تغيُّر المناخ من القضايا التى أصبحت محور اهتمام معظم الدول لمواجهة آثاره السلبية على مختلف مجالات الحياة، خاصة القطاع الزراعي لما له من تداعيات خطيرة على المحاصيل وتهديدها بالتلف، وفى ظل نوبات الطقس الحار التى يشهدها هذا العام، يجب التطرق إلى مدى تأثير التغيرات المناخية على المحاصيل الزراعية، وكيف يمكن مواجهة هذه التغيرات بما يضمن سلامة المحاصيل. محمد فهيم رئيس مركز تغير المناخ بوزارة الزراعة، يوضح أن ظاهرة تغير المناخ من القضايا الخطيرة التى تواجه معظم دول العالم حالياً، خاصة الدول غير المعتادة على هذا النمط من المناخ أو المعتدلة مناخياً، وهناك دول منها تعرضت لمظاهر مناخية قوية مثل السيول والفيضانات وحرائق الغابات وموجات الحر الشديد التى تصل ل49 درجة مثلما الحال فى بعض المناطق الأوروبية. أما بالنسبة لمصر فنحن لم نصل لهذا التغيّر العنيف فى المناخ، لكن لدينا مظاهر خاصة بنا حديثة على الظروف المناخية، تتمثل فى تداخل فصول السنة، حيث لم تعد هناك معالم واضحة تفصل بين فصلى الربيع والصيف أو الخريف والشتاء، رغم أن هناك مواعيد فلكية خاصة ببدء كل فصل، لكن مع تغيّر المناخ أصبحت هذه المواعيد غير مرتبطة ببداية أو نهاية الفصول، وهذا يمثل مشكلة كبيرة بالنسبة للزراعة. ◄ التذبذبات الحرارية ويضيف أن هناك مظهرًا آخر من مظاهر المناخ أثر بدوره في الزراعة، وهو التذبذبات الحرارية الكبيرة فى درجات الحرارة، وهى عبارة عن الفارق الكبير فى درجات الحرارة الذى يحدث بين يوم وآخر، فما بين موجة شديدة الحرارة وانكسارها يمكن أن يحدث فرق 7 درجات. وفى الشتاء أيضًا تأتى موجة شديدة البرودة وتعقبها موجة دافئة بفارق 10 درجات، وهذا التفاوت فى درجات الحرارة عندما يحدث فى فترة حرجة لمحصول ما تحدث به مشكلة وقد يتعرض للتلف. ويشير فهيم إلى أن الفاكهة من أكثر المحاصيل التى تتأثر بالتقلبات الجوية، لأنها تزهر فى الربيع، والسبب هو أن الربيع فصل معتدل مناخيًا منذ القدم فى مصر، لكن عندما يصبح فصل الربيع غير مستقر مناخيًا فلا بُد من أخذ بعض الإجراءات المناخية المختلفة لمواكبة التغير. ◄ وسائل الحماية أما عن التدابير التي يجب اتخاذها للمحافظة على المحاصيل في ظل التغيرات المناخية والموجات الحارة، أوضح فهيم أن هناك العديد من الإجراءات والممارسات التي يجب تغييرها سواء من المؤسسات المعنية أو من المزارعين أنفسهم، وأهمها توطين ثقافة تغيُّر المناخ مع متخذى القرار أو المزارعين، وإعادة هيكلة الخريطة الزراعية تمامًا من حيث التراكيب المحصولية والخريطة الصنفية ومواعيد الزراعة والعمليات الزراعية والمواد الفعالة في المبيدات والأسمدة والمخصبات، وأن يكون القرار الزراعي معتمدًا على العلم والدراية وليس الخبرة فقط لأنها غير كافية وعاجزة تمامًا أمام تغيُّر المناخ. ◄ اقرأ أيضًا | الأزمة مؤقتة وستنتهي قريبًا| بسبب ارتفاع درجة حرارة الطقس.. «جنون في أسعار ◄ الإنذار المناخي فيما يوضح فضل عبدالحميد هاشم، المدير التنفيذي لمركز معلومات تغيُّر المناخ، أن البرد القارس والرياح الشديدة والموجات الحارة، كلها تقلبات جوية حادة تدخل تحت مسمى «التغيُّرات المناخية»، وإذا حدثت هذه التغيرات في وقت إزهار النباتات تسبب لها التلف مثلما حدث العام الماضي في محصول المانجو، وقد تسبّبت الرياح الشديدة المحمّلة بالأتربة فى تلف المحصول. ◄ الجهود الزراعية ويوضح أن وزارة الزراعة تواجه التغيرات المناخية من خلال وحدة خاصة يطلق عليها الإنذار المناخي المبكر، وهو نظام هام جدًا يرسل من خلاله تنبيهات للمزارعين قبل وقوع الحدث المناخى بفترة للاستعداد واتخاذ الاحتياطات المناسبة مع المحاصيل، بالإضافة إلى إرسالها توصيات زراعية تتضمن كيفية التعامل مع هذه النوبات المناخية المفاجئة. وأكد أن هناك دراسات وأبحاثا لمواجهة هذه الظاهرة، منها دراسة لمركز معلومات مجلس الوزراء عن تأثير التغيرات المناخية على الخضراوات والفاكهة، للحد من الأضرار وحجم الخسائر التى تختلف من محافظة لأخرى، وقد أشارت الدراسة إلى أن الضرر الذي يلحق بالمحاصيل يصل في المتوسط من 10 إلى 20%. من جانبه، أكد شاكر أبو المعاطي، رئيس قسم الأرصاد الجوية بوزارة الزراعة، أن هناك تأثيرًا واضحًا للتغيرات المناخية على الفاكهة والخضراوات هذا العام، وهو أمر لمسه المواطن من الأسعار بالأسواق.