تصوير – حازم جودة: بإطلالتها الساحرة على البحر المتوسط، تتنوع شواطئ الإسكندرية بين السياحي والمميز والمجاني، ما جعلها وجهة للباحثين عن الراحة والاستجمام سواء من "الغلابة" أو الأغنياء، وهو ما لن تجده في وسواحل ومنتجعات البحر الأحمر. ومن أبوقير شرقًا وحتى سيدى كرير غربًا يتوزع 52 شاطئا بأسعار متفاوتة تناسب كافة المستويات تبدأ من 7 إلى 17 جنيهًا للفرد الواحد، فضلا عن شواطئ أخرى أكثر تميزا تزيد أسعار التذكرة الواحدة عن 150 جنيها. وتحت شعار "البحر للجميع" تم تحديد 7 شواطئ مجانية للمواطنين وزوار المدينة تديرها المحافظة، هي "جليم، وشهر العسل، والهانوفيل، والمكس، المندرة، السرايا، ميامي". سر رحلات اليوم الواحد ومع ارتفاع أسعار إيجار الشقق والشاليهات وبحثا عن قضاء أوقات ممتعة بميزانية محدودة، باتت ما يعرف ب"رحلات اليوم الواحد" هي السمة الأبرز لصيف 2018 على شواطئ الإسكندرية. "قُرب الشقة أو شاليه من البحر والمطاعم والخدمات هو ما يحدد سعرها".. يقول "أبوياسر" سمسار شقق بالإسكندرية، مشيرا إلى أن أسعار الشقق المصيفية في اليوم الواحد يبدأ من 400 جنيها وحتي 1500 جنيها، وتحديدا في مناطق سيدى بشر والعصافرة وميامى وحتى المندرة. أما عن منطقة ستانلى والمعمورة، فأضاف أن الأسعار فيها تزيد قليلا عن مناطق ميامى والعصافرة حيث تبدأ من 800 جنيها لليوم الواحد، وذلك بسبب طبيعة المعمورة وستانلى حيث تعد من أكثر المناطق هدوءا ورقيا وتتميز بإطلاله رائعة على البحر. الإقبال 100% "إسكندرية رزقها في بحرها.. فالجميع هنا ينتظر الصيف من أجل كسب الرزق"، يقول اللواء أحمد حجازي، رئيس الإدارة المركزية للسياحة والمصايف بالإسكندرية، لافتا إلى أن نسبة الإشغالات على شواطىء المدينة اليوم الجمعة قارب من ال 100%. ما السبب الذي جعل الشواطىء التي تستوعب نحو 3 ملايين زائر كاملة العدد؟.. سؤال علق عليه"حجازي" قائلا:" ليس هذا بغريب على يوم الجمعة فهو إلى جانب السبت يشهد زحف غير مسبوق من رحلات اليوم الواحد من مختلف محافظات الجمهورية". ويشير "حجازي" إلى نسبة إقبال رحلات اليوم الواحد على شواطىء الإسكندرية لا تقل عن 50% خلال باقي أيام الأسبوع، ما يساهم في زيادة الإقبال على المقاهي والمطاعم والمحلات وغيرها. كراسي الإزالة تنقذ الموقف ويضيف رئيس إدارة السياحة والمصايف: "الكل بيرزق حتى السباكين والصناعية وباعة العوامات والفريسكا.. اليوم مثلا في الشواطىء المجانية نفذت الكراسي فلم نجد حلا سوى الاستعانة بكراسي من شرطة المرافق الخاصة بحملات إزالة الإشغالات". "فريسكا.. بشكير ياهانم.. جردل وجاروف.. صورة يا أستاذ" نداءات تسمعها أثناء تجولك فى معظم شواطئ الاسكندرية تؤكد ما ذكره اللواء أحمد حجازي حول كون رحلات اليوم الواحد والصيف هو فرصة يقتنصها الجميع بحثا عن الرزق. جمال العطيفى "طالب بكلية الآداب- الفرقة الثالثة" يعمل بائع نظارات شمسية على شاطىء البوريفاج، يقول إن العمل فى الصيف مهم للشباب في ظل الغلاء المستمر، لافتا إلى أنه جاء من سوهاج للعمل بالاسكندرية ومساعدة نفسه وأهله في مصروفت البيت. 10 آلاف مقهي والكل بيرزق وعلى كورنيش الإسكندرية، هناك آخرون من أصحاب المقاهي والكافتيريات البالغ عددها نحو 10 آلاف مقهى – المسجلة لدى الغرفة التجارية فقط – منشغلون بتقديم المشروبات والأطعمة لرواد رحلات اليوم الواحد. ورغم كون رحلات اليوم الواحد صارت مصدرا للرزق للآلاف من أبناء المدينة الساحلية ومستأجرىء شواطئها، إلا أن البعض من مواطني عروس البحر المتوسط يرونها بنظرة سلبية نظرا لسلوكيات خاطئة يرتكبها البعض منهم تتعلق بعدم الإلتزام بأماكن انتظار السيارات أو إرتداء ملابس ملائمة لنزول البحر وغيرها. الملابس الداخلية تغضب الإسكندرانية كيف يرى المواطن السكندري سلوكات المصطافين؟.. سؤال طرحته إحدي الصفحات السكندرية على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" لتأتي الإجابات صادمة من جانب قطاع كبير من الإسكندرانية. "شمس أحمد"، من سكان الإسكندرية، حددت عدة سلوكيات تركت لديها انطباعا سلبيا عن مرتادي الشواطىء منها عدم التزامهم بنظافة الشواطىء وظهورهم بملابس داخلية على الكورنيش، قائلة:"زمان كان اللى مش لابس مايوه يدفع غرامة الآن الواحد بيتكسف ينزل يروح شاطىء وبنروح بره بلدنا بسببهم". فيما قال طارق قماش:" كيف يعقل أن يقوم رواد الشواطىء بتغيير ملابسهم في الشوارع.. مفيش أى التزام بالذوق العام والحفاظ على الإسكندرية الجميلة". بينما علقت "هدى السيد" قائلة:"ده مش سلوك مصطافين .. ده سلوك الشعب كله .. طول مافيش قانون يعاقب التسيب هنفضل كده .. اشمعني القري السياحية مافيهاش التسيب ده".
