تشهد أسعار العديد من الخضراوات ارتفاعًا ملحوظًا فى الآونة الأخيرة، حيث يتراوح كيلو الطماطم على سبيل المثال بين 30 و35 جنيهًا، فيما سجلت البطاطس 25 جنيهًا، وانسحبت موجة «الجنون» تلك على العديد من أصناف الخضر، في وقت فسر مستأجرو الأراضي الزراعية هذه الزيادة بارتفاع أسعار إيجارات الأراضي، فيما زف رئيس شعبة الخضراوات بالغرفة التجارية بشرى للمواطنين، بتأكيده أن هذه الأزمة مؤقتة وستنتهي بزوال السبب قريبًا، وهو ارتفاع درجة حرارة الطقس التي أثرت سلبًا فى إنتاجية محاصيل عِدة. ◄ المستأجرون الزراعيون: ارتفاع إيجارات الأراضى هو السبب ◄ رئيس الشعبة: يجب العمل على «التصنيع الزراعي» العديد من ربات البيوت عبّرن عن دهشتهن من ارتفاع أسعار الكثير من الخضراوات فى الآونة الأخيرة، وقالت إحداهن وتُدعى أسماء فرج، إنها تدرك جيدًا أن محصول الطماطم يصيبه «جنون الأسعار» فى فترة معينة من السنة، لكن المشكلة طالت معظم الخضراوات، بما فى ذلك «الخضرة» كالبقدونس والشبت والجرجير والكسبرة، حيث أصبحت الربطة نحيلة ومكونة من عودين أو ثلاثة أعواد فقط، وتُباع ب10 جنيهات. ويتفق مع «أسماء» نساءٌ أخريات تحدثت إليهن «آخرساعة» داخل أحد أسواق الخضر الشعبية، من دون أن يجدن مبررًا منطقيًا لارتفاع الأسعار الذى طال أنواعًا عدة من الخضراوات، ما يجعل صنع وجبات يومية لأسرهن أمرًا مكلفًا ويتسبب فى تآكل ميزانية المنزل سريعًا. ◄ العروة الجديدة أما فى أسواق الجملة فإن الوضع مختلفٌ إلى حد كبير، وفى إحداها وتحديدًا فى سوق الجملة بمنطقة أكتوبر التقينا بائعًا يُدعى مجدى سالم، الذى بدوره أكد أن ارتفاع أسعار الخضراوات لن يستمر طويلًا، فعلى حد قوله: «بمجرد أن يتم جنى المحصول فى العروة الجديدة ويتحسّن الجو ستتراجع الأسعار، وستتوافر الأصناف الناقصة فى الأسواق، والتى قلت نسبتها المعروضة بسبب سوء الأحوال الجوية ما أدى لتلف محاصيل كثيرة أهمها الطماطم. ولا يختلف فى رأيه كثيرًا عبدالقادر فرغلي، أحد تجار السوق، إذ توقع تراجع أسعار العديد من الخضراوات فى الفترة المقبلة، خصوصًا الطماطم، مع جنى العروة الجديدة لمحصولها، لافتًا إلى أن السوق تقدّم خدمة لمحدودى الدخل، فعلى سبيل المثال كيلو الطماطم فى أسواق التجزئة يصل ل30 جنيهًا، بينما يمكن شراؤه من داخل سوق الجملة ب15 جنيهًا، وكيلو البطاطس الذى وصل فى بعض المناطق ل25 جنيهًا يُباع لدينا فى سوق الجملة ب15 أو 17 جنيهًا، والخيار أيضًا ب15 بدلًا من 25 بالأسواق الخارجية. ◄ اقرأ أيضًا | نقيب الفلاحين يكشف سر ارتفاع أسعار البطاطس والطماطم ◄ إيجارات الأراضي أما مستأجرو الأراضي الزراعية فلديهم تفسير آخر لارتفاع أسعار الخضراوات، ومن بينهم عبدالرحمن صيام، الذى قال إن السبب الحقيقى لجنون أسعار الخضراوات هو ارتفاع سعر إيجارات الأراضي، فقد وصل سعر تأجير الفدان إلى 35 و50 ألف جنيه في السنة، بالإضافة إلى ارتفاع أسعار التقاوي، فشيكارة الكيماوى ارتفعت ل250 جنيهًا، بخلاف أن إيجار ماكينة الرى فى اليوم الواحد ب1030 جنيهًا، وأخيرًا تأتى تكلفة أجرة العمّال لجمع المحصول وتكلفة نقل الخضار التى تضاعفت بسبب ارتفاع سعر البنزين، وكل هذه العوامل نتج عنها زيادة أسعار الخضراوات بالأسواق. ويطالب صيام بضرورة تدخل الحكومة وأجهزة الدولة المعنية من أجل التصدى لظاهرة ارتفاع أسعار الإيجارات، وتحديد أسعار إيجار الأراضى الزراعية مع الملاك، وحل مشاكل الكيماوى والتقاوى للمزارعين فورًا للسيطرة على السوق. ◄ الحر أتلف المحاصيل من جانبه، يعلّق رئيس شعبة الخضراوات والفاكهة بالغرفة التجارية فى القاهرة، حاتم النجيب، قائلًا: إن ارتفاع الأسعار فى السوق، خصوصًا الطماطم هو نتاج شهر يونيو الماضي، فخلال ذلك الشهر شهدت البلاد ارتفاعًا غير مسبوق فى درجات الحرارة، وانعكس ذلك على المحصول، ما أدى إلى تلف كميات كبيرة منه مع زيادة الطلب عليه، ونفس الأمر حدث أيضًا مع «الخُضرة»، وهى الظاهرة التى تشهدها السوق المصرية لأول مرة بهذا الشكل الواضح. ويؤكد النجيب أن هذه الأزمة مؤقتة وستنتهى بزوال السبب، مضيفًا: «نحن مقبلون على مواسم زراعية من شأنها أن تحدث اتزانًا فى أسعار السوق وستكون هناك زيادة فى الإنتاجية، ويجب أن تعمل الدولة على وجود ما يسمى ب(التصنيع الزراعي)، لحماية البلاد من الوقوع فى هذه المشكلة مرة أخرى، ويكون هناك منتج بديل يحافظ على استقرار السوق عندما تكون هناك قلة فى المعروض أو تلف فى بعض المحاصيل نتيجة حالة الطقس» .