بات اسم جدعون ساعر مطروحًا بقوة في الساعات الماضية لشغل منصب وزير الدفاع في إسرائيل بدلًا من يوآف جالانت، وذلك في خطوة تأتي في ظل استمرار الحرب الإسرائيلية على قطاع غزة والمتواصلة منذ السابع من أكتوبر من العام الماضي. وقالت قناة "كان" العبرية إن نتنياهو يستعد لإعلان إقالة جالانت في أقرب وقت، مضيفةً أن جدعون ساعر سيحل محله. وكشفت هيئة البث الإسرائيلية، أنه من المتوقع صدور الإعلان عن توسيع الحكومة خلال الساعات المقبلة، وسط توقعات بإقالة وزير الدفاع يوآف جالانت، وتعيين جدعون ساعر مكانه. من هو جدعون ساعر؟ وجدعون ساعر هو يميني متطرف، كان عضوًا سابقًا في حزب الليكود، الذي يتزعمه نتيناهو، لكنه انشق عنه في أواخر عام 2020، وأسس حزب يميني آخر لم يختلف في الرؤية عن حزب نتيناهو. وسبق أن شغل جدعون ساعر مناصب وزارية في حكومات نتنياهو في حقبته الثانية، حيث شغل منصبي وزير التربية والتعليم ووزير الداخلية، حتى عام 2014، حينما اعتزل الحياة السياسية، قبل أن يعود للمشهد مجددًا بعدها بخمس سنوات في مارس 2019. كان ذلك حينما وقف ساعر ندًّا لنتنياهو، أواخر ذلك العام، في انتخاباتٍ داخليةٍ لحزب "الليكود"، لكن الأخير تمكن من هزمه بسهولة، بحصوله على 71.5% من أصوات الناخبين من قواعد الحزب اليميني، مقابل 28.5% لجدعون ساعر آنذاك. انشقاق ساعر عن نتنياهو وانشق جدعون ساعر عن نتنياهو في ديسمبر عام 2020، وأعلن تشكيل حزب سياسي جديد سُمي "أمل جديد" لمنافسة حزب "الليكود"، الذي يتزعمه نتيناهو. وتبنى حزب "أمل جديد"، الذي أسسه جدعون ساعر الأيدلوجية السياسية اليمينية، مثله مثل حزب الليكود، لتكون هذه هي القاسم المشترك الوحيد بين الحزبين. وخاض جدعون ساعر وقتها انتخابات الكنيست، التي جرت في مارس 2021، منافسًا لحزب نتيناهو، لكنه أُصيب بخيبة أمل بعدما حصد حزبه 4 مقاعد فقط في الكنيست خلاف استطلاعات الرأي، التي كانت تعطيه مقاعد أكثر لحزبه في الكنيست. وانضوى جدعون ساعر في الائتلاف الحاكم، الذي جمع خصوم نتيناهو، وشكّل الحكومة الإسرائيلية بدءًا من يونيو 2021 برئاسة نفتالي بينيت وبالتناوب مع يائير لابيد، وتولى وقتها جدعون ساعر حقيبة القضاء، وصار وزيرًا للعدل في دولة الاحتلال. وبعد سقوط الحكومة بعامٍ واحدٍ والتوجه نحو انتخابات جديدة للكنيست، كانت أبرز تصريحات جدعون ساعر وقتها قوله إن الهدف من الانتخابات المقبلة هو "منع نتنياهو من العودة إلى السلطة". لكن أمنية جدعون ساعر لم تتحقق فنجح نتنياهو وحلفاؤه اليمينيون نجحوا في حصد أغلبية داخل الكنيست، وشكل نتيناهو حكومة جديدة عاد من خلالها للسلطة في إسرائيل. وبعد اندلاع الحرب الإسرائيلية في غزة، انضوى جدعون ساعر ضمن حكومة الطوارئ، التي تم تشكيلها، وجمعت خصوم نتيناهو، وعلى رأسهم بيني جانتس، زعيم حزب المعسكر الوطني المعارض، لكنه استقال لاحقًا من الحكومة ومجلس الحرب اعتراضًا منه على تهميش دوره داخل مجلس الحرب. والآن يسعى نتنياهو نحو إعادة جدعون ساعر، الذي انشق عنه، قبل نحو 4 سنوات، وجعله ينضوي تحت لوائه من أجل ترسيخ أركان حكمه المهتزة، والآيلة للسقوط في أي لحظة حال خروج أي حزب من الائتلاف الحاكم من الحكومة.