- الشعب العُماني شريك في البناء.. الشعيلي يؤكد على دور الشباب في التخطيط العمراني - الشعيلي يتحدث عن كيفية مواجهة التغيرات المناخية وفق خطط مستدامة تسعى سلطنة عُمان بخطى واثقة نحو تحقيق تنمية عمرانية مستدامة تتماشى مع تطلعات رؤية عمان 2040، والتي تهدف إلى إحداث نقلة نوعية في البنية التحتية والتخطيط العمراني.. وفي ظل التحديات العالمية المرتبطة بالتغيرات المناخية، تعمل السلطنة على تنفيذ مشاريع مستقبلية وفق معايير بيئية حديثة تمتد ل100 عام قادمة. ولإلقاء الضوء على هذه الرؤية الطموحة، أجرت «بوابة أخبار اليوم» حوارًا مع الدكتور خلفان بن سعيد الشعيلي، وزير الإسكان والتخطيط العمراني العُماني، الذي تناول في حديثه أبرز المشاريع العمرانية المستقبلية، وكيف تستفيد عمان من التجربة المصرية الرائدة في مجال الإسكان والتعمير. كما استعرض الوزير خطط السلطنة للاستثمار في معالجة مخاطر التغيرات المناخية، وضمان استدامة المشاريع العمرانية بما يتناسب مع تحديات الحاضر والمستقبل. إليكم نص الحوار.. - لقد شهدنا تطورات ملحوظًا في قطاع الإسكان والتخطيط العمراني بسلطنة عُمان.. ما هي، برأيكم، أهم الإنجازات التي تم تحقيقها حتى الآن؟ من أبرز الإنجازات التي نفخر بها هو نجاحنا في توفير سكن ملائم لعدد كبير من المواطنين، بالإضافة إلى تطوير مدن جديدة بمعايير عالمية، كما أننا عملنا على دمج مفهوم الاستدامة في جميع مشاريعنا، وهو ما يضمن مستقبلاً أفضل للأجيال القادمة. - شهدنا في السنوات الأخيرة تعزيزًا كبيرًا للعلاقات الثنائية بين مصر وسلطنة عمان، خاصة في المجال الاقتصادي.. في ظل هذه الشراكة الإستراتيجية، كيف ترى مستقبل التعاون بين البلدين في مجال التطوير العمراني؟ مصر شريك استراتيجي لنا، ونحن نعتز بهذه الشراكة، هناك العديد من المجالات التي يمكننا التعاون فيها، مثل تبادل الخبرات في مجال التخطيط العمراني، والاستفادة من التكنولوجيا المصرية الحديثة في البناء والتشييد، وتشجيع الاستثمارات المشتركة في المشاريع العقارية الضخمة. السلطنة مهتمة بتعزيز الشراكة مع السوق المصرية في مجالي الإسكان والتخطيط العمراني؛ باعتباره سوقًا ناضجة متكاملة وملهمة بهذا المجال. فالتجربة المصرية ناضجة ورائد في مجالي التطوير والتخطيط العمراني، بالإضافة إلى أن التجربة المصرية في مجال الإسكان والتطوير العقاري، أصبحت في الآونة الأخيرة نموذجًا يحتذى بها. اقرأ أيضًا: سفير عمان بالقاهرة: مليار دولار حجم التبادل التجاري بين البلدين - نشهد في سلطنة عمان نهضة عمرانية كبيرة.. ما هي أبرز التحديات التي تواجه قطاع الإسكان والتخطيط العمراني في السلطنة وكيف تسعون لتجاوزها؟ التحديات وارده بشكل مستمر، ولكن نتجاوزها بالعمل كفريق واحد مع المطورين والمستثمرين وشركائنا؛ فمنهج الشراكة والالتزام يجعلنا نصل لمراحل من النجاح بنتائج مجزية للجميع، كما أن السلطنة تعتمد على «نهج التدرج» وتتعامل بواقعية مع مراحل العرض والطلب، حتى لا يحدث اختلاف في السوق بشكل كبير. سلطنة عمان لا تعاني من أزمة إسكان، لذلك نعمل على تنفيذ مشاريع الإسكان والتوسع العمراني الجديدة وفق خطة مدروسة وعالية الجودة تتماشي مع الطراز المعماري للسلطنة، والمشروعات العملاقة التي تنفذها السلطنة مثل؛ مدينة السلطان هيثم، يأتي تتويجًا لسياسة التحول الشامل التي تنتهجها وزارة الإسكان والتخطيط العمراني نحو تنمية عمرانية مستدامة وفقًا لرؤية السلطنة 2040. - زرتم مصر مؤخرًا واطّلعتم على التجربة العمرانية المصرية.. ما هي أبرز الجوانب التي استفدتم منها والتي يمكن تطبيقها في سلطنة عمان؟ بالفعل قمت بزيارة مصر عدة مرات لمست خلالها بالاستدامة؛ ليس فقط في مجالي البناء التطوير، بل في آلية الدمج التي تتم بين مختلف العناصر من اقتصادية لسياحية لاستثمارية؛ جانبًا إلى جانب مع العنصر الأساسي وهو الإسكان. شركات التطوير العقاري بمصر، أصبحت رائدة لما اكتسبته من خبرات بمشاركتها في عدد كبير من المشاريع العملاقة، فضلًا عن قدرة الشركات المصرية على سرعة التنفيذ. - التعاون مع مصر يشهد تطورًا ملحوظًا في مجال الإسكان والتخطيط العمراني.. كيف تنظرون إلى إمكانية التعاون مع الشركات المصرية في مجال التطوير العمراني؟ وما هي أبرز المجالات التي ترون فيها فرصاً للتعاون المشترك؟ مصر بها شركات رائدة في مجال التطوير العقاري، هذا بخلاف ما تتميز به هذه الشركات من القدرة الفائقة في سرعة التنفيذ. والكثير من الشركات المصرية القائمة على القطاع العقاري بمصر شركات رائده لها باع طويل في التطوير العقاري، وبالفعل تم تنفيذ شركات مع عدد منهم. - مع التغيرات المناخية والتحديات البيئية المتسارعه.. كيف تستعد سلطنة عُمان لمواجهة هذه التحديات؟ التغيرات المناخية تمثل تحديًا عالميًا كبيرًا، ونحن ندرك أهمية الاستعداد لمواجهتها، فالإستراتيجية العُمانية تعتمد في محاورها الرئيسية، على التعامل مع التغيرات المناخية، والمحافظة على استهلاك الطاقة المستدام. تعمل سلطنة عُمان في تنفيذ مشاريعها المستقبلية وفقًا لمعايير تتناسب مع التغيرات المناخية بشكل مستدام، فالطابع الجغرافي الذي تتمتع به السلطنة جعلها أكثر عرضة لأعنف التغيرات المناخية؛ وبالفعل مرت السلطنة بتجارب صعبه خلال الفترة الماضية؛ لكننا تعلمنا منها الصلابة في التصدي لهذه الظواهر وخاصة الأعاصير. والسلطنة تعكف حاليًا على الاستثمار بشكل كبير على معالجه مخاطر التغيرات المناخية، والحد من آثارها في المستقبل ل100 عام قادمة؛ وهذا ما يتم العمل عليه في مدينة السلطان هيثم ومدن جديدة يتم بنائها الآن في ولاية صلالة، لتناسب التغيرات المناخية في المستقبل البعيد. - الشباب هم المستقبل.. كيف تعمل سلطنة عُمان على إشراك الشباب في التخطيط العمراني؟ الشباب هم شركاؤنا الحقيقيون في بناء المستقبل.. لذلك نحرص على إشراكهم في جميع مراحل التخطيط العمراني. رفعت الوزارة شعار «إشراك الشباب لخلق مستقبل حضري أفضل» خلال مؤتمر اطلاق مؤتمر «أكتوبر لعمران» لتؤكد على أهمية تمكين الشباب وإشراكهم في عملية التخطيط العمراني. بالإضافة لتعزيز دور الشباب للمشاركة في بناء مدن عصرية ومستدامة بأفكار إبداعية ومبتكرة، الأمر الذي يعزز شعور الشباب بالانتماء والمسؤولية تجاه وطنهم. - كيف يمكن تعزيز التعاون بين القطاع الخاص في مصر وسلطنة عُمان لتنفيذ مشاريع إسكانية مشتركة؟ أتاح مؤتمر «أكتوبر العمران» فرصة كبيرة للمشاركين من جميع الدول لتبادل الأفكار، واستعراض أفضل الممارسات في مجال التخطيط العمراني، وعرض التجارب الدولية الناجحة وتعزيز التعاون بين القطاعين العام والخاص. كما أتاح المعرض الفرصة أمام الزوار للتعرف عن القرب على تفاصيل المشروعات ورؤيتها المستقبلية، وكذلك فرص امتلاك وحدات سكنية في المشروعات المستقبلية بسهولة، فضلًا عن الفرص الاستثمارية مع الموردين المحليين والعالميين.