بيروت - وكالات الأنباء: شدد رئيس الوزراء اللبنانى نجيب ميقاتى على أن بلده يعيش واحدة من أخطر الأزمات، وبات لديه أعلى معدل للنازحين دوليا وليس فى استطاعته وحده توفير الاحتياجات الأساسية لجميع السكان. وأضاف أن لبنان يتعرض لعدوان إسرائيلى مستمر فى انتهاك واضح للقانون الإنسانى الدولي. وقال ميقاتى «إن 2400 استشهدوا وأصيب أكثر من 10 آلاف آخرين بينما نزح نحو مليون لبناني» بسبب الحرب الإسرائيلية ولا تزال الخسائر فى ارتفاع مستمر. وشدد رئيس الوزراء اللبنانى على أنه من الضرورى المضى قدما فى تنفيذ خطة الاستجابة اللبنانية لتعزيز الخدمات العامة وضمان دعم المؤسسات بشكل كاف. أعلنت وزارة الخارجية اللبنانية أنها قدمت شكوى إلى مجلس الأمن حول الاعتداءات الإسرائيلية، مشيرة إلى أن الشكوى تدين خرق إسرائيل سيادة لبنان وتستهدف المدنيين والمسعفين. كما أدانت الشكوى انتهاج إسرائيل سياسة التصفية والاغتيالات الممنهجة عبر الغارات الجوية المباغتة فى المدن والقرى والأحياء المأهولة بالسكان، دون أى اكتراث لحياة المدنيين». من جانب آخر، أعلنت وزارة الصحة اللبنانية أن 6 شهداء و43 جريحا سقطوا جراء الغارة الإسرائيلية على مبنيى بلدية النبطية واتحاد بلدياتها جنوبى البلاد. وكان الجيش الإسرائيلى قد أعلن أنه شن غارات على عدد من الأهداف التابعة ل»حزب الله» فى مدينة النبطية، لتفكيك البنية التحتية تحت الأرض التى تستخدمها قوات الرضوان التابعة للحزب فى جنوبلبنان. ووفقا لتقارير محلية، فقد نفذ الاحتلال حزاما ناريا فى النبطية وأصابت إحدى الغارات مبنى البلدية، حيث كانت تجتمع خلية الأزمة مما أدى إلى مقتل رئيس البلدية وعدد من الأعضاء وموظفين آخرين. وشنت طائرات الاحتلال أيضا غارات إسرائيلية استهدفت بلدة جويا فى قضاء صور. كما استهدف القصف المدفعى المتواصل على مدار الساعة بلدات عيتا الشعب ومركبا وحولا ورب ثلاثين والطيبة ومرتفعات العديسة والخيام وكفرشوبا ومرتفعات شبعا جنوبلبنان.ووجه الجيش الإسرائيلى إنذارا لسكان مبنى بالضاحية الجنوبيةلبيروت بإخلائه فورا بذريعة تواجدهم قرب مصالح ومنشآت تابعة ل»حزب الله» اللبناني. ويقوم الجيش الإسرائيلى منذ بداية هجومه على المناطق السكنية فى لبنان بإصدار إنذارات إخلاء طالت عشرات القرى والبلدات الجنوبية وغيرها من المبانى المحددة حتى لو كانت تؤوى نازحين من مناطق القتال المتركزة فى الجنوب. فى المقابل، قال بيان لجماعة حزب الله اللبنانية أنهم أوقعوا عددا من جنود الاحتلال بين قتيل وجريح بعد استهداف دبابة ميركافا فى محيط بلدة راميا بصاروخ موجه. وقال جيش الاحتلال إنه رصد إطلاق نحو 30 صاروخا بالرشقة الأخيرة من الجنوباللبنانى تجاه مستوطنات الجليل. وأسفرت الهجمات عن 4 مصابين فى مناطق مجد الكروم فى الجليل شمال إسرائيل. فى غضون ذلك، كشفت تقارير أن إسرائيل تخطط لإنشاء منطقة عازلة فى لبنانوسوريا. ونقلت صحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية عن محللين أن إسرائيل تسعى لنقل المعارك إلى سوريا لإنشاء منطقة عازلة فى لبنان من خلال السيطرة على جميع الأراضى وصولا إلى نهر الليطاني، وهى لن تكتفى بإنشاء منطقة عازلة فى لبنان فقط، حيث تشير التقارير إلى أنها تسعى أيضا لإنشاء منطقة عازلة داخل سوريا». وفى وقت سابق، نقلت وكالة «رويترز» عن مصادر أمنية أن إسرائيل أزالت الألغام وأقامت حواجز جديدة على الحدود بين مرتفعات الجولان السورية المحتلة والشريط الحدودى مع سوريا. وفسر تقرير لصحيفة «يديعوت أحرونوت» العبرية الخطوة بأن الإجراء الإسرائيلى يشير إلى أن إسرائيل قد توسع عملياتها البرية وتقوم بضرب «حزب الله» لأول مرة من الشرق على طول الحدود اللبنانية، وتنشئ منطقة يمكنها منع تسلل مقاتلى الحزب.وأبدت الخارجية الأمريكية «قلقا» إزاء بعض الجوانب للغارات التى شنتها اسرائيل على العاصمة اللبنانيةبيروت خلال الأسابيع الأخيرة. وعلى استحياء، قال متحدث الخارجية ماثيو ميلر فى مؤتمر صحفي: «أوضحنا لإسرائيل أننا نعارض حملة القصف التى شنتها خلال الأسابيع الأخيرة فى بيروت، لقد شهدنا انخفاضا فى الضربات فى الأيام الأخيرة، وسنستمر فى مراقبتها بعناية شديدة».