فى مثل هذه الأيام من كل عام، وفى إطار ذكرى حرب أكتوبر المجيدة، التى هى بحق التجسيد الحى لقدرة الشعب المصرى وجيشه البطل، على تحدى المستحيل وتحقيق المعجزة، التى تصور العالم كله صعوبة بل استحالة تحقيقها فى عقود من الزمن، فإذا به ينفذها ويحولها إلى حقيقة على أرض الواقع، فى بضع سنين لا تتجاوز الست سنوات. اليوم نتحدث عن «روح أكتوبر» التى تملكت الشعب المصرى كله، وقادته إلى تحدى كل الصعوبات وتحقيق المعجزات، ومكنته من قهر الهزيمة وتجاوز النكسة والتصميم على تغيير الواقع المر، والعبور بمصر إلى واقع جديد يقوم فى أساسه على استعادة الكرامة واسترداد الأرض وتحقيق النصر. ومن حق الأجيال الحالية من الشباب المصرى علينا جميعًا، أن نرسخ فى عقولهم وقلوبهم تلك اللحظات الفارقة فى تاريخ الوطن، وأن نحرص على أن نزرع فى نفوسهم المعانى الحقيقية «لروح أكتوبر»، التى كان لها الفضل الأكبر فى صناعة النصر واسترداد العزة والكرامة. من أجل ذلك نقول ونؤكد أن «روح أكتوبر» تمثل فى حقيقتها وجوهرها، قدرة شعبنا الأصيل على مواجهة كل الصعاب، وتحدى كل الشدائد وبذل أقصى الجهد والطاقة لتحقيق الأهداف التى يصبو إليها والوصول للغايات التى يريدها، دفاعًا عن حقه وأرضه ووطنه، وصونًا لشرفه وكرامته. ومن واجبنا أن نعرف الأجيال الشابة أن «روح أكتوبر»، ليست تعبيرًا فضفاضًا دون ترجمة واقعية مادية وملموسة على أرض الواقع، كما أنها ليست شعارًا فارغًا يردده البعض دون مضمون،...، بل هى خطة عمل ونظام فعل وطريقة أداء وبرنامج تنفيذ ملزم وقائم على ترتيب الأوضاع، والالتزام الدقيق بالخطة الموضوعة ومراحل التنفيذ. أى أن روح أكتوبر هى الأخذ بالعلم ودراسة الواقع المراد تغييره، وتحديد واضح للأهداف المراد تحقيقها مع الدراسة الجادة والمتأنية لسبل التنفيذ ووسائل تحقيق الهدف، فى إطار القدرات المتاحة فى ظل الإحاطة الكاملة بجميع الجوانب ووضع كل الظروف موضع الاعتبار، وتوحيد جميع الجهود وحشد كل القوى والإمكانيات لتنفيذ إرادة الأمة. «وللحديث بقية»