«فريسكا يا هانم.. نضارة يا بيه.. عوامة للولد.. مايوه للبنت»، نداءات طالما امتزجت مع أصوات أمواج البحر وصخب المصطافين على رمال شواطئ الإسكندرية، يطلقها شباب وأطفال وهم يعرضون بضاعتهم، يبدو من لهجتهم أنهم ليسوا من سكان عروس البحر المتوسط. بحلول الخريف واختفاء الزحام تدريجيًا، حيث لم يبق من الزوار إلا العدد القليل، تلاشت تلك النداءات وغابوا عن الأنظار واختفت آثار أقدام هؤلاء العمال والباعة من رمال شواطئ المدينة الساحلية، فى سيناريو معتاد يتزامن كل عام مع انتهاء موسم الصيف رسميًا. اقرأ أيضًا | «زوّار» صناديق القمامة.. الإسماعيلية تعلن الحرب على «النباشين» حكاية عمال وباعة شواطئ الإسكندرية دائمًا تبدأ من شهر يونيو وأحيانًا نهاية مايو من كل عام، إذ يحضرون من محافظات الصعيد قبيل فصل الصيف، بحثًا عن العمل وسعيًا على الرزق الحلال لا التنزه والاستجمام كمعظم زوار المدينة صيفًا. يجوب الشباب شواطئ الإسكندرية حاملين سلعًا وبضائع رائجة فى موسم الصيف ما بين النظارات الشمسية والفريسكا وملابس وألعاب البحر والعوامات والحُلى وغيرها. «النهارده آخر يوم ليا هنا فى شاطئ جزيرة الدهب»، هكذا أشار رومانى فتوح، قائلًا إنه سيعود إلى قريته فى محافظة سوهاج للعمل كمزارع خلال شهور الشتاء قبل العودة مرة أخرى إلى الإسكندرية صيفًا. يضيف فتوح: أجمع من شغلى هنا مبلغًا جيدًا يساعدنى فى مصاريف أسرتى خلال الشتاء، واصفًا عمله فى بيع البضائع على شواطئ الإسكندرية بالصعب والمرهق والذى يحتاج منه للسير ذهابًا وإيابًا طوال اليوم تحت أشعة الشمس الحارقة. وبدوره، أوضح زميله من محافظة سوهاج أيضًا «أحمد هاشم»، أن عملهم على شواطئ الإسكندرية مرتبط بوجود المصطافين، منوهًا أن رحلتهم لمغادرة الإسكندرية والعودة إلى الجنوب تبدأ فى سبتمبر وأقصاها أول أكتوبر من كل عام. ويشير حمدى عبد اللطيف، 20 سنة، إلى أن فترة عملهم على الشواطئ تقترب من 3 أشهر قد تزيد قليلًا، قائلًا: «الرزق يحب الخفية والصيف رزقه واسع ونروح الصعيد مبسوطين». ورغم أن غالبية أو معظم عمال وباعة شواطئ عروس البحر المتوسط من محافظات الصعيد فهناك من هم من قاطنى الإسكندرية الذين ينتقلون بانتهاء الصيف إلى أماكن أخرى مثل الكورنيش فى منطقة محطة الرمل والمنشية، ويبدلون بضاعتهم من أدوات البحر إلى البطاطا وحمص الشام وغيرها لتناسب أجواء الشتاء.