ليس من بداية لنهار اليوم دون هذين الخبرين.... قبل ساعات نفت وكالة «تسنيم» الإخبارية الإيرانية الأنباء عن اغتيال حسن نصر الله الأمين العام لحزب الله.. مؤكدة عدم وجوده فى مقر الحزب بالضاحية الجنوبية ببيروت، وقت الغارة الإسرائيلية بطائرات -إف35- المستهدفة لمقر الحزب.. وأضاف متحدث من حزب الله أن (السيد حسن نصر الله على قيد الحياة) وهى عبارة أكثر قلقا «وتأكدت وفاته»!! أكدت رنا خورى ممثلة بعثة لبنان لدى الأممالمتحدة، خلال اجتماع الدورة (57) لمجلس حقوق الإنسان قبل يومين بجنيف (أن حزب الله جزء أساسى من النسيج السياسى والاجتماعى اللبناني.. وتحاول إسرائيل دائما تشويه صورته، لأنها مستاءة من دوره الأساسى فى مقاومة العدوان الإسرائيلى المستمر، واحتلاله أجزاء من الجنوب اللبناني). خبران ليس بالإمكان تجاوزهما فى المشهد الجنونى الدائر، والتصعيد الوحشى الإسرائيلى للحرب، ومحاولة نقل (غزة) إلى (لبنان) وجرجرة حزب الله إلى حرب إبادة أخري، إلى حد التهديد (بإعادة لبنان إلى عصر ما قبل التاريخ)!! تصعيد إسرائيلى عنيف لا يقف عند حدود محو طاقات حزب الله، وزحزحته من الجنوب اللبنانى وإغلاق جبهة الجنوب.. بقدر ما يسعى إلى إعادة ترسيم الحدود الشمالية، حتى نهر الليطاني، بدعوى إعادة المستوطنين النازحين إلى بيوتهم فى الشمال الإسرائيلى (المحتل). وكما تركت غزة وحيدة.. يترك حزب الله وحيدا بصورة أكثر وجعا وخذلانا.. إيران الحليف الأكبر (وحزب الله إحدى أذرعتها العسكرية) اختارت الوقوف بعيدا، لا تريد التورط فى الحرب.. وصرح رئيس وزرائها (لا قِبَلَ لحزب الله على قتال إسرائيل بكل ذلك الدعم الأمريكي)!! ورغم تصريح مندوبة لبنان فى مجلس حقوق الإنسان حول شرعية حزب الله فى النسيج اللبناني.. ورغم إعلان كثير من الفصائل السياسية اللبنانية (لن نترك الجنوب وحيدا).. لا يتمتع حزب الله بحاضنة شعبية صلبة، حين يرى الكثيرون (لا دخل لنا فى إطلاق الحرب.. ولا دخل لنا فى إطفائها.. لسنا سوى لحن المدافع.. لا نملك سوى صمت الملتاعين)!!