تسلا تعتزم زيادة سعر سيارتها موديل 3 في أوروبا اعتبارا من الشهر المقبل    محافظ الغربية يتابع أعمال الرصف بمحيط عمارات الاوقاف بالعجيزي    مراكز مطروح تستعد لاستقبال المصطافين فى عيد الأضحى    متحدث الجيش السوداني يعلق على إعلان تشكيل حكومة مدنية بولاية جنوب دارفور    الأهلي يعلن غياب أكرم توفيق عن مواجهة فاركو    "صبحي" يشهد انطلاق "يوم الخير" استعدادا لعيد الأضحى المبارك    هل وصلت الحرارة بالمملكة إلى 72 درجة؟.. مدير البعثة الطبية المصرية يُوضح    لظروف أمنية.. إلغاء حفل عنبة وحمو بيكا وعمر كمال    آمال ماهر تشكر جمهور الكويت بعد حفلها: كانت ليلة رائعة    ثقافة القاهرة تقدم لقاءات توعوية وأدبية وأنشطة للأطفال بمبادرة ثقافتنا في إجازتنا    محافظ شمال سيناء يعتمد الخطة التنفيذية للسكان والتنمية    محي الدين: الأهلي للصرافة تعمل خلال إجازة عيد الأضحى    محافظ الجيزة يستقبل وفود الكنائس بالمحافظة للتهنئة بعيد الأضحى المبارك    اوس اوس يصل العرض الخاص لفيلم «عصابة الماكس»    من فضائل يوم عرفة.. تكفير الذنوب والتأكيد على الأخوة بين الناس    رئيس هيئة الدواء: دستور الأدوية الأمريكي يحدد معايير الرقابة ويضمن سلامة المرضى    "العدل الأوروبية" تغرّم المجر بسبب سياسات اللجوء    بمليار دولار وارتفاعه 250 مترًا.. معلومات عن برج «فوربس» المقترح بالعاصمة الإدارية    بعد لقائهما بيوم واحد.. وزير الخارجية السعودي يتلقى اتصالا من نظيره الإيراني    افتتاح عدد من الوحدات الحديثة بمستشفيات المنيا الجامعية    محافظ أسيوط يضع حجر أساس مدرسة المحبة بمدينة المعلمين    عيد الأضحى 2024 | أحكام الأضحية في 10 أسئلة    شواطئ ودور سينما، أبرز الأماكن فى الإسكندرية لقضاء إجازة عيد الأضحى    حظك اليوم وتوقعات الأبراج الجمعة 14-6-2024، السرطان والأسد والعذراء    يورو 2024.. نزلة برد تجتاح معسكر منتخب فرنسا    تخرج الدورة الأولى للمعينين بالهيئات القضائية من الأكاديمية العسكرية المصرية    الكويت: حبس مواطن ومقيمين احتياطا لاتهامهم بالقتل الخطأ فى حريق المنقف    رئيس صندوق التنمية الحضرية يتابع الموقف التنفيذي لمشروع "حدائق تلال الفسطاط"    وكيل الصحة بمطروح يتابع سير العمل بمستشفى مارينا وغرفة إدارة الأزمات والطوارئ    "المحطات النووية": تركيب مصيدة قلب المفاعل للوحدة الرابعة بالضبعة 19 نوفمبر    محاولة اختطاف خطيبة مطرب المهرجانات مسلم.. والفنان يعلق " عملت إلى فيه المصيب ومشيته عشان راجل كبير "    فطار يوم عرفات.. محشي مشكل وبط وملوخية    نقل المصابين في مشاجرة عائلتي بكوم إمبو للمستشفى الجامعي وسط حراسة أمنية مشددة    نقيب الأشراف مهنئًا بالعيد: مناسبة لاستلهام معاني الوحدة والمحبة والسلام    انفجار مولد الكهرباء.. السيطرة على حريق نشب بمركز ترجمة بمدينة نصر    النيابة أمام محكمة «الطفلة ريتاج»: «الأم انتُزّعت من قلبها الرحمة»    في وقفة عرفات.. 5 نصائح ضرورية للصائمين الذاهبين للعمل في الطقس الحار    مجانًا.. فحص 1716 شخصًا خلال قافلة طبية بقرية حلوة بالمنيا    مدة غياب وسام أبو علي عن الأهلي بعد الإصابة الأخيرة    ضبط أحد الأشخاص بسوهاج لزعمه قدرته على تسريب امتحانات الشهادة الثانوية    ضبط نجار مسلح أطلق النار على زوجته بسبب الخلافات فى الدقهلية    آداب عين شمس تعلن نتائج الفصل الدراسي الثاني    قبول دفعة جديدة من المجندين بالقوات المسلحة مرحلة أكتوبر 2024    كندا تعلن عن تزويد أوكرانيا بصواريخ ومساعدات عسكرية أخرى    لبيك اللهم لبيك.. الصور الأولى لمخيمات عرفات استعدادا لاستقبال الجاج    حملة مرورية إستهدفت ضبط التوك توك المخالفة بمنطقة العجمى    «الإسكان»: تنفيذ إزالات فورية لمخالفات بناء وغلق أنشطة مخالفة بمدينة العبور    صعود جماعي لمؤشرات البورصة في مستهل تعاملات الخميس    دار الإفتاء توضح حكم صيام يوم عرفة    قيادي ب«مستقبل وطن»: جهود مصرية لا تتوقف لسرعة وقف الحرب بقطاع غزة    «معلومات الوزراء»: 73% من مستخدمي الخدمات الحكومية الإلكترونية راضون عنها    على خطى كرة القدم.. ريال مدريد بطلا لدوري السلة    حريق هائل في مصفاة نفط ببلدة الكوير جنوب غرب أربيل بالعراق | فيديو    عبد الوهاب: أخفيت حسني عبد ربه في الساحل الشمالي ومشهد «الكفن» أنهى الصفقة    مدرب بروكسيي: اتحاد الكرة تجاهل طلباتنا لأننا لسنا الأهلي أو الزمالك    ناقد رياضي ينتقد اتحاد الكرة بعد قرار تجميد عقوبة الشيبي    هشام عاشور: "درست الفن في منهاتن.. والمخرج طارق العريان أشاد بتمثيلي"    اتحاد الكرة يعلن حكام مباراتي بيراميدز وسموحة.. وفيوتشر أمام الجونة    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التغيرات المناخية تربك الخريطة الزراعية: هو فين الشتاء؟
نشر في المصري اليوم يوم 14 - 11 - 2023

تقلبات مناخية حادة تشهدها مصر خلال السنوات الأخيرة، ارتفاع درجة الحرارة في الشتاء وانخفاضها في الصيف، كذلك تأخر تساقط الأمطار في موعدها ونزولها في موعد آخر لم يحدث من قبل، وسط حيرة الجميع من هذه التغيرات المفاجئة، التي أربكت الخريطة الزراعية، إذ توقف عدد كبير من المزارعين عن زراعة المحاصيل الشتوية مثل القمح والشعير على الرغم من بدء الموسم، وذلك بسبب ارتفاع درجة الحرارة وتأخر سقوط الأمطار، وهو ما عرّضهم لخسارة مادية كبيرة.
بدأ موسم القمح في نوفمبر الجارى، وبينما استعد المزارعون بتجهيز الأرض والبذور، فوجئوا بتحذير من وزارة الزراعة بعدم البدء في الزراعة حاليًا، وطالبتهم بالانتظار حتى نهاية ظاهرة «النينو» المناخية الحالية، مؤكدة أن درجة الحرارة مازالت مرتفعة في عدد كبير من المحافظات خلال شهر نوفمبر الجارى، في الوقت الذي خرج فيه عدد كبير من المزارعين في محافظة مطروح لأداء صلاة الاستسقاء لنزول المطر لزراعة محصول الشعير، مؤكدين أن تأخر فصل الشتاء وعدم سقوط الأمطار منذ شهر أكتوبر الماضى تسبب في وقف زراعة الشعير حتى الآن.
المفاجأة التي فجرها الدكتور مجدى علام، مستشار برنامج المناخ العالمى، أن التغيرات المناخية واستمرار ظاهرة الاحتباس الحرارى وسخونة سطح الكرة الأرضية ستؤدى إلى اختفاء فصل الشتاء خلال السنوات المقبلة، وبالتالى سيعجز الفلاحون عن زراعة المحاصيل الشتوية، وهو ما سيؤثر على الأمن الغذائى تأثيرات خطيرة، وأعلن مركز البحوث الزراعية أنه في حالة اجتماع مستمر لمواجهة خطورة تأثير الاحتباس الحرارى على المحاصيل الزراعية خلال الفترة الحالية، ووضع خطة للحد من الخسائر التي يتعرض لها الفلاح بسبب تغير المناخ.
وبحسب دراسة لمنصة «جلوبال سيتيزن»، المعنية بقضايا المناخ، فإن 40%من إجمالى المحاصيل الغذائية مهددة بالانقراض بسبب ظاهرة التسخين العالمى في سطح الكرة الأرضية، وأكدت الدراسة أن التغيرات المناخية وما نتج عنها من فيضانات وحرائق وأعاصير وجفاف تضعف من نمو الغذاء العالمى، إذ تهدد هذه الظواهر محاصيل القمح والقطن والبن، وبالتالى سترتفع أسعارها عالميًّا.
التغيرات المناخية تربك الخريطة الزراعية
خسارة كبيرة للفلاحين.. وصلاة استسقاء في مطروح لنزول الأمطار
محصول الفول البلدى
خسائر كبيرة تعرض لها أهالى مطروح بسبب التغيرات المناخية، كشفها عبدالله الكوية، أحد المزارعين، قائلًا إن تأخر فصل الشتاء وعدم سقوط الأمطار خلال شهرى أكتوبر ونوفمبر هذا العام أدى إلى توقف زراعة الشعير، الذي كان موسمه يبدأ من أول أكتوبر حتى مايو من كل عام، خاصة أن الزراعة في محافظة مطروح تعتمد بنسبة 90% على الأمطار الشتوية و10% على الآبار والمياه الجوفية، بعكس المحافظات الأخرى.
وأكد «الكوية»، ل«المصرى اليوم»، أن المزارعين في مطروح ينتظرون سقوط الأمطار، وسيتم التجمع لأداء صلاة الاستسقاء لنزول الغيث ليتمكن الأهالى من زراعة الشعير، وهو المحصول الرئيسى الذي تعتمد عليه مطروح، موضحًا أنه في حالة عدم سقوط الأمطار خلال منتصف الشهر المقبل فلن يستطيعوا زراعة الشعير هذا العام، وبالتالى سيمتد تأثير التغيرات المناخية على الحياة بأكملها في مطروح وليس الزراعة فقط: «نحن نعتمد على الأمطار في حياتنا اليومية، والأمطار تسقط على البحر المتوسط، فتنمو النباتات، التي تتغذى عليها الأسماك، التي يقوم أهالى مطروح بصيدها».
وذكر مزارع مطروح أن التغيرات المناخية والاحتباس الحرارى غيّرت معالم الحياة في مطروح، فلأول مرة، تسقط الأمطار في شهرى إبريل ومايو، وتختفى في شهرى أكتوبر ونوفمبر، كما أن تأخر فصل الشتاء جعل الجميع في حالة قلق، بحسب تعبيره، خاصة أن المحصول الأساسى في مطروح الشعير، ثم القمح شتاءً من مياه الأمطار، والتين والزيتون صيفًا من الآبار والمياه الجوفية.
حسين أبو صدام
ومن مطروح إلى الصعيد، امتد تأثير التغيرات المناخية، وحسب محمود عبداللطيف، أحد مزارعى محافظة قنا، فإنهم تعرضوا لخسائر كبيرة من محصول الفول البلدى خلال الشهر الحالى بسبب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، التي وصلت إلى 40 درجة، وقال «عبداللطيف»، ل«المصرى اليوم»، إن محصول الفول يحتاج إلى طقس معتدل، يميل إلى البرودة، لهذا تتم زراعته كل عام أول أكتوبر، حيث تتراوح درجة الحرارة بين 18 و30 درجة، وقال: «الارتفاع الشديد في درجات الحرارة بمحافظة قنا خلال ال40 يومًا الماضية وتأخر فصل الشتاء تسبب في موت حبوب اللقاح في محصول الفول وتأخر الإخصاب والعقد، ما أثر بشكل كبير على إنتاج المحصول».
وليس الفول فقط، بل معظم الخضروات التي تُزرع في شهرى أكتوبر ونوفمبر تأثرت بالحر مثل الخس، بحسب «عبداللطيف»، مؤكدًا أنه تم تأجيل زراعة القمح حتى نهاية ديسمبر المقبل، بدلًا من زراعته في الوقت الحالى، وهو ما عرّض المزارعين لخسائر كبيرة.
وقال محمد خالد، أحمد المزارعين بمحافظة المنوفية، إن تأخر فصل الشتاء واستمرار ارتفاع درجات الحرارة خلق حالة من القلق عند الفلاحين، الذين كانوا يستعدون لزراعة القمح، موضحًا أن مساحات الأراضى جاهزة للزراعة، ولكن لم يتمكنوا من بدء الموسم وغرس البذور بسبب الحر، كما تسببت البرودة الشديدة أيضًا في تدمير محاصيل شتوية كثيرة مثل الخضروات (الطماطم والبطاطس والبطاطا) وأنواع كثيرة من الفاكهة مثل الموز والمانجو والقصب، وبحسب «خالد»، تعرض المزارعون لخسائر كبيرة في البطاطس بسبب نزول الصقيع واحتراق أوراق المحصول.
الاحتباس الحرارى تسبب في زيادة أعداد الآفات الحشرية التي هاجمت محاصيل الفلاح الأساسية، مثل القمح والذرة وفول الصويا وغيرها من المحاصيل، فتعرض لخسائر كبيرة، وهو ما أكده حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين، قائلًا إن التغيرات المناخية تسببت أيضًا هذا العام في قلة إنتاج محصول الطماطم، مضيفًا أن حشرة التربس والرطوبة وارتفاع درجات الحرارة أثرت بالسلب على عدد كبير من المحاصيل، كذلك تسبب مرض العفن الهبابى في ضعف إنتاج محصول المانجو هذا العام، كما أن زيادة حركة الرياح تسببت في سقوط أزهار المحاصيل قبل اكتمالها.
وأكد «صدام»، ل«المصرى اليوم»، أنه من المفترض أن يبدأ الفلاح أول نوفمبر الجارى زراعة القمح، إلا أن هناك تحذيرات من زراعته في الوقت الحالى بسبب ارتفاع درجات الحرارة لأن هذا المحصول يحتاج إلى برودة أثناء مراحل النمو الأولى، موضحًا أن التغيرات تسببت في حالة ارتباك عند المزارع وتعرضه للخسارة.
وكشف أن محصول العنب هذا العام تأثر بشكل كبير بارتفاع نسبة الملوحة في المياه الجوفية في محافظات الدلتا، كما لجأ البعض إلى زراعة التين الشوكى في المناطق الجافة، رافضين زراعة محاصيل أخرى خوفًا من تعرضهم لخسائر جديدة في ظل التقلبات الشديدة في المناخ.
وذكر نقيب الفلاحين أن الرياح الشديدة والمفاجئة في أوقات مختلفة أثرت بالسلب على محصول البطيخ والخيار هذا العام نظرًا لأن «عرش البطيخ والخيار» ضعيف جدًّا، ويتحرك مع الرياح، فتتساقط أزهار الثمار في مراحلها الأولى، وبالتالى انخفض المحصول، وارتفعت أسعاره في هذا الموسم، متابعًا أن محصول فول الصويا انخفض هذا العام، بعد انتشار أعداد كبيرة من الحشرات بسبب الحر في هذا التوقيت مقارنة بالسنوات الماضية، كما تأثر محصول القطن، وتقلصت مساحته إلى 25 ألف فدان، مقارنة ب2 مليون فدان خلال السنوات الماضية.
وطالب «صدام» مسؤولى الدولة في عدة مجالات بإيجاد حلول للتغيرات المناخية، والاستقرار على أنواع معينة من المحاصيل تتناسب زراعتها مع التقلبات المناخية، منتقدًا لجنة الزراعة بمجلس النواب، وقال: «حاولنا الاتصال بهم أكثر من مرة لمساندة الفلاح في أزماته الأخيرة، وتم تجاهل استغاثات المزارعين».
خطة «البحوث الزراعية» لمواجهة الأزمة: تغيير مواعيد المحاصيل لإنقاذ الإنتاج
عادل عبد العظيم
16 معهدًا و10 معامل مركزية و23 إدارة تجارب تغطى المحافظات داخل المركز القومى للبحوث الزراعية، في حالة اجتماعات مستمرة لمواجهة خطورة تأثير التغيرات المناخية على المحاصيل الزراعية خلال الفترة الحالية، وهو ما أكده الدكتور عادل عبدالعظيم وكيل مركز البحوث الزراعية، مؤكدًا أن مصر من أولى دول العالم التي ناقشت خطر الاحتباس الحرارى وتغير المناخ ومواجهة سلبياته وذلك بمؤتمر المناخ العالمى العام الماضى في شرم الشيخ، وقامت بتنفيذ توصياته.
وقال عبدالعظيم ل«المصرى اليوم» إن الفترة الماضية شهدت تغيرات شديدة في المناخ، وتم رصد عدة تقلبات في الشهر الواحد وتصل أحيانا إلى اليوم الواحد، مما أثر سلبًا على الزراعة، ليس في مصر فقط إنما في معظم دول العالم، وتسبب في ضعف إنتاج محاصيل عديدة منها القمح والذرة والشعير، وهى المحاصيل الأهم في العالم بسبب تأخر فصل الشتاء واستمرار موجات الحر الشديد والجفاف خلال شهر نوفمبر الجارى.
وأكد وكيل «القومى للبحوث» أنهم لجأوا إلى استخدام أصناف البذور قصيرة العمر، لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة لتكون دورة محصول الذرة 150 يومًا بدلًا من 200 يوم، كما تم استخدام بذور لديها القدرة على مواجهة الحرارة والحشرات لتقليل استخدام المبيدات الحشرية، موضحًا أن التغيرات المناخية تظهر في ارتفاع درجة الحرارة والجفاف في شهرى سبتمبر وأكتوبر، بعد أن كانا شديدى البرودة في السنوات السابقة، كما أن الأمطار توقفت عن السقوط في هذين الشهرين، بعد أن كانت مستمرة على السواحل الشمالية؛ مما أثر على زراعة الشعير في تلك المناطق.
وأشار إلى أن التغيرات المناخية تسببت في سقوط الأمطار خلال شهرى إبريل ومايو لأول مرة، في الوقت الذي اختفت فيه الأمطار خلال شهر ديسمبر الماضى، مؤكدًا أن تلك التقلبات المناخية تسببت في انخفاض محصول الأرز والقطن والكرنب، وعلى الرغم من تأثر المحاصيل بالتقلبات المناخية إلى أن مصر ما زالت تحقق الاكتفاء الذاتى من الأرز والبصل والبطاطس و75% من السكر رغم التوسع في مزارع البنجر في الوجه البحرى والقصب في صعيد مصر، وذلك بعد وضع خطة لمواجهة الأزمات ومراجعة مواعيد زراعة المحاصيل في الوقت المناسب لضمان الحصول على أفضل إنتاجية من المحاصيل.
وحذر الدكتور محمد على فهيم، رئيس مركز معلومات التغيرات المناخية بوزارة الزراعة، الفلاحين من خطورة زراعة محصول القمح مبكرًا هذا الموسم، مطالبًا الفلاحين بالالتزام بكافة التعليمات حتى نهاية «النينو» المناخية الحالية، قائلًا إن الحرارة ما زالت مرتفعة خلال شهر نوفمبر، متوقعًا انكسارها في النصف الثانى من الشهر الحالى.
وأوضح رئيس مركز معلومات التغيرات المناخية، أهمية التوجه نحو تنفيذ أبحاث مشتركة لعدد من الجهات والمعاهد البحثية في مركز البحوث الزراعية والجامعات المصرية حتى تكون قياسات تأثير الظاهرة على مختلف المحاصيل دقيقة وتتوصل إلى نتائج حقيقية تخدم القطاع الزراعى.
ولفت «فهيم» إلى أن التغيرات المناخية يمكن أن نحولها إلى فرصة بدلا من أن تكون تحديا من خلال تدقيق نماذج تأثير التغيرات المناخية اعتمادا على نماذج محاكاة لارتفاع درجات الحرارة على كوكب الأرض.
غليان الكرة الأرضية يهدد الأمن الغذائى.. واختفاء الشتاء قريبًا
ظاهرة الاحتباس الحرارى تربك الخريطة الزراعية فى مصر
اختفى فصلا الربيع والخريف، وسينتهى أيضًا فصل الشتاء، وتنتهى معه جميع مقومات الحياة خلال ال25 سنة المقبلة، تلك هي الحقيقة التي كشفها الدكتور مجدى علام، مستشار برنامج المناخ العالمى، مؤكدًا أن فصل الشتاء كان يبدأ في نهاية شهر سبتمبر، أما الآن فحتى شهر نوفمبر تقترب درجات الحرارة من 40 في بعض الأماكن.
وأضاف «علام»، ل«المصرى اليوم»، أنه خلال السنوات المقبلة سيتقلص فصل الشتاء إلى شهر واحد فقط، وباقى السنة كلها ستكون صيفًا، وسيستمر الحال إلى أن ينتهى الشتاء في عام 2050 طبقًا للدراسات، وأرجع ذلك إلى ظاهرة التسخين العالمى في سطح الكرة الأرضية؛ والتى ترتبت عليها آثار خطيرة، منها ارتفاع شديد في درجات الحرارة، ما أثر بالسلب على الأمن الغذائى، وبدأت هذه المشكلة منذ العام الماضى، وتستمر شدتها خلال السنوات المقبلة. وبدأت المشكلة، وفقًا ل«علام»، مع اندلاع الثورة الصناعية منذ سنوات طويلة باستخدام الفحم ثم البترول في عملية التصنيع، التي نتج عنها حجم احتراقات لم يحدث من قبل، وبمرور السنوات حدث غليان بالكرة الأرضية وصل إلى 9. في آخر قياس لسطح الكرة الأرضية، بعد أن أصبح الغلاف الجوى أشد سخونة بسبب حجم التلوث البيئى، الذي نتج عنه ما يسمى «الاحتباس الحرارى».
مجدى علام
وكشف مستشار برنامج المناخ العالمى أن الدراسات الأخيرة أكدت أنه مع استمرار حجم الاحتراقات وتلوث البيئة بالمعدل نفسه حتى عام 2050، من المتوقع أن تصل سخونة سطح الكرة الأرضية إلى 1.5%، وبالتالى لن يكون هناك فصل شتاء، ودرجة الحرارة ستكون مرتفعة طوال العام، وبالتالى ستختفى جميع أنواع المحاصيل الشتوية، وفى مقدمتها القمح والشعير والفول، وسيتأثر الأمن الغذائى، بالإضافة إلى حدوث خلل كبير في الطاقة وحركة الرياح وسقوط الأمطار.
استمرار الاحتباس الحرارى لن يؤثر فقط على غياب المحصول الشتوى، إنما على فقد كميات كبيرة من مياه نهر النيل نتيجة التبخر لشدة درجة الحرارة، بالإضافة إلى ذوبان الجليد، الذي يُعتبر مخزون مياه استراتيجيًّا، بحسب «علام»، الذي أكد أن استمرار الحبس الحرارى سيمتد تأثيره إلى الكائنات الحية، وسيختفى عدد كبير من الحيوانات والنباتات والثروة البحرية، وخلال الصيف الماضى عُثر على عدد من الحيتان جرفتها الأمواج إلى الشاطئ، بعد أن نفقت بسبب الموجة الحارة، التي أثرت على مصدر غذاء الحيتان الرمادية، بعد ذوبان الجليد البحرى في القطب الشمالى، كما أن هناك أكثر من 22 حيوانًا اختفت فجأة خلال السنوات الماضية، بالإضافة إلى أنواع نادرة من النباتات بسبب الاحتباس الحرارى.
التغيرات المناخية والارتفاع الشديد في درجات الحرارة تسببت الآن في ظهور فيروسات خطيرة تهاجم جسم الإنسان، وفقًا ل«علام»، وذلك بسبب اختفاء أنواع معينة من الميكروبات، التي كانت تتغذى على الفيروسات، وعندما اختفت بسبب الاحتباس الحرارى ظهرت الفيروسات بأشكال مختلفة، مطالبًا الجميع بالتكاتف والتوقف عن حرق المخلفات الزراعية، وعدم استخدام الفحم في الصناعة، والبحث عن طرق بديلة للبترول في المصانع، وذلك من خلال التوسع في استخدام الطاقة الشمسية، مع ضرورة الإكثار من زراعة الأشجار في الشوارع والميادين والتوسع في إنشاء الحدائق، التي تعمل على امتصاص ثانى أكسيد الكربون لتقليل خطورة الاحتباس الحرارى وما يترتب عليه عام 2050.
وكشفت الدكتورة منار غانم، عضو المكتب الإعلامى لهيئة الأرصاد الجوية، أنه بجانب الاحتباس الحرارى والتغيرات المناخية، اللذين يعانى منهما العالم خلال السنوات الأخيرة، سجلت درجات الحرارة ارتفاعًا هذا العام، ووصلت إلى أرقام قياسية بسبب ظاهرة «النينو»، التي أثرت على مصر ومعظم العالم. و«النينو» هو ظاهرة مناخية، تسببت في ارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة، ما أثر بالسلب على جميع مظاهر الحياة، وفى مقدمتها المحاصيل الزراعية، وهو ما جعل المصريين يشعرون بارتفاع درجات الحرارة في شهر نوفمبر. وأكدت، ل«المصرى اليوم»، أن هيئة الأرصاد الجوية تعمل على التنسيق مع جميع جهات الدولة، وفى مقدمتها وزارة الزراعة، لتوضيح حالة الطقس خلال الفترة المقبلة، وقالت إن «الأرصاد» ترسل توقعاتها بحالة الطقس من الجهات المعنية لمدة موسم كامل، ولكن يشوبها عدم الدقة بسبب طول الفترة والتغيرات الطارئة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.