حرم الله السحر وتعلمه والذهاب للسحرة وجعل هذا الفعل من نواقض الإيمان؛ لما ينتج عنه من صرف العبادة لغير الله، فالمساواة بين الخالق والمخلوق بما يعتقده الشخص فى الساحر من قدرات منزلق لا يأتى من ورائه إلا تدمير النفوس وابتزاز الأموال . عن حكم السحر والسحرة يقول د.أحمد كريمة أستاذ الشريعة بجامعة الأزهر: السحر جريمة منكرة وهو عمل خبيث يتقرب به إلى الشيطان وبمعونة من الشيطان تزاوله النفوس الخبيثة لأقوال أو أفعال قد ينشأ عنها أمور خارقة للعادة؛ فالسحر عقد ورقى وكلام يتكلم به أو يكتبه من يفعل ذلك بغرض التأثير فى بدن المسحور أو على حواسه. اقرأ أيضًا | العلماء: التدخل فى حياة الآخرين مخالف للسنة ومن المفاهيم المتصلة بالسحر والشعوذة: الرقية المحرمة والطلاسم والتنجيم، وكل هذه الوسائل محرمة والدليل على ذلك أدلة شرعية تبين أن السحر عمل محرم بكتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم فدليل التحريم من القرآن قوله تعالى: «وألق ما فى يمينك تلقف ما صنعوا إنما صنعوا كيد ساحر ولايفلح الساحر حيث أتي» وقوله تعالى: «ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر» وقوله تعالى حكاية عن السحرة: «إنا آمنا بربنا ليغفر لنا خطايانا وما أكرهتنا عليه من السحر والله خير وأبقى». أما تحريمه من السنة ففى قوله صلى الله عليه وسلم فى حديث» اجتنبوا السبع الموبقات منها الشرك بالله والسحر». ويضيف أن السحر يؤدى إلى الردة عن الإسلام والكفر والعياذ بالله؛ سواء اعتقد الساحر التحريم أم لا، وقد نهى الشارع الحكيم عن تعلم السحر وتعليمه والذهاب إلى من يزاوله تأكيدا لذلك قول النبى صلى الله عليه وسلم: إن الرقى والتمائم والتولة (شىء يحبب المرأة إلى زوجها) شرك بالله وقوله تعالى: «وما يعلمان من أحد حتى يقولا إنما نحن فتنة فلا تكفر» أى تحذير من تعلمه حتى لاتكفر وقوله تعالى:» ولكن الشياطين كفروا يعلمون الناس السحر»، فعلى ذلك الساحر مرتد وكافر ومن يذهب إلى السحرة ويعتقد أن أفعالهم تنفع أو تضر فقد عادى الشريعة الغراء وخرج بفعله عن الإيمان بالقضاء والقدر وركن إلى الشياطين سواء شياطين الإنس أو شياطين الجن ونحن نبرأ بمجتمع مؤمن بالله عز وجل وبرسوله صلى الله عليه وسلم أن يذهب الإنسان إلى الدجالين وللمشعوذين وأن يزاول ما حرمه الله ورسوله صلى الله عليه وسلم من السحر بأنواعه وأصنافه طهر الله العباد من هذه الجريمة. وعن أثر السحر النفسى على الفرد يقول د. على سليمان أستاذ الدراسات التربوية والنفسية بجامعة القاهرة : إن السحر ظهر عند قدماء المصريين فقد كانت هناك طبقة الكهنة الذين يدعون معرفة الغيب والقوى الخفية فى الكون، ثم جاء سيدنا سليمان عليه السلام وأعطاه الله قدرات خاصة فسخر له الجن والريح وفهمه لغات الطير والحيوان، ومع ذلك عند وفاته لم يعلم الجن الذين كانوا يخدمونه بوفاته؛ لأن الغيب لا يعلمه إلا الله، ثم جاء سيدنا موسى عليه السلام لقوم كانوا بارعين فى السحر الذى هو نوع من التخييل على البصر كما أخبر القرآن بذلك، ثم تأتى المجتمعات الآن لتعزز فكرة السحر والأعمال من جراء أحداث تحدث للشخص ولا يجد لها تفسيرا، فيلقى الأسباب على السحر والجن وللأسف هذه الأفكار عندما تتسلط على الفرد تحول حياته وقوته إلى قلق وتوتر ثم مرض نفسى، مع ابتزاز للمال لمن يذهب إليهم من السحرة، ويشير إلى أن السحر مذكور فى القرآن.