المواجهة بين حزب الله وإسرائيل ستتحول إلى حرب استنزاف برنامج إيران النووى لا يمكن تدميره بالقوة العسكرية وحدها إذا ما حاولنا الربط بين ما أكدته القناة الثالثة عشرة الإسرائيلية من أن اجتماع الكابينت الإسرائيلى مساء الخميس الماضى لمناقشة الرد الإسرائيلى على إيران لم يسفر عن شيء وما عادت وأذاعته عن أن الاحتمال الأكبر هو تأجيل القرار بهذا الشأن إلى ما يقترب من موعد التنفيذ الفعلى نجد أن تأجيل الرد الإسرائيلى على الضربة الإيرانية وطبيعته ربما يأخذ وقتًا أطول مما كان متوقعًا خاصة فى ظل الرفض الأمريكى لأن يشمل الرد الإسرائيلى المنشآت النووية الإيرانية مما يدفع بالمنطقة إلى حرب إقليمية لا محالة. وكانت دول الخليج مجتمعة قد أعلنت أنها تقف على الحياد فى المواجهة بين إسرائيل وإيران ولن تسمح باستخدام مجالها الجوى فى هذه المواجهة.. وذلك ردًا على ما أعلنته إيران. ونقلته وكالة رويترز عن مسئول إيرانى كبير- سنعتبر جميع الدول الخليجية متورطة إذا سمحت إحداها لإسرائيل باستخدام مجالها الجوى أو قواعد عسكرية على أراضيها ضد إيران.. وأى تحرك من هذا القبيل يستدعى ردًا ويسرى هذا أيضًا على كيفية استخدام القواعد الأمريكية الموجودة فى دول الخليج. على صعيد آخر قال المحلل العسكرى الإسرائيلى ألون بن دافيد فى رسالة إلى مجلس الوزراء الإسرائيلى قبل الهجوم المحتمل على إيران ردًا على هجومها الصاروخى على إسرائيل: قبل أن نتهور للمعركة ضد إيران يجب أن نفكر إلى أين يقودنا ذلك وماذا سنحقق؟. وجاء فى مقاله حول هذه الرسالة الذى نشرته صحيفة -معاريف-، الإسرائيلية أن الدرس المستفاد من الضربات التى وجهها الجيش الإسرائيلى ل«حزب الله» خلال الأسابيع القليلة الماضية هو أنه من الصحيح أن ندخل المعركة جاهزين بعد أن نكون قد خلقنا الظروف المناسبة.. هذا الدرس يجب أن يكون أمامنا قبل أن نهاجم إيران. وتابع بن دافيد نعم.. قواتنا الجوية قادرة على الوصول إلى أى هدف فى إيران وتدميره وطهران تدرك ذلك أيضًا.. لكن قبل أن نقفز بتهور إلى المعركة ضد دولة عدد سكانها 90 مليون نسمة ومساحة جغرافية أكبر بستين مرة من مساحة إسرائيل يتعين علينا أن نفكر إلى أين يقودنا ذلك وما يمكن تحقيقه فى هذا المسار؟. واستطرد يتعين علينا أن نقول مرة أخرى للأشخاص الذين يشغلون مناصب قيادية أن برنامج إيران النووى لا يمكن تدميره بالقوة العسكرية وحدها.. لقد راكمت إيران المعرفة اللازمة لإنتاج المواد الانشطارية ولن يستطيع صاروخ أو طائرة أن يأخذ هذه المعرفة منها. إن الهجوم على المنشآت النووية الإيرانية دون أن يصاحبه نظام تفتيش دولى جديد وصارم لن يؤدى إلا إلى تسريع البرنامج النووى وإعطاء الإيرانيين الذريعة لتصنيع قنبلة نووية. وأضاف سترد إيران بوابل كبير من الصواريخ على أى هجوم عليها.. وقد انهينا القصف الذى تعرضنا له بداية الشهر بارتياح لأنه لم يوقع أى خسائر بشرية ولم تتضرر قدرات قواتنا الجوية التى رفضت الكشف عن النتائج الدقيقة للمعركة البالستية لكن عندما تلتقط إيران صور الأقمار الصناعية التى تكشف عن نقاط الضعف فى قواعد القوات الجوية وصور الصواريخ فى الجليل وهود هشارون وجدارا فيمكنها تلخيص الهجوم بأنه ناجح وسقط عدد لا بأس به من الصواريخ فى أراضى إسرائيل.. وفى المرة القادمة سيطلقون المزيد من الصواريخ وسوف يؤلمون أكثر. لكن من المشكوك فيه أن أى هجوم جوى من جانبنا سوف يردع إيران عن الاستمرار فى قتالنا. وعلى صعيد المواجهة بين إسرائيل وحزب الله فرغم الضربات المؤلمة التى تلقاها حزب الله حتى الآن فمازال يحاول الصمود ومواصلة التصدى للهجمات الإسرائيلية والإيحاء أنه مازال متماسكًا ومقبلاً على حرب استنزاف طويلة.