قالها الحبيب سيدنا محمد في رحلة الإسراء والمعراج، عندما سأله ربه: ماذا يطلب منه؟، لم يفكر فى نفسه أو فى أهله، وإنما قال: «يارب أمتى»، أى يرجو من الله أن يدخل كل أمته الجنة، حتى أقسم الله وأبره بقوله سبحانه وتعالي: «أنت تقول أمتى أمتى.. وأنا أقول رحمتى رحمتى». حتى عندما سألته أم المؤمنين عائشة أن يدعو لها، قال صلى الله عليه وسلم: «اللهم أغفر لعائشة ما تقدم لها من ذنب وما تأخر».. فضحكت من السعادة حتى سقط وجهها فى حجر سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم.. فقال لها: «يا عائشة إنها دعوتى لأمتى كل يوم»، كم أنت رحيم بنا ورحمة للعالمين يا رسول الله. حتى الطير والحيوان والجماد كنت رحمة لهم وليس للبشر فقط، كما دعوت فى بداية نشر الإسلام، ولم تستنكر على قومك الكفر، بل قلت: «اللهم اهدِ قومى فإنهم لا يعلمون». إنك الهادى البشير ونذير للبشرية حتى لا يلاقوا ما حدث مع أقوام الأنبياء الذين سبقوه، حيث قال نوح (رب لا تذر على الأرض من الكافرين ديارا).. ولا قوم موسى عليه السلام الذين عبدوا العجل بعد أن رأوا بأعينهم كيف نجوا مع سيدنا موسى من فرعون.. إنهم قوم بُهْت، فقتلوا أنفسهم بأنفسهم لكفرهم. قال سيدنا عيسى أيضاً: (إن تعذبهم فإنهم عبادك، وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم). كم أنت رءوف رحيم كما وصفك الله، فإنك صبرت على الكفار طوال عقدين ويزيد على عنادهم، حتى دخلوا الإسلام قبل وبعد فتح مكة، وسجلت قولتك الشهيرة فى قاموس الإنسانية الذى لم يعرفه بعض الطغاة حتى الآن: «اليوم يوم المرحمة»، رغم كل صنوف العذاب والمحاربة لدعوتك، وإخراجك من مكة، وقلت: «لا تثريب عليكم اليوم»، كما قال سيدنا يوسف، ثم أضاف: «فاذهبوا فأنتم الطلقاء». إذا كان الأمريكي مايكل هارت مؤلف كتاب: «العظماء مائة وأنت أعظمهم»: لو عاش لزماننا هذا، ورأى بأم عينيه العداء الإمبريالى للإنسانية، لعدّل عنوان كتابه إلى «للأخلاق والإنسانية عظيم اسمه سيدنا محمد» فقط.