم الإعلام لسنوات، حتى أعلن بصراحة على حسابه بموقع «تويتر» أن الإعلام هو عدو الشعب الأمريكي، ومحددًا شبكات CNN، NBC، ABC، CBS، وصحيفة نيويورك تايمز على رأس القائمة. واستخدم ترامب مصطلحات «الإعلام المزيف» للهجوم على الصحفيين الذين يوجهون له أسئلة في ملفات تهدد موقفه في نتائج الانتخابات القادمة، أهمها «كوفيد-19 والعنصرية» على سبيل المثال. ومع اقتراب حلم العودة الذي يراود ترامب منذ 4 سنوات سابقة، هل ستستمر العلاقات المتوترة بين بينه وبين وسائل الإعلام أم يعيد النظر في تلك المعارك؟.