تعطيل الدراسة أسبوعًا في 38 مدرسة بكفر الشيخ للاحتفال مولد إبراهيم الدسوقي (تفاصيل)    انخفاض سعر الذهب اليوم الجمعة 24-10-2025 عالميًا    أسعار الفراخ وكرتونة البيض في أسواق الشرقية الجمعة 24-10-2025    سعر الدولار الأمريكي مقابل بقية العملات الأجنبية اليوم الجمعة 24-10-2025 عالميًا    قاذفات «بي-1» الأمريكية الأسرع من الصوت تحلق قرب ساحل فنزويلا    مواعيد مباريات اليوم الجمعة 24-10-2025 والقنوات الناقلة    «مبحبش أشوف الكبير يستدرج للحتة دي».. شريف إكرامي يفاجئ مسؤولي الأهلي برسائل خاصة    «أجلوا سفركم» ..بيان عاجل بشأن حالة الطقس وتحذير من رؤية «ضبابية»    استمرت فعالياتها على مدار 11 يومًا .. مهرجان نقابة المهن التمثيلية يسدل الستار على دورة ال70 فائزًا    بعد «أقدم ممر فى التاريخ» و«موكب المومياوات».. مصر تستعد لإبهار العالم مجددًا بافتتاح المتحف المصرى الكبير    عمرو دياب يتألق في أجمل ليالي مهرجان الجونة.. والنجوم يغنون معه    الأمين العام لحركة الجهاد: ملتزمون بوقف الحرب.. وأشكر مصر على جهودها    استخراج جثة متوفي من داخل سيارة اشتعلت بها النيران بطريق السويس الصحراوى.. صور    خطة أمريكية جديدة لحل مؤسسة غزة الإنسانية المثيرة للجدل واقتراح البديل    الاتصالات: لم نطبق القانون بأثر رجعي بعد غلق 60 ألف هاتف معفى.. وأمهلنا أصحابها 90 يومًا    في أجواء روحانية، طوفان صوفي في الليلة الختامية لمولد أبو عمار بالغربية (فيديو)    مش عايزة أسرق طفولتها.. حنان مطاوع تروي تفاصيل واقعة ملاحقتها وابنتها للتصوير    المشهراوي: لا بد من إطلاق إعمار غزة سريعًا لتثبيت صمود الشعب    نوفمبر الحاسم في الضبعة النووية.. تركيب قلب المفاعل الأول يفتح باب مصر لعصر الطاقة النظيفة    أسماء المرشحين بالنظام الفردي عن دوائر محافظة بني سويف بانتخابات مجلس النواب 2025    مهرجان الموسيقى العربية ال33 يحتفي بأساطير الطرب.. ثروت وناجي يعيدان سحر حليم ووردة| صور    فتاة تتناول 40 حبة دواء للتخلص من حياتها بسبب فسخ خطوبتها بالسلام    النيابة العامة تنظم دورات تدريبية متخصصة لأعضاء نيابات الأسرة    تعرف على موعد بدء التوقيت الشتوي وموعد ضبط الساعة رسميًا    زيلينسكي: الاتحاد الأوروبي أكد أن المساعدات المالية لأوكرانيا ستستمر    دوي صفارات الإنذار في تجمعات سكنية قرب غزة.. وبيان عاجل من الجيش الإسرائيلي    في قبضة العدالة.. حبس 3 عاطلين بتهمة الاتجار بالسموم بالخصوص    نانيس أيمن تكتب: الهند لأول مرة بالعراق من خلال «رقصة النسيج» اللوحة الفنية الراقية والفوز المستحق    وكيل صحة الفيوم تفتتح أول قسم للعلاج الطبيعي بمركز يوسف الصديق    «بالأرز».. حيلة غريبة تخلصك من أي رائحة كريهة في البيت بسهولة    82.8 % صافي تعاملات المستثمرين المصريين بالبورصة خلال جلسة نهاية الأسبوع    الشناوي يكشف مكافأة لاعبي بيراميدز عن الفوز بدوري الأبطال    قطة: سأتولى رقابة ديمبيلي.. وسأمنح هذا الثنائي أفضل لاعب داخل القارة    التجربة المغربية الأولى.. زياش إلى الوداد    طريقة عمل صوابع زينب، تحلية مميزة لأسرتك    نصائح أسرية للتعامل مع الطفل مريض السكر    في ليلة طربية استثنائية.. ملك أحمد تبهر جمهور معكم بأداء مؤثر لأغنية الرضا والنور    طعن طليقته أمام ابنه.. ماذا حدث فى المنوفية؟.. "فيديو"    حكم قضائى بمحو السجل الجنائى لليوتيوبر أحمد أبو زيد بعد براءته من الاتجار فى النقد الأجنبى    رابط التقديم في اللوتري الأمريكي 2025 وخطوات التسجيل في قرعة الهجرة إلى أمريكا    فحص فيديو تعدى سائق نقل ذكى على فتاة فى التجمع    عاجل- مجموعة "كايرو ثري إيّه" تدعم وحدة زراعة الكبد في مستشفى الناس بمبلغ 50 مليون جنيه    بعد المشاركة في مظاهرة بروكسل.. أمن الانقلاب يعتقل شقيقا ثانيا لناشط مصري بالخارج    الأمين العام لمجلس الكنائس العالمي: وحدة الكنيسة ليست خيارًا بل طاعة لنداء المسيح    مجلس الوزراء اللبناني يقر اتفاق ترسيم الحدود البحرية مع قبرص    «محمد عبدالوهاب كان هيعملي أغاني».. فردوس عبدالحميد تروي بدايتها في الغناء (فيديو)    محمد كساب: ستاد المصري الجديد تحفة معمارية تليق ببورسعيد    نجم غزل المحلة السابق يشيد ب علاء عبدالعال: «أضاف قوة مميزة في الدوري»    ماكرون: العقوبات الأمريكية ضد روسيا تسير في الاتجاه الصحيح    لماذا لم تتم دعوة الفنان محمد سلام لمهرجان الجونة؟.. نجيب ساويرس يرد    راقب وزنك ونام كويس.. 7 نصائح لمرضى الغدة الدرقية للحفاظ على صحتهم    النيابة تكشف مفاجأة في قضية مرشح النواب بالفيوم: صدر بحقه حكم نهائي بالحبس 4 سنوات في واقعة مماثلة    إكرامي: سعداء في بيراميدز بما تحقق في 9 أشهر.. ويورشيتش لا يصطنع    ما الدعاء الذي يفكّ الكرب ويُزيل الهم؟.. أمين الفتوى يجيب أحد ذوي الهمم بلغة الإشارة    هل تأخير صلاة الفجر عن وقتها حرام؟| أمين الفتوى يجيب    الشيخ خالد الجندي: الطعن فى السنة النبوية طعن في وحي الله لنبيه    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الخميس 23-10-2025 في محافظة الأقصر    ما حكم بيع وشراء العملات والحسابات داخل الألعاب الإلكترونية؟ دار الإفتاء تجيب    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



التغيرات المناخية تربك الخريطة الزراعية: هو فين الشتاء؟
نشر في المصري اليوم يوم 14 - 11 - 2023

تقلبات مناخية حادة تشهدها مصر خلال السنوات الأخيرة، ارتفاع درجة الحرارة في الشتاء وانخفاضها في الصيف، كذلك تأخر تساقط الأمطار في موعدها ونزولها في موعد آخر لم يحدث من قبل، وسط حيرة الجميع من هذه التغيرات المفاجئة، التي أربكت الخريطة الزراعية، إذ توقف عدد كبير من المزارعين عن زراعة المحاصيل الشتوية مثل القمح والشعير على الرغم من بدء الموسم، وذلك بسبب ارتفاع درجة الحرارة وتأخر سقوط الأمطار، وهو ما عرّضهم لخسارة مادية كبيرة.
بدأ موسم القمح في نوفمبر الجارى، وبينما استعد المزارعون بتجهيز الأرض والبذور، فوجئوا بتحذير من وزارة الزراعة بعدم البدء في الزراعة حاليًا، وطالبتهم بالانتظار حتى نهاية ظاهرة «النينو» المناخية الحالية، مؤكدة أن درجة الحرارة مازالت مرتفعة في عدد كبير من المحافظات خلال شهر نوفمبر الجارى، في الوقت الذي خرج فيه عدد كبير من المزارعين في محافظة مطروح لأداء صلاة الاستسقاء لنزول المطر لزراعة محصول الشعير، مؤكدين أن تأخر فصل الشتاء وعدم سقوط الأمطار منذ شهر أكتوبر الماضى تسبب في وقف زراعة الشعير حتى الآن.
المفاجأة التي فجرها الدكتور مجدى علام، مستشار برنامج المناخ العالمى، أن التغيرات المناخية واستمرار ظاهرة الاحتباس الحرارى وسخونة سطح الكرة الأرضية ستؤدى إلى اختفاء فصل الشتاء خلال السنوات المقبلة، وبالتالى سيعجز الفلاحون عن زراعة المحاصيل الشتوية، وهو ما سيؤثر على الأمن الغذائى تأثيرات خطيرة، وأعلن مركز البحوث الزراعية أنه في حالة اجتماع مستمر لمواجهة خطورة تأثير الاحتباس الحرارى على المحاصيل الزراعية خلال الفترة الحالية، ووضع خطة للحد من الخسائر التي يتعرض لها الفلاح بسبب تغير المناخ.
وبحسب دراسة لمنصة «جلوبال سيتيزن»، المعنية بقضايا المناخ، فإن 40%من إجمالى المحاصيل الغذائية مهددة بالانقراض بسبب ظاهرة التسخين العالمى في سطح الكرة الأرضية، وأكدت الدراسة أن التغيرات المناخية وما نتج عنها من فيضانات وحرائق وأعاصير وجفاف تضعف من نمو الغذاء العالمى، إذ تهدد هذه الظواهر محاصيل القمح والقطن والبن، وبالتالى سترتفع أسعارها عالميًّا.
التغيرات المناخية تربك الخريطة الزراعية
خسارة كبيرة للفلاحين.. وصلاة استسقاء في مطروح لنزول الأمطار
محصول الفول البلدى
خسائر كبيرة تعرض لها أهالى مطروح بسبب التغيرات المناخية، كشفها عبدالله الكوية، أحد المزارعين، قائلًا إن تأخر فصل الشتاء وعدم سقوط الأمطار خلال شهرى أكتوبر ونوفمبر هذا العام أدى إلى توقف زراعة الشعير، الذي كان موسمه يبدأ من أول أكتوبر حتى مايو من كل عام، خاصة أن الزراعة في محافظة مطروح تعتمد بنسبة 90% على الأمطار الشتوية و10% على الآبار والمياه الجوفية، بعكس المحافظات الأخرى.
وأكد «الكوية»، ل«المصرى اليوم»، أن المزارعين في مطروح ينتظرون سقوط الأمطار، وسيتم التجمع لأداء صلاة الاستسقاء لنزول الغيث ليتمكن الأهالى من زراعة الشعير، وهو المحصول الرئيسى الذي تعتمد عليه مطروح، موضحًا أنه في حالة عدم سقوط الأمطار خلال منتصف الشهر المقبل فلن يستطيعوا زراعة الشعير هذا العام، وبالتالى سيمتد تأثير التغيرات المناخية على الحياة بأكملها في مطروح وليس الزراعة فقط: «نحن نعتمد على الأمطار في حياتنا اليومية، والأمطار تسقط على البحر المتوسط، فتنمو النباتات، التي تتغذى عليها الأسماك، التي يقوم أهالى مطروح بصيدها».
وذكر مزارع مطروح أن التغيرات المناخية والاحتباس الحرارى غيّرت معالم الحياة في مطروح، فلأول مرة، تسقط الأمطار في شهرى إبريل ومايو، وتختفى في شهرى أكتوبر ونوفمبر، كما أن تأخر فصل الشتاء جعل الجميع في حالة قلق، بحسب تعبيره، خاصة أن المحصول الأساسى في مطروح الشعير، ثم القمح شتاءً من مياه الأمطار، والتين والزيتون صيفًا من الآبار والمياه الجوفية.
حسين أبو صدام
ومن مطروح إلى الصعيد، امتد تأثير التغيرات المناخية، وحسب محمود عبداللطيف، أحد مزارعى محافظة قنا، فإنهم تعرضوا لخسائر كبيرة من محصول الفول البلدى خلال الشهر الحالى بسبب الارتفاع الشديد في درجات الحرارة، التي وصلت إلى 40 درجة، وقال «عبداللطيف»، ل«المصرى اليوم»، إن محصول الفول يحتاج إلى طقس معتدل، يميل إلى البرودة، لهذا تتم زراعته كل عام أول أكتوبر، حيث تتراوح درجة الحرارة بين 18 و30 درجة، وقال: «الارتفاع الشديد في درجات الحرارة بمحافظة قنا خلال ال40 يومًا الماضية وتأخر فصل الشتاء تسبب في موت حبوب اللقاح في محصول الفول وتأخر الإخصاب والعقد، ما أثر بشكل كبير على إنتاج المحصول».
وليس الفول فقط، بل معظم الخضروات التي تُزرع في شهرى أكتوبر ونوفمبر تأثرت بالحر مثل الخس، بحسب «عبداللطيف»، مؤكدًا أنه تم تأجيل زراعة القمح حتى نهاية ديسمبر المقبل، بدلًا من زراعته في الوقت الحالى، وهو ما عرّض المزارعين لخسائر كبيرة.
وقال محمد خالد، أحمد المزارعين بمحافظة المنوفية، إن تأخر فصل الشتاء واستمرار ارتفاع درجات الحرارة خلق حالة من القلق عند الفلاحين، الذين كانوا يستعدون لزراعة القمح، موضحًا أن مساحات الأراضى جاهزة للزراعة، ولكن لم يتمكنوا من بدء الموسم وغرس البذور بسبب الحر، كما تسببت البرودة الشديدة أيضًا في تدمير محاصيل شتوية كثيرة مثل الخضروات (الطماطم والبطاطس والبطاطا) وأنواع كثيرة من الفاكهة مثل الموز والمانجو والقصب، وبحسب «خالد»، تعرض المزارعون لخسائر كبيرة في البطاطس بسبب نزول الصقيع واحتراق أوراق المحصول.
الاحتباس الحرارى تسبب في زيادة أعداد الآفات الحشرية التي هاجمت محاصيل الفلاح الأساسية، مثل القمح والذرة وفول الصويا وغيرها من المحاصيل، فتعرض لخسائر كبيرة، وهو ما أكده حسين أبوصدام، نقيب الفلاحين، قائلًا إن التغيرات المناخية تسببت أيضًا هذا العام في قلة إنتاج محصول الطماطم، مضيفًا أن حشرة التربس والرطوبة وارتفاع درجات الحرارة أثرت بالسلب على عدد كبير من المحاصيل، كذلك تسبب مرض العفن الهبابى في ضعف إنتاج محصول المانجو هذا العام، كما أن زيادة حركة الرياح تسببت في سقوط أزهار المحاصيل قبل اكتمالها.
وأكد «صدام»، ل«المصرى اليوم»، أنه من المفترض أن يبدأ الفلاح أول نوفمبر الجارى زراعة القمح، إلا أن هناك تحذيرات من زراعته في الوقت الحالى بسبب ارتفاع درجات الحرارة لأن هذا المحصول يحتاج إلى برودة أثناء مراحل النمو الأولى، موضحًا أن التغيرات تسببت في حالة ارتباك عند المزارع وتعرضه للخسارة.
وكشف أن محصول العنب هذا العام تأثر بشكل كبير بارتفاع نسبة الملوحة في المياه الجوفية في محافظات الدلتا، كما لجأ البعض إلى زراعة التين الشوكى في المناطق الجافة، رافضين زراعة محاصيل أخرى خوفًا من تعرضهم لخسائر جديدة في ظل التقلبات الشديدة في المناخ.
وذكر نقيب الفلاحين أن الرياح الشديدة والمفاجئة في أوقات مختلفة أثرت بالسلب على محصول البطيخ والخيار هذا العام نظرًا لأن «عرش البطيخ والخيار» ضعيف جدًّا، ويتحرك مع الرياح، فتتساقط أزهار الثمار في مراحلها الأولى، وبالتالى انخفض المحصول، وارتفعت أسعاره في هذا الموسم، متابعًا أن محصول فول الصويا انخفض هذا العام، بعد انتشار أعداد كبيرة من الحشرات بسبب الحر في هذا التوقيت مقارنة بالسنوات الماضية، كما تأثر محصول القطن، وتقلصت مساحته إلى 25 ألف فدان، مقارنة ب2 مليون فدان خلال السنوات الماضية.
وطالب «صدام» مسؤولى الدولة في عدة مجالات بإيجاد حلول للتغيرات المناخية، والاستقرار على أنواع معينة من المحاصيل تتناسب زراعتها مع التقلبات المناخية، منتقدًا لجنة الزراعة بمجلس النواب، وقال: «حاولنا الاتصال بهم أكثر من مرة لمساندة الفلاح في أزماته الأخيرة، وتم تجاهل استغاثات المزارعين».
خطة «البحوث الزراعية» لمواجهة الأزمة: تغيير مواعيد المحاصيل لإنقاذ الإنتاج
عادل عبد العظيم
16 معهدًا و10 معامل مركزية و23 إدارة تجارب تغطى المحافظات داخل المركز القومى للبحوث الزراعية، في حالة اجتماعات مستمرة لمواجهة خطورة تأثير التغيرات المناخية على المحاصيل الزراعية خلال الفترة الحالية، وهو ما أكده الدكتور عادل عبدالعظيم وكيل مركز البحوث الزراعية، مؤكدًا أن مصر من أولى دول العالم التي ناقشت خطر الاحتباس الحرارى وتغير المناخ ومواجهة سلبياته وذلك بمؤتمر المناخ العالمى العام الماضى في شرم الشيخ، وقامت بتنفيذ توصياته.
وقال عبدالعظيم ل«المصرى اليوم» إن الفترة الماضية شهدت تغيرات شديدة في المناخ، وتم رصد عدة تقلبات في الشهر الواحد وتصل أحيانا إلى اليوم الواحد، مما أثر سلبًا على الزراعة، ليس في مصر فقط إنما في معظم دول العالم، وتسبب في ضعف إنتاج محاصيل عديدة منها القمح والذرة والشعير، وهى المحاصيل الأهم في العالم بسبب تأخر فصل الشتاء واستمرار موجات الحر الشديد والجفاف خلال شهر نوفمبر الجارى.
وأكد وكيل «القومى للبحوث» أنهم لجأوا إلى استخدام أصناف البذور قصيرة العمر، لمواجهة ارتفاع درجات الحرارة لتكون دورة محصول الذرة 150 يومًا بدلًا من 200 يوم، كما تم استخدام بذور لديها القدرة على مواجهة الحرارة والحشرات لتقليل استخدام المبيدات الحشرية، موضحًا أن التغيرات المناخية تظهر في ارتفاع درجة الحرارة والجفاف في شهرى سبتمبر وأكتوبر، بعد أن كانا شديدى البرودة في السنوات السابقة، كما أن الأمطار توقفت عن السقوط في هذين الشهرين، بعد أن كانت مستمرة على السواحل الشمالية؛ مما أثر على زراعة الشعير في تلك المناطق.
وأشار إلى أن التغيرات المناخية تسببت في سقوط الأمطار خلال شهرى إبريل ومايو لأول مرة، في الوقت الذي اختفت فيه الأمطار خلال شهر ديسمبر الماضى، مؤكدًا أن تلك التقلبات المناخية تسببت في انخفاض محصول الأرز والقطن والكرنب، وعلى الرغم من تأثر المحاصيل بالتقلبات المناخية إلى أن مصر ما زالت تحقق الاكتفاء الذاتى من الأرز والبصل والبطاطس و75% من السكر رغم التوسع في مزارع البنجر في الوجه البحرى والقصب في صعيد مصر، وذلك بعد وضع خطة لمواجهة الأزمات ومراجعة مواعيد زراعة المحاصيل في الوقت المناسب لضمان الحصول على أفضل إنتاجية من المحاصيل.
وحذر الدكتور محمد على فهيم، رئيس مركز معلومات التغيرات المناخية بوزارة الزراعة، الفلاحين من خطورة زراعة محصول القمح مبكرًا هذا الموسم، مطالبًا الفلاحين بالالتزام بكافة التعليمات حتى نهاية «النينو» المناخية الحالية، قائلًا إن الحرارة ما زالت مرتفعة خلال شهر نوفمبر، متوقعًا انكسارها في النصف الثانى من الشهر الحالى.
وأوضح رئيس مركز معلومات التغيرات المناخية، أهمية التوجه نحو تنفيذ أبحاث مشتركة لعدد من الجهات والمعاهد البحثية في مركز البحوث الزراعية والجامعات المصرية حتى تكون قياسات تأثير الظاهرة على مختلف المحاصيل دقيقة وتتوصل إلى نتائج حقيقية تخدم القطاع الزراعى.
ولفت «فهيم» إلى أن التغيرات المناخية يمكن أن نحولها إلى فرصة بدلا من أن تكون تحديا من خلال تدقيق نماذج تأثير التغيرات المناخية اعتمادا على نماذج محاكاة لارتفاع درجات الحرارة على كوكب الأرض.
غليان الكرة الأرضية يهدد الأمن الغذائى.. واختفاء الشتاء قريبًا
ظاهرة الاحتباس الحرارى تربك الخريطة الزراعية فى مصر
اختفى فصلا الربيع والخريف، وسينتهى أيضًا فصل الشتاء، وتنتهى معه جميع مقومات الحياة خلال ال25 سنة المقبلة، تلك هي الحقيقة التي كشفها الدكتور مجدى علام، مستشار برنامج المناخ العالمى، مؤكدًا أن فصل الشتاء كان يبدأ في نهاية شهر سبتمبر، أما الآن فحتى شهر نوفمبر تقترب درجات الحرارة من 40 في بعض الأماكن.
وأضاف «علام»، ل«المصرى اليوم»، أنه خلال السنوات المقبلة سيتقلص فصل الشتاء إلى شهر واحد فقط، وباقى السنة كلها ستكون صيفًا، وسيستمر الحال إلى أن ينتهى الشتاء في عام 2050 طبقًا للدراسات، وأرجع ذلك إلى ظاهرة التسخين العالمى في سطح الكرة الأرضية؛ والتى ترتبت عليها آثار خطيرة، منها ارتفاع شديد في درجات الحرارة، ما أثر بالسلب على الأمن الغذائى، وبدأت هذه المشكلة منذ العام الماضى، وتستمر شدتها خلال السنوات المقبلة. وبدأت المشكلة، وفقًا ل«علام»، مع اندلاع الثورة الصناعية منذ سنوات طويلة باستخدام الفحم ثم البترول في عملية التصنيع، التي نتج عنها حجم احتراقات لم يحدث من قبل، وبمرور السنوات حدث غليان بالكرة الأرضية وصل إلى 9. في آخر قياس لسطح الكرة الأرضية، بعد أن أصبح الغلاف الجوى أشد سخونة بسبب حجم التلوث البيئى، الذي نتج عنه ما يسمى «الاحتباس الحرارى».
مجدى علام
وكشف مستشار برنامج المناخ العالمى أن الدراسات الأخيرة أكدت أنه مع استمرار حجم الاحتراقات وتلوث البيئة بالمعدل نفسه حتى عام 2050، من المتوقع أن تصل سخونة سطح الكرة الأرضية إلى 1.5%، وبالتالى لن يكون هناك فصل شتاء، ودرجة الحرارة ستكون مرتفعة طوال العام، وبالتالى ستختفى جميع أنواع المحاصيل الشتوية، وفى مقدمتها القمح والشعير والفول، وسيتأثر الأمن الغذائى، بالإضافة إلى حدوث خلل كبير في الطاقة وحركة الرياح وسقوط الأمطار.
استمرار الاحتباس الحرارى لن يؤثر فقط على غياب المحصول الشتوى، إنما على فقد كميات كبيرة من مياه نهر النيل نتيجة التبخر لشدة درجة الحرارة، بالإضافة إلى ذوبان الجليد، الذي يُعتبر مخزون مياه استراتيجيًّا، بحسب «علام»، الذي أكد أن استمرار الحبس الحرارى سيمتد تأثيره إلى الكائنات الحية، وسيختفى عدد كبير من الحيوانات والنباتات والثروة البحرية، وخلال الصيف الماضى عُثر على عدد من الحيتان جرفتها الأمواج إلى الشاطئ، بعد أن نفقت بسبب الموجة الحارة، التي أثرت على مصدر غذاء الحيتان الرمادية، بعد ذوبان الجليد البحرى في القطب الشمالى، كما أن هناك أكثر من 22 حيوانًا اختفت فجأة خلال السنوات الماضية، بالإضافة إلى أنواع نادرة من النباتات بسبب الاحتباس الحرارى.
التغيرات المناخية والارتفاع الشديد في درجات الحرارة تسببت الآن في ظهور فيروسات خطيرة تهاجم جسم الإنسان، وفقًا ل«علام»، وذلك بسبب اختفاء أنواع معينة من الميكروبات، التي كانت تتغذى على الفيروسات، وعندما اختفت بسبب الاحتباس الحرارى ظهرت الفيروسات بأشكال مختلفة، مطالبًا الجميع بالتكاتف والتوقف عن حرق المخلفات الزراعية، وعدم استخدام الفحم في الصناعة، والبحث عن طرق بديلة للبترول في المصانع، وذلك من خلال التوسع في استخدام الطاقة الشمسية، مع ضرورة الإكثار من زراعة الأشجار في الشوارع والميادين والتوسع في إنشاء الحدائق، التي تعمل على امتصاص ثانى أكسيد الكربون لتقليل خطورة الاحتباس الحرارى وما يترتب عليه عام 2050.
وكشفت الدكتورة منار غانم، عضو المكتب الإعلامى لهيئة الأرصاد الجوية، أنه بجانب الاحتباس الحرارى والتغيرات المناخية، اللذين يعانى منهما العالم خلال السنوات الأخيرة، سجلت درجات الحرارة ارتفاعًا هذا العام، ووصلت إلى أرقام قياسية بسبب ظاهرة «النينو»، التي أثرت على مصر ومعظم العالم. و«النينو» هو ظاهرة مناخية، تسببت في ارتفاعات غير مسبوقة في درجات الحرارة، ما أثر بالسلب على جميع مظاهر الحياة، وفى مقدمتها المحاصيل الزراعية، وهو ما جعل المصريين يشعرون بارتفاع درجات الحرارة في شهر نوفمبر. وأكدت، ل«المصرى اليوم»، أن هيئة الأرصاد الجوية تعمل على التنسيق مع جميع جهات الدولة، وفى مقدمتها وزارة الزراعة، لتوضيح حالة الطقس خلال الفترة المقبلة، وقالت إن «الأرصاد» ترسل توقعاتها بحالة الطقس من الجهات المعنية لمدة موسم كامل، ولكن يشوبها عدم الدقة بسبب طول الفترة والتغيرات الطارئة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.