سيطرت الأزمة الحالية التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط بسبب الحرب الإسرائيلية والتى تهدد بانزلاق المنطقة إلى حرب شاملة، على أحداث وفعاليات قمة تجمع «بريكس» وقمة بريكس بلس» وقمة «البريكس ودول الجنوب» والتى شهدتها مدينة قازان الروسية خلال الفترة من 22- 24 أكتوبر الجارى بمشاركة وحضور الرئيس عبدالفتاح السيسى وقادة التجمع وعلى رأسهم الرئيس الروسى فلاديمير بوتين والرئيس الصينى شى جين بينج.. ودعا القادة والزعماء الذين شاركوا فى فاعليات القمة إسرائيل بضرورة الوقف الفورى لإطلاق النار فى قطاع غزةولبنان. حرص الرئيس السيسى خلال كلماته بجميع الجلسات التى شارك فيها على الإشارة إلى أن الأزمة التى تشهدها منطقة الشرق الأوسط، بسبب الحرب الإسرائيلية المستمرة على أبناء الشعب الفلسطينى المحاصرين فى قطاع غزة، والمحاطين بأشكال القتل والترويع كافة وامتداد هذه الاعتداءات إلى الأراضى اللبنانية، تعتبر أكبر دليل، على ما وصل إليه عالمنا والنظام الدولى، من تفريغ للمبادئ وازدواجية للمعايير، وغياب المحاسبة والعدالة، إزاء الانتهاكات التى ترتكب فى حق المواثيق الدولية، وقواعد القانون الدولى والإنسانى. اقرأ أيضًا | الفريق بحرى أشرف إبراهيم عطوة قائد القوات البحرية: جاهزون لتنفيذ أى مهمة فى البحرين المتوسط والأحمر كما أشار الرئيس السيسى إلى الكارثة الإنسانية الحالية بسبب استمرار الحرب وتوسعها، وحذّر الرئيس بضرورة تضافر الجهود الدولية، لوقف التصعيد الخطير فى المنطقة، ونزع فتيل التوتر الإقليمى ومنع انزلاقه إلى حرب شاملة، وخاصة فى ظل امتداد الصراعات بالمنطقة، لتشمل العديد من الدول. كما أشار الرئيس الروسى إلى أن الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية أصبحت الأكثر دموية فى التاريخ، ففى قطاع غزة قتل أكثر من 40 ألف مدنى، وأوضح أن العمليات القتالية فى غزة انتقلت إلى لبنان، وأصبحت تؤثر على الكثير من الدول فى المنطقة، كما يزداد التصعيد بين إسرائيل وإيران، وهذا يجعل المنطقة على حافة حرب شاملة، كما تزداد حدة الأزمة الإنسانية، حيث زاد عدد اللاجئين إلى 1.5 مليون فى غزة. كما أكد الرئيس الصينى أهمية إحياء حل الدولتين من أجل إنهاء القضية الفلسطينية، وقال الرئيس الصينى يجب العمل على وقف إطلاق النار فى قطاع غزة وإحياء حل الدولتين من أجل إنهاء الحرب فى لبنان أيضاً وتفادى معاناة المدنيين فى فلسطينولبنان. كما أكد الرئيس التركى رجب طيب أردوغان، أن إسرائيل تستمر وتتمادى فى سياستها العدائية ولا تريد الكف عن سفك الدماء وذلك تخطى أى حدود معقولة. وأشار الرئيس التركى إلى إن إسرائيل رفعت هذه الأزمة إلى مستوى أعلى وتمادت فى الزحف على الأراضى اللبنانية، ولكن لن تتهرب وتتنصل من المسئولية، ونؤكد أن حل الأزمة يمكن فقط على أساس إقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدسالشرقية. كما طالب الرئيس الفلسطينى محمود عباس، بتطبيق قرار مجلس الأمن الدولى بوقف العدوان الإسرائيلى على الشعب الفلسطينى فورًا، وإدخال المساعدات الإنسانية، والانسحاب الكامل من قطاع غزة، وتولى دولة فلسطين مهامها الكاملة لإعادة النازحين. كما أشار الرئيس الإيرانى، مسعود بزشكيان، إلى أن العالم يواجه تحديات كبيرة نتيجة تصاعد العنف واستمرار العدوان الإسرائيلى على غزةولبنان، منددًا باستمرار جرائم القتل بحق الأطفال والنساء. وأكد الرئيس الموريتانى محمد ولد الغزوانى أن المنظومة السياسية الدولية بصيغتها الراهنة يتبعها الكثير من الكيل بمكاييل متفاوتة على حساب الدول الأكثر ضعفًا.. وأضاف الرئيس محمد الغزاوى: «إن ازدواجية المعايير بما تنطوى عليه موضوعيًا من التغافل عن القيم الإنسانية الجامعة والقرارات والمعاهدات الدولية، هى ما يفسر عدم ضغط المجتمع الدولى بالقوة اللازمة لإيقاف ما نشهده من مجازر ووحشية فى فلسطينولبنان». كما أكد وزير الخارجية البرازيلى ماورو فييرا، أن السلام فى الشرق الأوسط لن يتحقق دون إقامة دولة فلسطينية مستقلة، موضحًا أن مصر لعبت دورًا مهمًا فى تقديم المساعدات الإنسانية لسكان قطاع غزة، كما بذلت دولة قطر جهودًا فى المفاوضات بين إسرائيل وفلسطين، فيما عملت البرازيل بنشاط مكثف فى مجلس الأمن وتقدمت بمشروع قرار لمعالجة الأوضاع فى غزة. وأشار فييرا إلى أن دولة جنوب إفريقيا أقامت دعوى فى محكمة العدل الدولية للحد من الإبادة الجماعية فى غزة، كما صوتت بلدان الجنوب العالمى لصالح مشروع القرار فى الجمعية العامة للأمم المتحدة من أجل وقف القتال، فى حين قامت عدة دول أخرى بأدوار مخيبة للآمال، وادعت الدفاع عن حقوق الإنسان، ولكنها فى نفس الوقت غضت الطرف عن الأعمال الوحشية التى قامت بها إسرائيل، وقللت من أهمية الأممالمتحدة والقانون الدولى. وأضاف وزير الخارجية البرازيلى أن الأممالمتحدة التى أقامت دولة إسرائيل تقف الآن مكتوفة الأيدى، مؤكدًا أنه ليس هناك أى مبرر للأعمال الإرهابية الإسرائيلية غير المحسوبة ضد المدنيين، لافتًا إلى أن إسرائيل قصفت غزة بقنابل أكثر من القنابل التى سقطت على درسدن وهامبورج فى ألمانيا أثناء الحرب العالمية الثانية، كما أن الأوضاع تفاقمت وامتد القتال إلى لبنان، وعلينا تفادى اندلاع حرب واسعة النطاق.