قبل عام وبضعة أشهر كانت زيارة "نرمين" الى مصر معتادة وعادية، تطمئن على عائلتها وتزور أسرة زوجها، وتتابع أى مستجدات تخص ممتلكاتهم فى محافظة الدقهلية، لكن غير العادى بالنسبة لها ما علمته؛ بأن زوجها رجل الأعمال وعشرة العمر والأب ل8 أولاد ينوى الزواج من سيدة أخرى تعمل طبيبة فى محافظة بورسعيد. جن جنون نرمين، التى تحولت من زوجة برتبة عاشقة، إلى مجرمة من طراز مرعب جدًا، حرقت سيارته فى مصر، ثم حجزت مقعدًا فى أول طائرة متجهة إلى استراليا حيث مقر اقامتها مع زوجها وأبنائهم الثمانية، وبعد ساعات كانت سيدة الأعمال قد ذبحت زوجها وقطعت جثته إلى أشلاء وألقت بكل قطعه منها فى صندوق قمامة. وتوالت تفاصيل الجريمة المروعة، والتى وصفتها الشرطة الأسترالية بأنها الأغرب على الإطلاق؛ لدرجة أن الشرطة دعت إلى مؤتمر صحفى تكشف من خلاله الجريمة وتفاصيلها بعد أكثر من عام من ارتكابها، وكيف أن تلك السيدة خدعت الجميع وانتحلت صفة زوجها لتوهم عائلته وأصدقاءه انه ما زال على قيد الحياة ويعيشان في سعادة ووئام، كما كشفت الشرطة عن تفاصيل اخرى مرعبة تخص مسرح الجريمة. ماذا حدث فى سيدنى، وكيف قتلت الزوجة المصرية زوجها رجل الأعمال المصري ممدوح نوفل، التفاصيل نكشفها من خلال هذا التقرير. جرائم قتل الزوجات للأزواج ربما يكون مسلسلا نسمع عنه بين الحين والآخر، لكن من تطاوعها قلبها وتفعل هذا؛ فهي بالتأكيد زوجة جاحدة، صاحبة جبروت، لم تتقبل فكرة أن زوجها سيتزوج عليها خاصة بعد عشرة 32 عامًا من الزواج، وهذا حقها في أن تطلب الانفصال لا أن تقرر التخلص منه وقتله بأبشع طريقة؛ استولت على حساباته على مواقع التواصل الاجتماعي حتى لا يعرف أهله أنه مختفي، وبعد أكثر من سنة من الجريمة، وقعت تحت طائلة القانون، غاب عن ذهن نرمين أنها تستطيع أن تخفي جريمتها إلى الأبد، لكن مهما نجحت في ذلك فحتمًا سوف تكشفها الأيام يومًا ما وتجد القاتلة نفسها خلف الأسوار تدفع ثمن جريمتها ولن تجني في النهاية سوى الفضيحة التي تلازم أولادها وعائلتها. زواج تقليدى داخل إحدى قرى مركز المطرية، بمحافظة الدقهلية، نشأ بطل قصتنا، ممدوح نوفل، يعيش حياة هادئة مع أسرته الصغيرة، ومنذ 32 عاما، كان ممدوح يبحث عن فتاة تشاركه أيامه وحياته، حتى تزوج من فتاة تدعى نرمين تقيم بالقاهرة، لم يكن زواجًا عن حب، لكنه من الوهلة الأولى شعر بارتياح معها وقرر الاثنان الزواج، وسرعان ما جاءته فرصة عمل في أستراليا، حيث يعمل شقيقه وعمه هناك. قرر ممدوح شد الترحال وودع أهله وارتمى بين أحضان الغربة، وهناك رغم معاناته في البداية لكن استطاع أن يبني نفسه بنفسه، وامتلك سلسلة من محلات السوبرماركت، لم ينس أهله وأسرته، بنى عمارات داخل محافظته بالدقهلية، ممدوح عاش مع زوجته نرمين في هدوء وسعادة حتى رزقهما الله بالبنين والبنات وصلوا الى ثمانية أولاد، وكانت علاقتهما بجيرانهما جيدة، الكل يحبهما في الحي الذي يسكنان فيه. اختفاء غريب ورغم أن الحياة كانت عادية وتسير بشكل طبيعي، فجأة اختفى ممدوح وتحديدًا في شهر يوليو 2023، لم يعد يراه أحد من أصدقائه، الغريبة أنه كان يتواصل فقط معهم بالمحادثات النصية عبر الفيس بوك والواتساب، لكن هو شخصيا مختفيا لم يظهر بشحمه ولحمه، عام وثلاثة أشهر لا أحد يعرف عنه شيئًا، حتى كانت المفاجأة أنه مات، وليست موتة طبيعية بل قتل وقطعت جثته إلى أشلاء، من فعل هذا؟، ولماذا؟، هذه كانت الصدمة والمفاجأة للكل. نرمين زوجة ممدوح، تعمل لمساعدة ذوي الإعاقة والكثير من المؤسسات الخيرية والتطوعية في سيدني، هذه السيدة التي وصفها جيرانها بالملاك تحولت في لحظة لشيطان وقاتل محترف، نعم نيرمين هي من قتلت زوجها وقطعته أشلاء وألقت به في صناديق القمامة، وظلت جريمته في طي النسيان لأكثر من عام حتى انكشفت. دائمًا في أي جريمة قتل لابد وأن تبحث عن القصد الجنائي فبحسب تحقيقات الشرطة الأسترالية؛ اكتشفت نرمين أن ممدوح ينوي الزواج من أخرى في مصر، فاستطاعت أن تتواصل مع هذه المرأة وطالبتها بإعادة الأموال التي أرسلها لها زوجها، ولكن هذا لم يحدث ومع تفاقم المشكلات بين الزوجين بدلا من أن تطلب الطلاق وكل حقوقها إما وديًا أو عن طريق القانون قررت بكل بساطة قتله. اقرأ أيضا: مقتل فتى بأيدي الشرطة الأسترالية إثر شنه هجوما بسكين الجريمة مشاجرة كانت نهايتها بشعة؛ قتلت نرمين زوجها ولم تكتفِ بهذا وإنما ذبحته في منزلهما بمنطقة جرينايكر غرب مدينة سيدني الأسترالية، ومزقت جسده بمنشار كهربائي، ثم وضعت اشلاءه في أكياس بلاستيكية، وتخلصت من جثته في عدة صناديق قمامة متفرقة بالمناطق الصناعية بجميع أنحاء جنوب غرب سيدني. وانتحلت شخصية زوجها بعد قتله، حتى تتمكن من الاستيلاء على هاتفه وحساباته الإلكترونية عبر وسائل التواصل الاجتماعي، وأصبحت تشارك أصدقاءه ومتابعيه عبر السوشيال ميديا المنشورات التي اعتاد الزوج ممدوح نوفل نشرها، وهو ما ساعد على عدم ملاحظة اختفائه لعدة أشهر. وذكرت المتهمة في التحقيقات بعد القبض عليها؛ أن المنزل الذي وقعت فيه الجريمة خضع لعملية تنظيف واسعة، وأن أجزاءً من الأرضية استبدلت، ووجهت الشرطة الأسترالية تهمة القتل العمد للزوجة. وأوضح أحد المحققين المختصين في شرطة نيو ساوث ويلز؛ أن هذه الجريمة هي إحدى أغرب القضايا التي شهدتها الشرطة الأسترالية، خصوصًا أن الزوجة لم تكتفِ بقتل الزوج، بل قطعته إلى أجزاء وتخلصت منها في صناديق القمامة منذ أشهر طويلة، لتكتشف الجريمة السبت قبل الماضي. ومن المقرر أن تمثل الزوجة أمام محكمة بورود المحلية في ديسمبر 2024. كلمة السر تواصلنا مع أسرة ممدوح بمحافظة الدقهلية، لنعرف تفاصيل أكثر عن تلك الجريمة البشعة، في البداية تحدثت معنا شقيقته لكن نظرًا لسنوات الغربة الطويلة التي قضاها ممدوح في الخارج، كانت لا تعرف تفاصيل كثيرة عن علاقته بزوجته، قالت لنا: "ممدوح سافر أستراليا منذ 32 عاما، زوجته نيرمين كانت من القاهرة، وسافرت معاه وهناك عاشا وأنجبا 8 أبناء، وكل فترة يأتون لزيارتنا، لكن منذ شهر يوليو 2023م، انقطعت الاتصالات بينا ولا نعرف عنه شيئًا، وفي العيد الماضي جاءت نيرمين لزيارتنا وجلست معنا وفوجئنا أنها باعت بعض ممتلكات ممدوح هنا في المحافظة والعقارات التي بناها، وعندما سألنا عليه قالت إنه بخير، حتى صدمنا بخبر قتله وتقطيع جثته". التقط عمه علاء أطراف الحديث، وقال: "الزوجة انتحلت شخصيته وبدأت تكلمنا عبر الفيس بوك على أساس أنها ممدوح، لدرجة أنها طلبت من ابنها علي الكبير يقلد صوت والده لكننا اكتشفنا، أصدقاء ممدوح عندما عرفوا بغيابه وشكوا في الأمر أبلغوا الشرطة والتي ظلت تبحث عنه حتى كشفت اللغز وقبضت على الزوجة بعدما حاولت الهرب لدبي". أما عن سبب قتله بهذه الطريقة البشعة، فقال: "ممدوح كان ناوي يتزوج من دكتورة في بورسعيد، وعندما عرفت نرمين تلك القصة بدأت تتشاجر معه وحرقت له السيارة وافتعلت المشاكل مع الدكتورة، وعندما وجدت ممدوح مصممًا على الزواج منها، قررت التخلص منه بهذه الطريقة البشعة، حسبي الله ونعم الوكيل فيها، هو لم يرتكب ذنبًا لتكون هذه نهايته، وكل ما نريده هو القصاص العادل".