تميز الشيخ محمود علي البنا بصوته العذب المرتل للقرآن الكريم، واشتهر بأنه يقرأ القرآن الكريم بقلبه فتتأثر مشاعره بكلام الله عز وجل فتنهمر دموعه أثناء تلاوته القرآن. ويعد الشيخ محمود البنا واحد من عباقرة التلاوة والترتيل، وجذب قلوب المستمعين بآيات الذكر الحكيم، تميز بقدرته الفائقة على حسن التلاوة والأداء الجيد والصوت الرائع الذي فيه خشوع يعمر القلوب بذكر الله تعالى، ويعتبر من أشهر المقرئين في مصر والعالم الإسلامي والعربي وعلم من الاعلام البارزين في تلاوة القرآن الكريم. اقرأ أيضًا| طارق حبيب.. صاحب الملفات السرية للنجوم والملوك وأول عملية قلب مفتوح على الهواء بكاء الشيخ محمود علي البنا عندما قام بأول زيارة للسعودية عام 1969 وجلس في الروضة الشريفة لتلاوة القرآن الكريم وأمامه قبر الرسول صلى الله عليه وسلم وأحس برهبة شديدة وسأل نفسه كيف أقرأ القرآن أمام من أنزل عليه القرآن، واشتدت به الرهبة، ولم يستطع أن ينطق بحرف واحد، وانهمرت من عينه الدموع، وفي الأيام التالية فتح الله عليه وقرأ كما لم يقرأ في حياته من قبل. وكانت المرة الثانية التي بكى فيها الشيخ محمود علي البنا في ماليزيا وهناك كان يقام مهرجان القرآن الكريم احتفال ديني شعبي ورسمي كبير في العشرة الأيام الأخيرة من شهر رمضان المعظم، وتقام مسابقة دولية تشترك فيها معظم دول جنوب آسيا مثل اندونيسيا وسنغافورة وميلان والهند، يتقدم لها المقرئون للقرآن الكريم من هذه الدول والمجودون له، وشارك في امتحانات هذه الوفود وحضر الاحتفال الكبير الذي يدعي إليه أكثر من 100 ألف مسلم في الاستاد الرياضي الكبير للمدينة وتمر صفوف قارئى القرآن الكريم يرتلون كلام الله عز وجل وجد نفسه يبكي لجلال الموقف وعظمة ما رأى. حياته الشيخ محمود علي البنا من مواليد 27 ديسمبر 1926 من قرية شبرا باص مركز شبين الكوم بمحافظة المنوفية، حيث كان المولود الثاني لوالده من ثمانية اولاد بينهم ثلاث بنات كان هو الابن الأول فنذره والده للقرآن وكان يدعو الله في كل صلاة أن يتعلم ابنه محمود بالأزهر الشريف، فبدأ رحلته مع القرآن الكريم في كتاب القرية وهو في السادسة من عمره حيث أتم حفظ القرآن الكريم وعمره عشر سنوات ونصف فكان اصغر من حفظ القرآن بقريته، ثم التحق بمعهد المنشاوي بطنطا مما ساعده على تنمية هوايته الفنيه في الاستماع لكبار القراء مثل المشايخ عبدالفتاح الشعشاعي، ومحمد رفعت وغيرهم فكان يجلس طوال الليل ليستمع اليهم ثم يعود إلى المنزل لتقليد ما سمعه واشتهر في المعهد بذلك فطلب الشيخ محرز عميد المعهد الاستماع إليه فأعجب به وطلب منه أن يتفرغ لعلوم القرآن وأحكام التلاوة، ومن ثم ترك المعهد بعد أن أمضى ثلاث سنوات به وذهب إلى الشيخ إبراهيم سلامة بالمسجد الاحمدي بطنطا حيث تلقى على يديه جميع أحكام وقواعد التجويد وعلوم القراءات لمدة سنتين. سفره إلى القاهرة ترك الشيخ محمود طنطا وذهب إلى القاهرة عام 1946 حيث كان يتابع المشايخ على محمود وسلامه الفشني لزيادة حصلته الفنية من الاستماع وعمل على دراسة المقامات الموسيقية والتواشيح مع الشيخ درويش الحريري. عمل قارئا للسورة بأحد مساجد شبرا حيث سمعه بعض أعضاء جمعية الشبان المسلمين وقدموه إلى صالح باشا حرب رئيس الجمعية فأعجب به وعينه قارئا للجمعية عام 1947 وأثناء الاحتفال بالعام الهجري وكان يحضره الكثير من العلماء وكبار الشخصيات ومنهم الشيخ دراز وعلى ماهر باشا رئيس الوزراء ومحمد بك قاسم مدير الإذاعة وغيرهم فاستمعوا إليه وطلبوا منه التقدم إلى الإذاعة المصرية للالتحاق بها. حصل الشيخ محمود علي البنا على إجازة التجويد من الأزهر الشريف وذلك شجعه على التقدم للالتحاق بالإذاعة المصرية فنجح في أول اختبار وكان عمره 22 عاما وكان بذلك اصغر قارئ للقرآن الكريم في تاريخ الإذاعة المصرية ، وكانت أول قراءة له عام 1948 سورة هود وهذه بداية شهرته في العالم الإسلامي والعربي. وطوال سنوات حياته دعى لقراءة القرآن الكريم بجميع إذاعات الدول العربية حيث سجل بها القرآن الكريم كاملا مجودا ومرتلا كما زار جميع الدول الإسلامية والمراكز الإسلامية بالدول الآسيوية والإفريقية والأوروبية ومنها الهند والمانيا وماليزيا وغيرها من البلدان التي بها تجمعات للمسلمين. قام الشيخ محمود علي البنا بانشاء المجمع الاسلامي بقريته حيث يقع على الطريق الرئيسي بين مدينة شبين الكوم ومدينة منوف والمبنى يتكون من طابقين مسجد وبه مصلى للسيدات ودار لتحفيظ القرآن الكريم ومكتبة تحتوي على العديد من كتب الفقة وعلوم القرآن. المساجد الذي قرأ فيها قرأ الشيخ محمود علي البنا في العديد من المساجد المصرية حيث أمضى خمس سنوات بمسجد الملك بحدائق القبة ثم انتقل إلى مسجد الرفاعي بالقاهرة ، ثم انتقل إلى المسجد الاحمدي بطنطا ليقرأ فيه السورة لمدة 23 سنة ثم عاد إلى القاهرة مرة أخرى حيث قرأ السورة في مسجد الإمام الحسين لمدة خمس سنوات حتى انتقل إلى جوار ربه في 20 يوليو 1985 عن عمر يناهز 58 عام ونصف العام أمضاها في أداء رسالة تبليغ وقراءة القرآن الكريم. زواجه تزوج الشيخ محمود علي البنا وأنجب سبعة أبناء بينهم ابنتان، علم أبناءه احكام تجويد القرآن الكريم حيث برز ابنه احمد محمود علي البنا الذي ورث عن أبيه صوته العذب وقدرته الفائقة على الأداء المتميز الذي انفرد به والده. الجوائز التي حصل عليها الشيخ محمود علي البنا حصل الشيخ محمود علي البنا على العديد من الجوائز ومنها الاتى، شهادات تقدير وتكريم وأوسمة من مختلف الدول العربية والإسلامية والأسيوية والإفريقية والأوروبية ،وحصوله على وسام الامتياز للعلوم والفنون عام 1990.