لم تكن المنطقة أقرب إلى الحرب الشاملة كما هى اليوم. مع تأكد استشهاد زعيم حزب الله «حسن نصرالله»، تقف المنطقة أمام تطور بالغ الخطورة على مشهد كانت جهود العالم تحاول أن تتجاوزه بأن توقف الجنون الإسرائيلي، وأن تمنع حربا لا يريدها إلا الكيان الصهيوني. كان نصر الله حتى اللحظة الأخيرة ضد التصعيد فى الحرب وحتى بعد الضربات الأخيرة التى تلقاها حزب الله، وعمليات القتل والترويع من إسرائيل للمدنيين اللبنانيين، لم يتجاوز الحزب فى رده التزامه باستهداف المنشآت العسكرية فقط، وآثر الحزب الاستمرار فى سياسة « الصبر الاستراتيجي»، التى استغلتها إسرائيل فى التصعيد المستمر، وسط صمت دولى وتواطؤ من الذين ساعدوا العدو الإسرائيلى فى حربه لتدمير غزة والإبادة الجماعية لشعبها، ويريدون ومن الآن تكرار المأساة فى لبنان!! للأسف الشديد كان هناك من يساعد العدو الإسرائيلى فى هذه المعركة، وهناك الاختراق الأمنى الواضح الذى لم ينجح الحزب فى التعامل معه حتى جاءت الضربة الأكبر باستهداف نصرالله، ومن ناحية أخرى كان هناك باب للتفاوض بين واشنطون وطهران من أجل اتفاق جديد استدعى من حزب الله محاولة التهدئة على قدر المستطاع« !! وثم كانت المبادرة الأمريكية الفرنسية التى حشدت معها بعض الأطراف الأخرى من أجل هدنة مؤقتة لثلاثة أسابيع، رأينا كيف تلاعب نتنياهو بها وبالدول التى وقفت وراءها كما فعل من قبل فى مبادرات عديدة حول إيقاف الحرب فى غزة، بينما حاول حزب الله أن يوفر مناخا ملائما بإيقاف قصف إسرائيل بصواريخه لساعات طويلة قبل أن تتضح الحقائق، ومع ذلك يبدو أن استمرار الحديث عن المبادرة ترك حالة من الاسترخاء استغلتها إسرائيل فى توجيه ضربتها التى قضت على حسن نصرالله باستخدام 85 قنبلة تزن طنا من طائرات هى الأحدث.. ولا حاجة للقول بأن الطائرات والقنابل معا هدية من أمريكا صاحبة المبادرة!! مع استشهاد نصرالله تواجه المنطقة منعطفا خطيرا- هناك ضربة قوية للمقاومة لكنها لا تعنى القضاء عليها، أو الرضوخ للجنون الإسرائيلى المدعوم أمريكيا. العكس هو الصحيح.. ستكون المقاومة بحجم التضحيات، وبحجم جرائم إسرائيل، والمشاركين لها، والمتواطئين معها. المقاومة باقية، والثأر قادم، والحساب ممتد وعسير!!