يزداد شهر أكتوبر لمعاناً عاماً بعد عام، فقد تحرك العام الماضى قطار نصر أكتوبر من محطة العيد الذهبى - بعد أن أفرغ محتويات خمسين قرطاً من الأعوام الذهبية - ليقف هذا العام فى محطته الواحد والخمسين ليتحرك مرة أخرى مصوباً هدفه نحو العيد «الماسى» ليزداد هذا البريق تدريجياً كلما وصل إلى محطة السادس من أكتوبر مروراً بمحطة العاشر من رمضان للتزود بوقود الطاقة الإيمانية حتى يستطيع إسعاد أجيال وراء أجيال جنباً إلى جنب كتاب التاريخ الذى أضيئت ما بين دفتيه وقائع النصر العظيم وخبايا هذه الملحمة، بداية من صدور أوامر القادة من داخل كواليس غرفة العمليات حتى رفع الستار وظهور أبطال الملحمة التى أصابت العالم بالذهول، فلم يصوبوا بنادقهم الآلية التى يحملونها لكنهم اكتفوا فى البداية بإطلاق رشاشاتهم المائية صوب صدر خط بارليف الحصين حيث خرجت المياه ككتلة من القذائف اخترقت شخص «بارليف» وتحصيناته، ليقف العالم مشدوهاً من تلك العبقرية التى أذابت السواتر الرملية بخراطيم المياه التى انقلبت إلى معدنية عالية الضغط وإقامة الجسور العائمة فى وقت قياسى تغطيها نسور الجو. هزيمة قاسية تلقتها إسرائيل فى يوم احتفالهم أو ما يطلقون عليه «عيد الغفران». واحد وخمسون عاماً مرت على استشهاد شقيقى الذى كان ضمن أبطالنا البواسل جنود مصر العظماء وهم يدافعون عن تراب الوطن، فلم تخل بقعة من أرض مصر إلا وقدمت شهيداً ضحى من أجل مصر. رحم الله شهداءنا الأبرار.