في مثل هذه الأيام من كل عام، وفي إطار احتفالنا بنصر أكتوبر المجيد، الذي هو بحق التجسيد الحي لقدرة شعب مصر وجيشها البطل علي تحدي المستحيل،..، نتحدث كثيرا عن روح أكتوبر باعتبارها تعبيرا صحيحا عن قوة الإرادة، التي تملكتنا جميعا لقهر الهزيمة وتجاوز النكسة، والتصميم علي تغيير الواقع المر والمؤلم الذي يحيط بنا، والعبور بمصر إلي واقع جديد يقوم في أساسه علي استعادة الكرامة واسترداد الأرض وتحقيق النصر. ومن حق الاجيال الشابة من أبناء هذا الوطن علينا جميعا، ان نرسخ في عقولهم وقلوبهم تلك اللحظات الفارقة في تاريخ وطنهم، وان نحرص علي ان نزرع في نفوسهم المعاني الحقيقية »لروح أكتوبر» التي كان لها الفضل الأكبر في صناعة النصر واسترداد العزة والكرامة. من أجل ذلك قلنا ونؤكد إن روح أكتوبر تمثل في حقيقتها وجوهرها قدرة شعبنا الأصيل علي مواجهة كل الصعاب وتحدي كل الشدائد، وبذل أقصي ما يملكه من جهد وطاقة لتحقيق الأهداف التي يصبو إليها، والوصول للغايات التي يريدها،..، دفاعا عن حقه وأرضه ووطنه وصونا لشرفه وكرامته. ومن واجبنا ان تعرف الأجيال الشابة، ان »روح أكتوبر» ليست تعبيرا فضفاضا، دون ترجمة واقعية مادية وملموسة علي أرض الواقع، كما انها ليست شعارا فارغا يردده البعض دون مضمون،..، بل هي خطة عمل ونظام فعل وطريقة أداء وبرنامج تنفيذ ملزم، قام علي ترتيب الأولويات والالتزام الدقيق بالخطة الموضوعة ومراحل التنفيذ. أي ان »روح أكتوبر» هي الأخذ بالعلم ودراسة الواقع المراد تغييره وتحديد واضح للأهداف المراد تحقيقها، والدراسة الجادة والمتأنية لسبل التنفيذ ووسائل تحقيق الهدف في إطار القدرات المتاحة مع الإحاطة الكاملة بجميع جوانب الموقف ووضع كل الظروف موضع الاعتبار، وتوحيد كافة الجهود وحشد كل القوي لتنفيذ إرادة الأمة. وللحديث بقية ...