عبد الهادي القصبي رئيسا للجنة حقوق الإنسان بمجلس الشيوخ    حزب التجمع بختار السيد عبد العال ممثلا للهيئة البرلمانية بالشيوخ    رئيس الوزراء يغير مسار جولته بالسويس ويتفقد مدرسة "محمد حافظ" الابتدائية    مدير تعليم بورسعيد يتابع بدء المرحلة الثانية لبرنامج تطوير اللغة العربية بالمدارس    وزارة العمل: صندوق تمويل التدريب والتأهيل أنفق منذ تأسيسه حتى الآن 362 مليونًا و500 ألف جنيه    وزير المالية: «بنشتغل عند الناس.. وهدفنا تحسين حياتهم للأفضل»    رئيس الوزراء يستعرض الموقف التنفيذى لأبرز المشروعات والمبادرات بالسويس    محافظ أسوان: مهلة أخيرة لأصحاب طلبات التقنين لتوفيق أوضاعهم    خليل الحية: لن نعطي الاحتلال ذريعة لاستئناف الحرب    ترامب يوقع اتفاقية تجارية مع ماليزيا خلال جولة آسيوية    اكتمال تجارب صاروخ "بوريفيستنيك" النووي بعيد المدى.. الردع الروسي في ذروة الجاهزية    الهلال الأحمر المصري يدفع بأكثر من 400 شاحنة مساعدات إلى الأشقاء الفلسطينيين    الجامعة العربية تكرم المشاركين في مبادرة إسناد السودانيين المتأثرين بالحرب    البرازيل تنضم رسميًا لدعوى جنوب إفريقيا ضد إسرائيل أمام محكمة العدل الدولية ..والرئيس يهاجم مجلس الأم    في رحلة البحث عن مدرب .. اتحاد الكرة يستبعد عودة ميكالي لتدريب المنتخب الأولمبى    حوار استثنائي قبل أيام من انتخابات الأهلي، الخطيب يكشف مع لميس الحديدي كواليس اختيار قائمته (فيديو)    أموريم: ما حدث في أولد ترافورد بعد هدفنا الثالث أمام برايتون كان استثنائيا    كما انفرد في الجول ..الأهلي يتظلم من قرارات الحكم السنغالي ويطالب برفع إيقاف جراديشار    ماركا: جهاز برشلونة الفني يتحمل مسؤولية غياب رافينيا عن الكلاسيكو    قرار جديد ضد مالك شركة وآخرين نصبوا على مواطن بدعوى تسفيره للعمل    حصاد أمني خلال 24 ساعة.. ضبط قضايا تهريب وتنفيذ 302 حكم قضائي بالمنافذ    خاص| إجراءات قانونية ضد مدرسة خاصة استضافت مرشحة لعرض برنامجها الانتخابي في قنا    ضبط طرفي مشاجرة استخدموا أسلحة آلية في قرية بأسيوط    حلم فاروق حسني    «هابي بيرث داي» يكتب فصلًا جديدًا في نجاح السينما المصرية    محافظ الإسماعيلية ورئيس قصور الثقافة يفتتحان الدورة 25 لمهرجان الفنون الشعبية    مركز الازهر للفتوى :الاعتداء على كبير السن قولًا أو فعلًا يعد جريمة في ميزان الدين    وكيل صحة كفر الشيخ يناقش تعزيز خدمات تنظيم الأسرة بالمحافظة    استهدفت 425 مريضًا، تضامن الفيوم تنظم قافلة طبية لغير القادرين    محافظ المنوفية يقرر استبعاد مدير مستشفى سرس الليان وإحالة 84 عاملا للتحقيق    مشروبات تساعد على تهدئة الأعصاب وتقليل التوتر    "هيتجنن وينزل الملعب" | شوبير يكشف تطورات حالة إمام عاشور وموقفه من تدريبات الأهلي    أسعار الحديد والأسمنت اليوم الأحد 26 أكتوبر 2025    الاحتلال يعتقل 13 فلسطينيا من الضفة بينهم أسيران محرران    إجازة افتتاح المتحف المصري الكبير.. هل هي ليوم واحد أم ستصبح سنوية؟    عالمة مصريات فرنسية: المتحف المصري الكبير دعوة للعالم لاكتشاف ثراء الحضارة المصرية    ماذا على جدول ترامب فى جولته الآسيوية؟.. صفقات وسلام وتهدئة لحرب تجارية    عمرو الليثي: "يجب أن نتحلى بالصبر والرضا ونثق في حكمة الله وقدرته"    تعرف على مواقيت الصلاة بمطروح اليوم 26 اكتوبر وأذكار الصباح    محافظ جنوب سيناء يوجه بدعم أبناء المحافظة من أصحاب الإرادة وذوي الهمم    فيديو.. الأرصاد: طقس خريفي مستقر على مدار الأسبوع    مصرع طالبة سقطت من الطابق الثالث في مغاغة بالمنيا    الداخلية تكشف حقيقة منشور التوك توك المسروق في الإسماعيلية    رئيس جامعة المنيا: «وطن السلام» رسالة مصرية تؤكد دور الدولة في صناعة السلام    د. فتحي حسين يكتب: الكلمة.. مسؤولية تبني الأمم أو تهدمها    «التضامن»: الخطوط الساخنة استقبلت أكثر من 149 ألف اتصال ما بين استفسارات وطلبات وشكاوى خلال شهر سبتمبر    ب«79 قافلة طبية مجانية».. الشرقية تحصل على الأعلى تقييمًا بين محافظات الجمهورية    مراسم تتويج مصطفى عسل وهانيا الحمامي ببطولة أمريكا المفتوحة للاسكواش    مصر للتأمين تسدد 200 مليون جنيه دفعة أولى للمصرية للاتصالات    روزاليوسف.. قرن من الصحافة الحرة وصناعة الوعى    ضبط متعهد دقيق يجمع الدقيق البلدي المدعم داخل مخزن بكفر الزيات    موعد بدء شهر رمضان 2026 في مصر وأول أيام الصيام    أسعار الأسماك اليوم الأحد 26 أكتوبر في سوق العبور للجملة    بمشاركة 135 متدربًا.. انطلاق الأسبوع التدريبي ال12 بمركز سقارة| اليوم    صابر الرباعي يحيي ذكرى محمد رحيم بأغنية «وحشني جدًا» في ختام مهرجان الموسيقى العربية    مواقيت الصلوات الخمس في مطروح اليوم الأحد 26 أكتوبر 2025    محمد الغزاوى: أخدم الأهلى فى جميع المناصب ونمتلك أقوى لاعبى اسكواش بأفريقيا    بداية شهر من الصلابة.. حظ برج الدلو اليوم 26 أكتوبر    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



مولد أخلاقي في حياة الأمة
نشر في الأهرام المسائي يوم 08 - 12 - 2017

لم يعرف التاريخ معلما كملت حياته بأنبل دروس للإنسانية, غير سيدنا محمد( صلي الله عليه وسلم) بما اشتملت عليه أخلاقه من رحمة, وصبر, وعفو, وصدق, وإخلاص, ووفاء, وخلق كريم فاضل يعجز البشر عن إحصائه.
لقد جمع الله سبحانه وتعالي لرسولنا محمد( صلي الله عليه وسلم) مكارم الأخلاق البشرية, وتألقت روحه الطاهرة بعظيم الشمائل والخصال, وقد اصطفاه الله تعالي علي بني آدم, وختم به أنبياءه, فكانت حياته أنصع حياة عرفتها الإنسانية منذ نشأتها, ويكفيه صلي الله عليه وسلم) شرفا وفخرا أن الله سبحانه وتعالي قد شهد له بعظمة الأخلاق, فقال تعالي:( وإنك لعلي خلق عظيم)( القلم:4).
ومن عظيم الأخلاق التي تحلي بها الرسول( صلي الله عليه وسلم) خلق الرحمة, فلقد وهبه الله قلبا رحيما, يرق للضعيف, ويحنو علي المسكين, ويعطف علي الخلق أجمعين, فكانت الرحمة له سجية, فشملت الصغير والكبير, والقريب والبعيد, والمؤمن والكافر, فهو رحمة الله للعالمين:( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين)( الأنبياء:701), وهو( صلي الله عليه وسلم) رحمة ربانية مهداة لكل الخلق, وما سنته وسيرته وحياته كلها إلا مظاهر من رحمته( صلي الله عليه وسلم), بل من مظاهر رحمة الله تعالي بالخلق أن بعث هذا النبي الكريم, فقد جاء بمنهج شامل للحياة, كانت الرحمة من أهم ركائزه, ولقد علمنا( صلي الله عليه وسلم) بمواقفه العظيمة وتعامله مع الجميع كيف ننسج من الرحمة ثوبا نهديه إلي من حولنا, ليتحول العدو إلي حبيب بتلك اللمسة الحانية.
ومن رحمته( صلي الله عليه وسلم) أنه كان حريصا علي الناس شديد الخوف عليهم, يسعي بكل سبيل لرفع المشقة عنهم, يقول تعالي:( لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم)( التوبة:821) إنه من أنفسنا ومن أنفسنا شفوق بنا, حريص علينا يشق عليه عصياننا, رؤوف بنا يقف علي الصراط يقول: رب سلم سلم, ويطيل السجود والدعاء يدعو لأمته بالنجاة والسعادة يوم القيامة, يسجد تحت عرش الرحمن فلا يرفع رأسه حتي يقال له: يا محمد ارفع رأسك وقل يسمع لك وسل تعطه واشفع تشفع, فيقول يا رب أمتي أمتي.
وقد تعددت مظاهر التعبير عن الرحمة من جانب النبي( صلي الله عليه وسلم) تجاه أهل بيته, فتارة نراه في خدمة أهل بيته, وتارة نراه يداعبهم ويدخل السرور إلي قلوبهم, وتارة أخري نراه يتجاوز عن أخطائهم برحمة وحنو, وهكذا كانت إشارات الرحمة تنتشر في بيت النبوة, فتفيض عليه حنانا, ومن رحمته( صلي الله عليه وسلم) بالصغار اعتبر عدم تقبيلهم وإشباعهم بالحب والعطف قسوة ونزعا للرحمة, فعن عائشة( رضي الله عنها) قالت جاء أعرابي إلي النبي( صلي الله عليه وسلم) فقال: تقبلون الصبيان! فما نقبلهم فقال النبي( صلي الله عليه وسلم: أو أملك لك أن نزع الله من قلبك الرحمة) صحيح البخاري.
ولقد شملت رحمته( صلي الله عليه وسلم) الجاهل فكان يعلمه برفق ولا يعنفه علي تقصيره, ولا ينتقص من قدره, فهذا الأعرابي الذي بال في مسجده( صلي الله عليه وسلم) ثار الناس وهموا أن يفتكوا به لهذا الجرم الذي فعله, فماذا فعل النبي( صلي الله عليه وسلم)؟! قال: دعوه وأهريقوا علي بوله ذنوبا من ماء, أو سجلا من ماء فإنما بعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسرين( صحيح البخاري)
والعجب كل العجب أن نجد مظلة الرحمة النبوية تمتد لترفرف علي من ناصبوه العداء وحاربوه وفعلوا معه كل ما يستطيعون من الكيد والإيذاء, إن يوم الحديبية وحده يكفي دليلا علي عظمة رحمة النبي( صلي الله عليه وسلم), فها هو يقترب من مكة التي خرج منها مطرودا, وهو اليوم في موطن القوة يستطيع أن يفاجئ القوم ويفعل بهم ما يريد, لكنه يؤثر السلم ويقبل شروط أهل مكة التي لم يرض بها كثير من المسلمين في حينها, فقبلها حتي لا تراق قطرة دم, لقد كانت الرحمة في تفاصيل حياته كلها حتي في وقت الحروب التي دفع اليها دفعا, فها هو يدخل مكة بجيشه العظيم الذي أعجز أهل مكة أن يقاوموه مجرد مقاومة فيسمع سعد بن عبادة( رضي الله عنه) يقول مزهوا: اليوم يوم الملحمة, فيرد النبي( صلي الله عليه وسلم): بل اليوم يوم المرحمة ثم تأتي لحظة النصر فيقف أهل مكة جميعا أمامه خاضعين مستسلمين ينتظرون أي قضاء يقضي فيهم رسول الله( صلي الله عليه وسلم), فيقول لهم: ما ترون أني صانع بكم؟ قالوا: خيرا أخ كريم وابن أخ كريم قال: اذهبوا فأنتم الطلقاء,.
من علماء وزارة الأوقاف


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.