منذ اليوم الأول لتولى اللواء إبراهيم أبوليمون جعل من ساعات اليوم موعداً لزيارات تفقدية ومتابعة لإنجاز ما يتم العمل به. رغم مئات الإنجازات التى شهدتها محافظة المنوفية ورغم كل مظاهر الحب والتقدير التى يكنها الناس للواء إبراهيم أبو ليمون محافظ المنوفية وبصماته التى امتدت لتشمل كل شيء إلا أن ما حققه الرجل فى مجال النظافة والحفاظ على البيئة يعد طفرة ومعجزة ما كان يمكن أن تتحقق إلا بالإرادة القوية والدراسة الواقعية للمشكلة وعدم التحجج بنقص الموارد والإمكانيات. نجح الرجل فى حفز المواطنين على المشاركة الإيجابية وقناعتهم بأن المدينة أو القرية أو الحى الذى يقيمون به هو منزلهم الذى يجب الحفاظ عليه من كل صور وأشكال التلوث. ولا أبالغ عندما أقول إن تجربة المنوفية فى مجال النظافة والتخلص الأمثل من القمامة والنفايات تمثل نموذجاً أتمنى تعميمه فى كل محافظات مصر. فى كل مدن وأحياء المنوفية يتم تجميع القمامة بواسطة شركة خاصة تمتلك أسطولاً من سيارات النقل والتروسيكلات ويتم تجميع القمامة 3 مرات يومياً من المنازل بواسطة صفارات خاصة يطلقها العاملون ويعرفها كل المواطنين كما تقوم الشركة بعملية «كنس» الشوارع الرئيسية والفرعية ويعمل بالشركة مئات من الشباب والسيدات والذين يرتدون زياً خاصاً. كان السبب الأساسى فى نجاح المشروع هو عملية المتابعة الدقيقة وعلى مدار الساعة. تجربة المنوفية فى مجال النظافة تمت من خارج الصندوق بعيداً عن عمال مجالس الأحياء أو المدن والنمط الغريب الذى كان يتم من خلاله جمع القمامة والتى كانت تتحول إلى تلال وجبال دون أى تفرقة بين شارع جانبى وآخر رئيسى. ناهيك عن الملابس القميئة التى كان يرتديها عمال النظافة وقيامهم بالتسول ورغم دماثة الخلق التى يتمتع بها اللواء إبراهيم أبو ليمون ومعايشته وقربه من أهالى محافظته إلا أنه يمتاز بالحسم والصرامة تجاه أى صورة من صور التقصير أو الإهمال. لقد تعود المواطنون على أن أى محافظ يتولى المسئولية فإنه عادة ما يبدأ بعدة جولات تفقدية ولا تخلو الجولة من زيارة لأحد المخابز وأخرى لأحد المستشفيات وعادة ما يكون من نتائج الزيارة توقيع جزاء أو نقل أحد العاملين شاء حظه العثر أن يكون متغيباً عن العمل فى يوم الزيارة. الأمر اختلف تماماً فى محافظة المنوفية ومنذ اليوم الأول لتولى اللواء إبراهيم أبو ليمون والذى جعل من ساعات كل اليوم موعداً لزيارات تفقدية ومتابعة لإنجاز ما يتم العمل به. زيارات كانت تدشن مرحلة وعصراً جديداً فى التعامل المباشر والسلس بين المحافظ وأهالى محافظته. كان للرجل رؤية خاصة فى إدارته لمحافظة المنوفية رغم مواردها وموازنتها المحددة ويكفى أن تعلم أن موازنة المنوفية كانت تقارب موازنة محافظة بورسعيد وطبعا هناك فارق هائل بين محافظة عدد سكانها بالملايين وأخرى لم يتجاوز سكانها نصف المليون بقليل. كان حسن استثمار الموارد المتاحة هو نقطة الانطلاق وأعقبه بإقناع رجال القطاع الخاص بالتوسع فى مشاركتهم بالجهود الذاتية فى العديد من المشروعات. وجاءت إعادة اختياره وبقائه محافظاً للمنوفية شهادة نجاح وتقدير غيرت تماماً صورة المنوفية. المحافظة التى كان ينطبق عليها المثل «الصيت ولا الغنى. شهدت المنوفية ميلاد آلاف المشروعات الجديدة التى تدور كلها فى أفق التنمية المستدامة وتحسين مستويات المعيشة والخدمات وتحافظ على كرامة الإنسان. تضيق السطور وهى تقف عاجزة عن رصد ملحمة من العمل الوطنى الجاد جعلت من المنوفية محافظة من خارج الصندوق.