أكد نيستور أوموهانجي، ممثل صندوق الأممالمتحدة للسكان في فلسطين، أنه لا يمكن وقف المعاناة في غزة بدون تغيير لثلاثة أمور عاجلة وبدونها ستستمر المعاناة، أولاً، تدفق مستمر للسلع الإنسانية والتجارية، تدفق إمدادات الأدوية والإمدادات الطبية التي تشتد الحاجة إليها، حيث تم حظر ورفض 87٪ من قبل السلطات الإسرائيلية. وأخيرًا وقف فوري لإطلاق النار في غزة والطريق نحو السلام. وأوضح ممثل صندوق الأممي، أن قطاع كبار السن والعاملون الصحيون يحتاج أيضا إلى الحماية، إذ تعد غزة هي المكان الأكثر خطورة بالنسبة للعاملين في المجال الإنساني، حيث سجلت الأرقام مقتل أكثر من 300 من العاملين في المساعدات الإنسانية، وهو ما يمثل أعلى عدد من موظفي الأممالمتحدة في تاريخ المنظمة يلقوا حتفهم. اقرأ أيضا | الأحزاب تشيد بموقف مصر ودعمها الكامل للبنان وتدعو إلى وقف فوري لإطلاق النار أعرب نيستور، عن قلق بشأن العاملين في مجال الصحة في شمال غزة الذين صدرت لهم الأوامر بالاستمرار بالعمل في مستشفى أندونيسيا، وهو أحد المستشفيات الرئيسية للولادة التي تقدم الرعاية الطارئة. إذ أن توقف العمل في مجال الصحة هناك سيكون له آثار كارثية. وأشار ممثل صندوق الأممالمتحدة للسكان في فلسطين في المؤتمر الصحفي الذي عقد اليوم أن تفاقم الأوضاع بلغت أقصي حد، إذ أن وضع النساء والفتيات في غزة لا يضاهي أي بقعة عمل بها خلال عمله الممتد لثلاث عقود، من أوغندا والفلبين والعراق ومؤخرًا في اليمن، لا يزال حجم الدمار في غزة غير مسبوق، الدمار فضلا عن فقدان للأرواح. استطرد المندوب الأممي، أنه في وقت سابق من هذا الأسبوع زار لمدة 8 أيام مشاريع يدعمها صندوق الأممالمتحدة للسكان، في الجنوب ووسط غزة، وقد رفضت السلطات الإسرائيلية محاولات زيارة المستشفيات في شمال غزة. وأضاف أنه من الواضح أن عام الحرب قد زرع في سكان غزة البالغ عددهم 2.1 مليون نسمة في كارثة، وقد نزح جميعهم تقريبًا عدة مرات، حيث يعاني أكثر من 5٪ من سكان غزة إما من القُتل والإصابة، كما أن 96٪ من سكان غزة يعانون من النزوح المستمر، مما يؤدي إلى هذا الأمر إلى تدهور الظروف. وفي إشارة إلى الوضع النساء في عزة بالأرقام أكد المسؤول الأممي أنه يوجد 49000 امرأة حامل حاليًا وحوالي 4000 من المتوقع أن يلدن قريبًا، أي ما يقرب من 130 حالة وضع يوميًا، لا يتوفر للنساء الحوامل الرعاية الصحية مما يزيد من خطر الإجهاض، فضلا عن أن وفيات الأطفال أثناء الولادة. كما تتعرض النساء الحوامل أيضًا للإجهاض أو الموت أثناء الولادة لتفاقم الوضع بسبب سوء التغذية والتوتر، مما يعيق عملية الرضاعة الطبيعية لأغلب الأمهات الجدد، كما أن حليب الأطفال غير متوفر، حتى أكثر من 17000 امرأة حامل على وشك المجاعة بينما تعيش 11000 امرأة حامل بالفعل في ظروف صعبة. الملاجئ مكتظة ولا تتوفر نظافة كافية مما أدى إلى تفاقم محنتهم. هناك ما يقرب من 700000 من النساء والفتيات اللواتي تعرضن لسوء المعاملة وصعوبة العيش. خاصة مع قدوم فصل الشتاء. وحول الأوضاع بالمستشفيات أكد أوموهانجي، انخفاض عدد المستشفيات العاملة جزئيًا من 13 إلي 6 عيادات متنقلة تقدم الرعاية الطارئة، لكنها لا تستطيع تلبية احتياجات المرضى، إذا انهار هذا النظام بالفعل. وقال رحلتي زرت مستشفى في الحرم الجامعي، وهو يقع في الجزء الجنوبي من غزة، هناك برزت بعض القصص المؤثرة، حيث لاحظت 3 أطفال يتشاركون حاضنة، وأبلغني الموظفون أن هؤلاء الأطفال يعتبرون في الواقع من المحظوظين لتوفر حاضنة لهم. واستطرد أنه التقى بشباب من غزة أخبروه أنه عندما تنتهي الحرب لن يرغبوا في البقاء في غزة، حيث لم يعد لديهم أي أمل لأنفسهم في غزة، إلى جانب العديد من قصص اليأس لدي الصغار.