انطلقت أصوات النساء فى المهرجان الدولى لفيلم المرأة بمدينة سلا المغربية، خلال دورته ال 17 التى تُختتم اليوم (السبت)، والتى شهدت تجمعًا نسائيًا سينمائيًا من عدة دول عربية وأفريقية وغربية، عبر أفلام وندوات ناقشت إبداعهن وهمومهن وطرحت حلولًا لأزماتهن كصانعات أفلام وكنساء فى مجتمعاتهن. ويُعد مهرجان سلا أول مهرجان عربى يختص بسينما المرأة ويفرد لها مهرجانًا مستقلًا تشارك فيه النساء بأفلامهن، كما تتشكل لجان التحكيم من النساء فقط، لكنه فى نفس الوقت يحظى بحضور الرجال من الفنانين وصُناع الأفلام والنقاد والجمهور، بل إن أغلب القائمين على تنظيمه من الرجال، حيث تنظمه جمعية «أبى رقراق»، ويديره السينمائى عبد اللطيف العصار، وتحتضنه مدينة سلا التاريخية التى تُعد من أعرق المدن المغربية. لا يجرى المهرجان المغربى وراء الكم فيما يعرضه من أفلام، لكنه يهتم بتقديم أفلام تحمل توقيع النساء ولا يتهاون فى ذلك، لذا فكل ما يعرضه من أفلام لا يتجاوز 30 فيلمًا فى مسابقاته الثلاث التى تضم أفلامًا روائية طويلة وأخرى وثائقية وثالثة لأفلام الجمهور الشبابى، ولكلٍ منها لجنة تحكيم مستقلة. لا يغيب الحضور المصرى عن المهرجانات السينمائية بالمغرب الشقيق، وشهد حفل افتتاح المهرجان تكريم الفنانة داليا البحيرى مع الفنانة المغربية السعدية لاديب، كما شاركت الفنانة هنا شيحة كعضو لجنة تحكيم بمسابقة الأفلام الروائية الطويلة، لكن الفيلم المصرى كان غائبًا عن مسابقاتها المختلفة. نجح المهرجان عبر دوراته المتعددة فى تأكيد حضور المرأة كسينمائية حيث تتواجد فى كافة عناصر العمل السينمائى وقد تساوى حضورها مع الرجال، وأثبتت وجودها بأفلام مهمة لعل أحدثها «كذب أبيض» الوثائقى الطويل للمخرجة الشابة أسماء المدير الذى اكتسح جوائز المهرجانات الدولية منذ مشاركته فى مهرجان كان قبل الماضى وفوزه بجائزة أفضل فيلم وثائقى وجائزة العين الذهبية مناصفةً، كما كان أول فيلم مغربى يفوز بالجائزة الكبرى لمهرجان مراكش ويمثل بلاده فى الأوسكار العام الماضى، وهو تجربة سينمائية فريدة مزجت فيها مخرجته ببراعة بين الخاص والعام، بين العائلة وهموم الوطن، وقد أحاط الجمهور المغربى المهرجان باهتمامه وحضوره وكان شريكًا أساسيًا فى نجاحه، ويؤكد مهرجان سلا أسبقيته فى الاهتمام بسينما المرأة، وتؤكد المغرب تفردها بعددٍ كبير من المهرجانات السينمائية الناجحة التى تزدهر فى أغلب مدنها.