تعد معركة «طوفان الأقصى» التى تتم عامها الأول الحرب الأطول فى تاريخ الحروب العربية مع إسرائيل، فهى الحرب الأولى فى تاريخ المقاومة الفلسطينية واللبنانية زمنيًا وكفاحيًا من حيث الصمود المتواصل والاستمرار فى القتال رغم شراسة الحرب والاغتيالات والتدمير من قبل إسرائيل على غزةولبنان معروف أن الطوفان جاء بعد 76 عامًا من ممارسات الاحتلال الإسرائيلى بالقتل والمصادرة والاستيطان والحصار الكامل على القطاع؛ وبعد الفشل الذريع لاتفاقية أوسلو التى مضى عليها أكثر من ثلاثة عقود و استغلتها إسرائيل فى تهويد القدس وضم الضفة، وأغلقت كل الفرص لإقامة الدولة الفلسطينية بعد أن تنصلت من جميع التزاماتها تجاه الشعب الفلسطيني على مدى العام حرصت إسرائيل على تعطيل كل محاولات وقف إطلاق النار وإنهاء هذه الحرب وفضلت استمرار حرب الإبادة التى حولت غزة إلى رماد فلم يتبق شيء فى القطاع على حاله، لا البشر ولا الحجر ولا الشجر، وقتلت خلالها أكثر من 41 ألف مدنى، وأصابت أكثر من 96 ألفا آخرين، وشردت ويتمت الملايين من الأبرياء وسط عجز وصمت دولى أكد ازدواجية معايير العدالة الأمريكيةوالغربية ..وطالت الحرب كل نواحى الحياة ليصبح القطاع منطقة منكوبة وغير صالحة للعيش. فمنذ بداية الحرب ، فرض الاحتلال حصارا شاملا على القطاع ومنع الماء والكهرباء والغذاء والوقود والأدوية والمساعدات، لتتفاقم معه المأساة الإنسانية، وتحول جميع أهالى غزة إلى نازحين داخل مناطق فرضتها إسرائيل عليهم .. وقامت قوات الاحتلال بالتدمير المنهجى للبنية التحتية لتفاقم الوضع الإنسانى وتفاقم أزمة الغذاء، وعززتها سياسة التجويع وسوء التغذية بحق آلاف الأطفال العدوان الهمجى للاحتلال لم يكن فقط لمجرد الرد على أحداث السابع من أكتوبر ، وإنما كان محاولة إعادة ترتيب وضع إسرائيل فيما يتعلق بالسيطرة على الضفة الغربية وقطاع غزة كما تكشف خلال هذا الصراع حلقات جديدة من مؤامرات حكومة نتنياهوالهادفة لتفريغ القطاع من سكانه عبر التهجير القسرى والذى فشلت فى تحقيقه حتى الآن.من الصعوبة بمكان معرفة إلى أين تسير هذه الحرب بعد أن استنسخت إسرائيل حرب إبادتها على غزة فى لبنان وبدأت تظهر فى الأفق ملامح حرب شاملة فى المنطقة تنذر بالمزيد من إراقة الدماء والدمار!!