ما جرى فى الحرب كابوس سيظل يطاردنى! المصريون منعونا من إقامة جسر على الضفة الشرقية «نيكسون» أمر بإرسال الطائرات العملاقة «جالاكسى» لإنقاذنا من الكارثة لولا الجسر الجوى لانهارت إسرائيل لم تكن جولدا مائير (1898 - 1978) أبرز سياسية فى إسرائيل فحسب، بل تُعد أحد أشهر زعمائها، فهى رابع من تولى رئاسة الوزراء فى تاريخ إسرائيل بعد «بن جوريون»، و«شاريت»، و«أشكول»، والمرأة الوحيدة التى تولت هذا المنصب، وإحدى الموقعين على بيان إنشاء الدولة الصهيونية، مما جعلها تحظى بمكانة الآباء المؤسسين، وقد اندلعت حرب أكتوبر المجيدة عام 1973، أثناء توليها رئاسة الوزارة بين عامى: 1969، و1974، وأجبرتها الهزيمة المذلة والساحقة لإسرائيل فى أكتوبر 1973، على تقديم استقالتها، بل وانتهاء دورها السياسى إلى الأبد. فى عام 1975 نشرت «جولدا مائير» مذكراتها تحت عنوان «حياتى»، وقد قدّم مركز الدراسات الصحفية بمؤسسة التعاون للنشر منذ عدة سنوات ترجمة لهذه المذكرات إلى اللغة العربية بقلم: عزيز عزمى، ومؤخراً قامت «بيت الحكمة للصناعات الثقافية» بإعادة طبع هذه المذكرات ضمن سلسلة «لكى نفهم» إيماناً منها بأن تنشيط الذاكرة الوطنية دور لا يقل أهمية عن المعارك العسكرية، وأن الفكر المسموم يُواجه بفضحه، وكشف خططه الخبيثة، وكمساهمةٍ ثقافية فى معركة الوعى فى صراع التجهيل والتغريب. اقرأ أيضًا| الخطيب يلتقي وفد مرسيدس إيجيبت لاستعراض المشروعات الحالية والمستقبلية وتكتسب هذه المذكرات أهمية كبيرة ليست فقط لأنها تلقى الضوء على حياة «جولدا» الشخصية والسياسية - والتى تُعد من أكثر الشخصيات الصهيونية تطرفاً وأشدهم حقداً وكرهاً للعرب، وإنكاراً لحقوقهم فى أرض فلسطين - ولكنها أيضاً تُعد سرداً مهماً لقصة تأسيس الكيان الصهيونى، ونشأة دولة إسرائيل فى 14مايو 1948، وترصد تفاصيل حركة تهجير اليهود من مختلف أنحاء العالم، وتجميعهم فيما أطلقوا عليه «أرض الميعاد»، وتوضح ارتكاب العصابات الصهيونية للمذابح ضد أصحاب الأرض الحقيقيين بهدف الاستيلاء، والنهب المخطط، والمنظم لأرض فلسطين، وتستعرض المذكرات أيضاً؛ الصراع العربى - الإسرائيلى من وجهة النظر الأخرى، من خلال 15 فصلاً، يبدأ الأول تحت عنوان «طفولتى»، وفيه تقول «جولدا»: «لم يبقِ فى ذاكرتى إلا القليل عن سنوات طفولتى المبكرة، خلال السنين الثمانية الأولى من عمرى، وهى الفترة التى تتشكل فيها الشخصية، ولا أحتفظ بأية ذكريات سعيدة أو سارة، وعلقت فى ذهنى خلال الأعوام السبعين التى عشتها ذكريات تتصل بالمصاعب التى عانت منها عائلتى؛ بالفقر، بالبرودة، بالجوع، بالخوف، لعل أبرز ماعلق بذاكرتى أننى خائفة»، وتضيف «جولدا»: « لم يكن بيتنا متديناً، ولا أذكر أننى كطفلة فكرت كثيراً فى الله أو الصلاة له، وعندما كبرت كنت أناقش أمور الدين مع أمى، ولم أقبل قط بمقولة أن اليهود شعب الله المختار، فالأكثر معقولية بالنسبة إلىّ؛ أن اليهود هم أول شعب اختاروا الله»، وتحت عنوان «مراهقة سياسية» جاء الفصل الثانى من الكتاب وفيه تحكى عن سفرها إلى أمريكا، وإقامتها فى «ميلووكى» لمدة خمس سنوات، وتحكى قصة هروبها من منزل والدها، وسفرها إلى «دنفر» حيث تعيش أختها «شينا» التى تقول عنها: إنها واحدة من أكثر المؤثرات فى حياتها، وظلت جزءاً لا يتجزأ من حياتها، وهناك استمعت لأول النقاشات بين اليهود والرغبة فى إنشاء وطن لهم فى فلسطين، ومحاولات زرع اليهود فى الأراضى الفلسطينية، واعتنقت الأفكار الصهيونية، وانضمت إلى الحركة الصهيونية ومنظمة عمال صهيون «بوعالى زيون»، وتستمر «جولدا مائير» فى بقية فصول الكتاب فى سرد قصتها، فعلى الرغم من حصولها على الجنسية الأمريكية إلا أنها قررت الهجرة إلى فلسطين، واشترطت على خطيبها «موريس مايرسون» لإتمام الزواج أن يهاجر معها إلى فلسطين، ورغم رفضه فى البداية إلا أنه تراجع ووافق على الهجرة بعد إعلان الحكومة البريطانية فى عام 1917 تأييدها لإقامة وطن قومى لليهود فى فلسطين، وصدور «وعد بلفور»، وبالفعل تحقق ذلك، وهاجرت فى عام 1921، وهناك التقت بمجموعة من الصهاينة الذين تولوا العمل على تأسيس وطن لهم فى فلسطين، مثل «إسحق بن زفى» .. أول رئيس جمهورية لإسرائيل، و«بن جوريون» .. أول رئيس وزراء لإسرائيل، وكانت خططهم تؤسس للعنف ضد العرب الفلسطينيين، والقيام بأعمال عسكرية، وارتكاب العصابات الصهيونية للمذابح ضد أصحاب الأرض العزل لإجبارهم على ترك أراضيهم وهجرتها، وبدأت «جولدا مائير» نشاطها السياسى العام، وساهمت فى جمع أموالٍ طائلة لتسهيل عمليات التهجير إلى الأراضى العربية، وشاركت فى إعلان قيام دولة إسرائيل عام 1948، وتولت منصب وزير الخارجية عام 1956، قبل العدوان الثلاثى على مصر بعد إعلان جمال عبد الناصر تأميم قناة السويس، وعن تلك الحرب تقول: «بينما كانت القوى الكبرى تناقش تأميم القناة، كنا فى إسرائيل نشعر بالقلق من تزايد القوة العسكرية لمصر، وسوريا اللتين أعلنتا توحيد قيادتهما»، وتحكى «جولدا» كيف استطاعت القوات الإسرائيلية العبور، والاستيلاء على قطاع غزة، وشبه جزيرة سيناء، وسعادتها التى لا تُوصف وهى تطوف بسيارتها فى «غزة»، ثم ركوبها الطائرة حتى «شرم الشيخ» فى جنوبسيناء، وتصف بمرارة انسحابهم من كل الأراضى التى استولوا عليها تنفيذاً لقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة، وخوفاً من تهديد الاتحاد السوفيتى بشن حرب كبرى. وتتطرق «جولدا» إلى حرب 1967 وعنها تقول: «لا أظننى فى حاجة - ولا أريد - أن أحكى عن حرب الأيام الستة بعد كل ما كُتب عنها، لكننى لا أعتقد أن هناك من ينسى فى إسرائيل تلك الأيام العصيبة التى سبقت الحرب، ولم أكن أيامها عضوة فى الوزارة، لكن كان طبيعياً أن أُستدعى فى مثل تلك الأزمات للمشاركة فى اتخاذ قراراتٍ بالحياة، أو الموت». «جولدا» تعترف بالهزيمة تدرجت «جولدا» فى المناصب، وتواصل نجاحها فى مشوارها السياسى حتى تربعت على قمة أعلى منصب سياسى فى إسرائيل خلفاً لصديقها «ليفى أشكول» الذى توفى فجأة فى عام 1969 إثر أزمة قلبية، وخلال مدة توليها رئاسة الوزراء اندلعت حرب السادس من أكتوبر عام 1973، والتى تحطمت فيها أسطورة الجيش الإسرائيلى الذى لا يُقهر، وهو ما لم تستطع «جولدا» أن تنكره أو تغلفه بأية أكاذيب، وفى الفصل الرابع عشر من مذكراتها وتحت عنوان «الهزيمة» حكت تفاصيل ما حدث فى أيام الحرب، وبدأت بقولها: «ليس أشق على نفسى فى الكتابة، من بين كل الموضوعات التى كتبت عنها فى هذا الكتاب، من أن أكتب عن حرب أكتوبر؛ حرب يوم «كيبور»، لكنها حدثت، ومن هنا فلا بد أن أكتب عنها - لا من الناحية العسكرية - فذلك أمر أتركه للآخرين، وإنما ككارثة ساحقة، وككابوس عشته بنفسى، وسيظل باقياً معى على الدوام، فقد وجدت نفسى فى موقفٍ كنت خلاله فى قمة المسئولية فى الوقت الذى واجهت فيه الدولة أكبر خطر عرفته»، وتمضى «جولدا» موضحة: «لابد أن أؤكد هنا للعالم بشكل عام، ولأعداء إسرائيل بشكل خاص، أن الظروف التى أودت بحياة 2500 إسرائيلى قُتلوا فى حرب يوم «كيبور» لن تتكرر ثانية، لقد بدأت الحرب يوم 6 أكتوبر، لكننى لابد أن أعود بالذاكرة إلى شهر «مايو» عندما وصلتنا معلومات عن تعزيزات القوات المصرية والسورية على الحدود، لم يرِ رجال مخابراتنا أن الحرب قد تندلع، لكننا مع ذلك قررنا معالجة الموقف بجدية، وذهبت بنفسى حينها إلى مقر القيادة العامة، واستعرضت درجة استعدادات القوات المسلحة، واقتنعت بأن الجيش مستعد لكافة الطوارئ بما فى ذلك الحرب الشاملة». الخداع الاستراتيجى تستمر «جولدا» فى سرد ووصف حالة التخبط، والارتباك الذى سيطر على تصرفات ساسة وقادة إسرائيل قبل أيام من اندلاع الحرب، ومحاولاتهم المستمرة - والتى تكللت بالفشل التام - لفهم وتفسير ما يحدث على الجبهة المصرية والسورية طوال شهر سبتمبر وبدايات أكتوبر 1973، وأجرت رئيسة الوزراء العديد من الاتصالات والاجتماعات، بمستشاريها، ووزير دفاعها، ورئيس أركان الجيش الإسرائيلى، ورجال أجهزة المخابرات، الذين فشلوا جميعاً فى تفسير ما يحدث، واتفق الجميع على أن ما يجرى على الجبهة المصرية من حشد، وتحريك للقوات هو على الأرجح المناورات التى تجرى كل عام فى مثل هذا الوقت، وفسر نقل القوات السورية من الحدود السورية - الأردنية على أنه نوع من الوفاق بين الدولتين، وإظهار من سوريا لحسن نيتها تجاه الأردن، ولم يفكر أحد فى أن الحرب وشيكة الوقوع، وهو ما يعكس نجاحاً كبيراً لخطة الخداع الاستراتيجى التى اتبعتها القيادة المصرية أثناء الإعداد والتخطيط لحرب أكتوبر المجيدة. لحظات الانهيار المرعبة! تصف «جولدا» لحظة معرفتها باندلاع القتال يوم السادس من أكتوبر قائلة: «فجأة ونحن مجتمعون، دفع سكرتيرى العسكرى باب غرفة الاجتماع حاملاً الأنباء بأن الضرب قد بدأ، ولم يقتصر الأمر على أننا لم نتلقِ إنذارات فى الوقت المناسب، بل اننا كنا نحارب على جبهتين، كان هناك تفوق ساحق علينا من الناحية العددية، سواء فى الأسلحة، أو الدبابات، أوالطائرات، أو الرجال، وكنا نقاسى من انهيار نفسى سحيق»، وتستمر «جولدا» فى سرد اللحظات العصيبة التى كانت تمر بها والصدمة التى تلقتها ليس فقط من الطريقة التى بدأت بها الحرب ولكن فى الافتراضات الأساسية التى ثبت خطؤها، مثل: عدم توقعهم بحدوث الهجوم فى شهر أكتوبر، وثقتهم الكبيرة بأنهم سيحصلون على الإنذار بوقت كافٍ قبل الهجوم، واليقين، والإيمان، والثقة بقدرتهم على منع المصريين من عبور قناة السويس، وفى عصر يوم 7 أكتوبرعاد «ديان» وزير الدفاع الإسرائيلى وقت الحرب، من إحدى جولاته على الجبهة، وأبلغ «جولدا» أن الموقف فى الجبهة المصرية قد وصل إلى درجة من السوء إلى حد أنه يجب الانسحاب بشكل جذرى والعودة إلى الخلف، وإقامة خط جديد للدفاع. وتقول «جولدا»: «إنه كان من الضرورى إعلان أى بيان على الفور، لمواطنى إسرائيل، وكانت واحدة من أشق المهام فى حياتى، فالمصريون كانوا قد عبروا القناة، وتحطمت قواتنا فى سيناء، والسوريون تغلغلوا فى عمق مرتفعات الجولان، وكانت خسائرنا مرتفعة للغاية، وبدأنا على الفور محادثات للحصول على معونة عسكرية من الولاياتالمتحدة، وأمر الرئيس الأمريكى «نيكسون» بإرسال الطائرات الجبارة «جالاكسى»، ووصلت أولى رحلاتها فى اليوم التاسع من الحرب 14 أكتوبر، وكان هذا الجسر الجوى لا يمكن تقدير قيمته، فقد أحضرت لنا «الجالاكسى» الدبابات، والذخيرة، والملابس، والإمدادات الطبية، وصواريخ الجو، وبعدها جاءت الطائرات «الفانتوم»، و»السكاى هوك»، وتواصل «جولدا» حديثها قائلة : «فى يوم 15 أكتوبر بدأت القوات الإسرائيلية فى عبور قناة السويس من أجل إقامة جسر على الجانب الآخر، كان مقرراً أن يحدث العبور فى السابعة مساءً، لكنه تأجل أكثر من مرة بسبب عجزنا عن إقامة الجسر، وانقضى الليل فى عذاب، وتوتر، واستطاع المظليون العبور، أما المشاة، والمدفعية، والدبابات فقد تعطلت نتيجة لقتال وحشى واجهناه، وتحدثت فى اليوم التالى أمام «الكنيست»، وأعلنت على الملأ مدى امتناننا للرئيس، والشعب الأمريكى، ومدى غضبنا من تلك الحكومات، خاصة الفرنسية والبريطانية، التى اختارت فرض حظر على شحنات الأسلحة أثناء القتال دفاعاً عن أرواحنا». وقف إطلاق النار وفى هذا الجزء من المذكرات تؤكد «جولدا» أن مصير الدول الصغيرة يعتمد فى النهاية على القوى العظمى التى دائماً ما تكون لها مصالح تريد حمايتها، وتقول: «إن إسرائيل كانت تريد مواصلة الحرب لإيقاع الهزائم بالمصريين والسوريين، لكن موقف السادات كان بالطبع أقوى، وكانت لديه الوسائل لإقناع روسيا، وبالفعل عقد مجلس الأمن جلسة طارئة فجر 22 أكتوبر، وأصدر قراراً يدعو إلى وقف إطلاق النار خلال اثنتى عشرة ساعة، ولكن جرى خرق هذا القرار، مما أدى إلى صدور قرار آخر يوم 24 أكتوبر، وبدأت بعدها مباحثات عسكرية للفصل بين القوات فى شهرى أكتوبر، ونوفمبر 1973؛ مباحثات الكيلو101 والتى جرى فيها الاتفاق على وقف إطلاق النار وبدء تبادل الأسرى والجرحى»، وتقول «جولدا»: «عاد أسرانا من مصر، سواء الذين أُسروا فى حرب الاستنزاف، أو فى حرب يوم «كيبور»، وقد بكى بعضهم كالأطفال عندما تقابلنا، وفى كل يوم تقريباً كانت هناك جنازات عسكرية للذين قُتلوا فى سيناء، ثم عُثر على جثثهم المتفحمة مؤخراً، وجرى التعرف عليهم»، وبعدها انطلقت الصيحات فى كل مكان ومن كل قطاعات الشعب تطالب الحكومة بالاستقالة، وقد كان السخط حقيقياً، وكان معظمه تعبيراً عن الغضب من الهزيمة، لقد كان المطلوب أن يُزال من على المسرح كل من كان مسئولاً عما حدث، وأن نبدأ من جديد بأناس جدد، أناس أصغر سناً، أناس لم يصموا بتهمة تضليل الأمة فى مسيرتها، إن كلمة الصدمة التى كانت على لسانى طوال الشتاء، تصف بكل دقة الإحساس القومى بالخسارة الجسيمة، والضرر البالغ التي تكبدتها البلاد فى هذه الحرب». الهزيمة المذلة نهاية الطريق وتختتم «جولدا مائير» مذكراتها بفصلٍ يحمل عنوان «نهاية الطريق» وتوضح فيه أنه رغم فوزها فى الانتخابات التى جرت 31 ديسمبر 1973، إلا أن الصراع المستمر داخل حزبها جعل الانشقاق بين صفوفه أمراً خطيراً، وبعد أسابيع مضنية من المحادثات، والمناقشات، والمرارة، أبلغت استقالتها لقيادة الحزب فى 10أبريل 1974، وقالت: «إن خمسة أعوام فترة كافية، وأنه لمما يفوق طاقتى أن أستمر فى تحمل هذا العبء، وأنا لا أنتمى إلى أية دائرة أو جناح فى داخل الحزب، وليس هناك سوى دائرة واحدة أستشيرها، وهى نفسى، وقرارى هذه المرة نهائى لا رجعة فيه، وأتوسل إليكم ألا تحاولوا إقناعى بالعدول عن رأيى لأية أسباب، فلا فائدة». لقد تسببت الهزيمة المذلة لإسرائيل فى حرب أكتوبر 1973 فى إنهاء الحياة السياسية لرئيسة الوزراء، جولدا مائير، وموشى ديان وزير دفاعها، والعديد من الساسة والقادة، وظلت مرارة الهزيمة تطاردها حتى وفاتها فى 8 ديسمبرعام 1978. التعريف بالمؤلف جولدا مائير (1898 – 1978): وُلدت فى 3 مايو 1898 بمدينة كييف بأوكرانيا، عضو بالكنيست الإسرائيلى من فبراير 1949، وزير العمل من 1949 حتى 1956، وزير خارجية إسرائيل من 1956 حتى 1966، رابع رئيس وزراء للحكومة الإسرائيلية من 1969 حتى 1974، وهى المرأة الوحيدة التى تولت هذا المنصب، توفيت فى ديسمبر 1978.