جيهان أبو الحديد تتجه أنظار العالم الآن نحو مستقبل حزب الله اللبنانى بعد الإعلان عن مقتل زعيمه حسن نصر الله مع عدد من القيادات الكبيرة الأخرى فيه. ويشكل استبدال نصر الله، الذى أكد الاحتلال مقتله أمس، تحدياً أكبر الآن من أى وقت مضى منذ سنوات، بعد سلسلة من الهجمات الإسرائيلية الأخيرة التى أسفرت عن مقتل كبار قادة حزب الله وأثارت تساؤلات حول أمنه الداخلى.. فبعد أن صمد على مدار تاريخه الممتد لأربعة عقود أمام سلسلة من عمليات اغتيال قياداته العليا، قال محللون إنه لم يسبق أن تتابعت عمليات القتل بهذه السرعة، وأضافوا: «هذه بالتأكيد ضربة أشد وطأة، وستتسبب فى ارتباك كبير بصفوف حزب الله». بينما أشار آخرون إلى أن الحزب لن ينهار؛ لأنه إذا قُتل قائد فسيكون هناك آخر. وأكد المحللون أن مقتل نصر الله سيوجه ضربة قوية للجماعة اللبنانية المدعومة من إيران التى يقودها منذ 32 عامًا. وقال أحدهم: «سيتغير المشهد برمته بشكل كبير». وأضاف: «لقد كان بمثابة الغراء الذى جمع المنظمة المتوسعة». وأصبح نصر الله زعيماً لحزب الله، الذى شكله الحرس الثورى الإيرانى فى أوائل الثمانينيات لمحاربة الاحتلال، عندما قتلت إسرائيل سلفه عباس الموسوى، وظل معرضاً لخطر الاغتيال منذ ذلك الحين، ومع ذلك، فإن وفاته تزيد بشكل كبير من تفاقم لحظة محفوفة بالمخاطر بالفعل لحزب الله. اقرأ أيضًا| محللون غربيون: إيران «لن تتدخل» فى الصراع لهذه الأسباب وقال دبلوماسى أوروبى عن النهج الذى تتبعه المجموعة: «إذا قتلت واحداً، فسيحصلون على واحد جديد». ورأى خبراء أن «حزب الله لن ينهار إذا قُتل نصر الله أو أصيب بالعجز، لكن ذلك سيكون بمثابة ضربة قوية لمعنويات الحزب». كما أن تأثير مقتل نصر الله على القدرات العسكرية لحزب الله غير واضح أيضًا. وبعد تأسيس حزب الله فى لبنان عام 1982 وتسميته التى اختارها آية الله الخمينى، تعاقب على قيادته عددٌ قليل جدّاً من الأمناء العامين. وذكرت مصادر أنّ قيادة حزب الله كانت جماعية، إلى أن تمّ ايصال الأمين العام الأول ل«حزب الله» صبحى الطفيلى، فتولى القيادة من عام 1989 حتى عام 1991، ثمّ أُجبر على الاستقالة بعد إعلانه من جانب واحد العصيان المدنى على الحكومة اللبنانية الأمر الذى رفضه الحزب. وبعد الطفيلى، تولّى منصب الأمين العام «عباس الموسوى» خلفاً له، لكنّه لم يستمر فى القيادة أكثر من تسعة أشهر، بسبب اغتيال إسرائيل له عام 1992. وبعد الموسوى، تولى حسن نصر الله زعامة الحزب لمدة 32 عاماً، إلى أن اغتالته إسرائيل.. وتضم خريطة الاغتيالات الإسرائيلية العديد من قيادات الصفين الأول والثانى فى الحزب أبرزهم عماد مغنية الملقب ب«الشبح» و«الثعلب» و»عزرائيل الصهاينة» والذى اغتيل فى 12 فبراير 2008 فى حادث تفجير سيارة بدمشق. . ومنذ بدء طوفان الأقصى، استهدف جيش الاحتلال مزيدًا من القيادات فى محاولة لإضعاف أحد أقوى حلفاء إيران فى المنطقة. وكان وسام حسن طويل (الملقب بالحاج جواد) المشرف على ملفى العمليات الخارجية والتصنيع العسكرى للحزب، أول قائد اغتالته إسرائيل بمُسيّرات استهدفت سيارته فى الثامن من يناير الماضى، فى بلدة خربة سلم جنوبى لبنان. وفى يونيو الماضى، اغتالت إسرائيل سامى طالب عبد الله (الحاج أبو طالب) قائد وحدة النصر فى حزب الله المسئولة على القطاع الشرقي، والذى أشرف على العديد من العمليات العسكرية ضد إسرائيل، فى غارة استهدفت بلدة جويا جنوبى لبنان. فى يوليو، أعلن حزب الله اغتيال القيادى العسكرى محمد ناصر الذى يلقب ب»الحاج أبو نعمة» فى هجوم بمسيرة استهدف سيارته فى مدينة صور بجنوب لبنان. وكان ناصر أحد أبرز قادة وحدة عزيز «بقوة الرضوان» المسئولة عن القطاع الغربى، وشارك فى توجيه العمليات العسكرية التى تستهدف إسرائيل من خلال الطائرات المسيّرة أو الصواريخ أو العمليات المركبة.. وفى 30 يوليو الماضى، أعلن جيش الاحتلال أنه اغتال فؤاد شكر، كبير مستشارى الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله، فى غارة شنّتها طائراته على مبنى بحارة حريك فى الضاحية الجنوبية لبيروت، وأكد حزب الله اغتياله. وكان «شكر» المسئول العسكرى المركزى الأول لحزب الله، وشغل عضوية الشورى المركزية للحزب إضافة إلى عضوية المجلس الجهادى، أعلى هيئة عسكرية، وذكرت تقارير أن «شكر» كان المسئول عن برنامج الصواريخ الدقيقة فى حزب الله.. وأعلن جيش الاحتلال اغتيال «إبراهيم عقيل» القيادى العسكرى الكبير فى حزب الله، و«أحمد وهبى» قائد تدريب قوة الرضوان، فى 20 سبتمبر الجارى، بصاروخين أطلقتهما طائرة من طراز «إف-35» على شقة فى منطقة الجاموس بالضاحية الجنوبية لبيروت. وفى 24 سبتمبر الجارى، استهدفت إسرائيل إبراهيم قبيسى، قائد منظومة الصواريخ والقذائف فى حزب الله، بغارة جوية نفذتها على منطقة الغبيرى فى الضاحية الجنوبية.. وقبل يومين، اغتال جيش الاحتلال القيادى العسكرى فى حزب الله «محمد حسين سرور»، رائد إنتاج المسيرات فى الحزب، فى غارة نفذتها طائرة من نوع «إف-35» أطلقت 3 صواريخ على مبنى سكنى فى حى القائم بالضاحية الجنوبية لبيروت.