من الظواهر الثقافية المهمة في مصر، ظاهرة معارض الكتاب التي تعقد فى المحافظات، وهى خطى جيدة تسعى لتوصيل الكتاب إلى أبناء الأقاليم هربا من مركزية القاهرة التى تعد مخزن الكتاب العربى الأول فى مصر، ورغم انتشار معارض الكتاب فى عدد من المحافظات، فإن التجربة لا تزال تحتاج لدعم وحافز للاستمرار والانتشار، خصوصا أن معظم مدن الصعيد تعانى ندرة معارض الكتب مقارنة بالوجه البحري، ما يستدعى تضافر الجهود الرسمية مع القطاع الخاص لتوفير الكتاب فى زمن قائم على المعرفة وتواجه مصر فيه تحديات لن تستطيع التغلب عليها إلا بالمعرفة، ولا طريق للأخيرة إلا بالكتاب. ◄ الإسكندريةوالسويس ورأس البر استغلت إجازة الصيف لنشر المعرفة بطبيعة الحال، تحصد القاهرة نصيب الأسد من معارض الكتاب، ففضلا عن معرض القاهرة الدولي للكتاب، والذي يعقد بين شهري يناير وفبراير من كل عام، ويعتبر عميد معارض الكتاب في مصر والعالم العربي، تشهد العاصمة المصرية العديد من المعارض منها معرض مكتبة مصر العامة بالجيزة، كما يتم تنظيم معرض فيصل للكتاب خلال شهر رمضان، إلا أن أحدث مولود هو معرض العاصمة الأول للكتاب، الذي انطلقت دورته الأولى برعاية حزب حماة وطن في الفترة من 31 أغسطس الماضى حتى 6 سبتمبر الجارى، والذي اختيرت فيه دولة فلسطين كضيف شرف النسخة الأولى من المعرض، وكذلك تم اختيار الدكتور سمير سرحان، كشخصية المعرض. ◄ معرض السويس الاهتمام بالمعارض الإقليمية لا يسير على وتيرة واحدة، إذ تشهد مدن الوجه البحري والقناة اهتماما أكبر ومعارض أكثر، فمحافظة السويس شهدت الدورة الثانية لمعرض السويس للكتاب، في الفترة من 24 أغسطس إلى 2 سبتمبر، بمشاركة 51 ناشرا، وسط إقبال جماهيري كبير، بتنظيم الهيئة المصرية العامة للكتاب، وشهد المعرض الذي انطلقت أولى نسخه العام الماضي، عدة أنشطة وفعاليات زادت من حجم الحضور والمشاركة الجماهيرية، بالإضافة إلى الحرص على اقتناء إصدارات الهيئة المصرية للعامة والكتاب وغيرها من القطاعات التابعة لوزارة الثقافة، ودور النشر الخاصة، خاصة أن السويس تعاني من قلة المكتبات المتخصصة في بيع الكتب، كذلك توافد أطفال السويس للمشاركة في فعاليات نشاط الطفل، وتتنوع ما بين ورش رسم وتلوين، وورش طي الورق، وصناعة الأشكال المختلفة كالمراكب وغيرها. ◄ معرض بورسعيد الأمر ذاته الذي نجده في معرض بورسعيد للكتاب، الذي انطلقت دورته السابعة في يوليو الماضي، وبينما يعد معرض رأس البر للكتاب، من أهم المعارض الإقليمية، وأحد أهم المعارض الصيفية التي تنظمها الهيئة المصرية العامة للكتاب، إذ شهدت دورته الخامسة في الفترة 8 إلى 17 أغسطس الماضي، إقبالا كثيفا من أهالي محافظة دمياط والمصيفين، إذ يقام المعرض في مقر مكتبة مصر العامة بعزبة البرج. وإذا انتقلنا إلى محافظة البحيرة، وجدنا معرض دمنهور للكتاب، وكذلك عقد أول معرض للكتاب في مدينة شرم الشيخ العام الماضي. ◄ زخم في الإسكندرية أما الإسكندرية عروس البحر المتوسط، فتحظى بزخم في معارض الكتاب، والبداية مع معرض الإسكندرية للكتاب، الذي لم تنظم دورته لهذا العام وللمرة الثانية على التوالي، أما معرض مكتبة الإسكندرية الدولي للكتاب، فقد انطلقت دورته ال19، في الفترة من 15 إلى 28 يوليو الماضي، والتي تنظم برعاية مكتبة الإسكندرية بالتعاون مع الهيئة المصرية العامة للكتاب، واتحاد الناشرين المصريين، وهو معرض يجذب قطاعا واسعا من جمهور القراء خصوصا أنه يعقد في ذروة موسم الصيف وازدحام المدينة بالمصيفين، خاصة أن المعرض ضم في نسخته الجديدة حوالي 160 فعالية ثقافية، ومشاركة 77 ناشرا. ◄ اقرأ أيضًا | شروط اشتراك الناشرين في معرض القاهرة الدولي للكتاب 2025 ◄ الطريق إلى الصعيد في المقابل، لا تزال معارض الكتاب تسعى لتثبيت أقدامها في محافظات الصعيد، إذ أطلقت مكتبة مصر العامة النسخة الرابعة من معرض الكتاب في المنيا، في الفترة من 4 إلى 8 فبراير الماضي، ويقدم المعرض الكتب بأسعار مخفضة، وعلى الرغم من تنظيم الهيئة المصرية العامة للكتاب لمعرض قنا للكتاب العام الماضي، وما حققه من نجاح، إلا أنه لم يتم الإعلان عن تنظيم المعرض لهذا العام، بينما افتتحت الهيئة أول معرض للكتاب لها في جامعة الأزهر بمحافظة أسيوط، والذي عقد في الفترة من 27 فبراير إلى 6 مارس الماضيين. من جهتها، قالت الكاتبة الكبيرة فريدة النقاش، ل«آخرساعة»، إن معارض الكتاب في المحافظات لا بد أن تتوافر لمعالجة مشكلة قلة المكتبات التي تعرض الكتب في المحافظات خصوصا محافظات الصعيد، وأضافت: «أكيد نحتاج إلى مزيد من الدعم والانتشار لفكرة معارض الكتب لتكون في كل مدينة مصرية، خصوصا مدن الصعيد التي تعاني من التهميش وقلة المعارض مقارنة بالقاهرةوالإسكندرية ومدن الوجه البحري، ومن حق الناس في مدن الصعيد الاطلاع على الجديد من الكتب ويعرف بها بشكل مستمر». وشددت على أن معارض الكتاب تعتبر بمثابة حل جزئي وأن الحل يكمن في انتشار المكتبات بشكل دائم في مدن الأقاليم. بدوره قال الكاتب البورسعيدي أنور فتح الباب، ل «آخر ساعة»: «معارض الكتاب تخلق حراكا ثقافيا في الأقاليم، خاصة أننا لا نزال نعيش في مركزية العاصمة، وتوصيل خدمة الكتاب لأهل الأقاليم لا يزال ضعيفا، يعني للأسف طبعا كان ملحوظتي على المعرض الأخير في السويس، هو انخفاض الإقبال وضعف حركة الشراء، غالبا هذا مرتبط بالأزمة الاقتصادية، لكن الهيئة المصرية العامة الكتاب، تقوم للحقيقة بجهد لتوفير الكتاب لأبناء الأقاليم، لكنه جهد محدود يحتاج إلى تنسيق أكبر مع المحافظات، ومع هيئة قصور الثقافة، وهو ما يؤدي لضعف الدعاية لهذه المعارض، كذلك لا بد من مشاركة القطاع الخاص، وتقديم الحافز والتشجيع له لكي تشارك دور النشر الخاصة بقوة وكثافة ولا يقتصر حجم المشاركة على دور نشر هامشية في معارض الأقاليم». ◄ تفاصيل معرض القاهرة المعارض الإقليمية تستبق درة معارض الكتاب المصرية والعربية، معرض القاهرة الدولي للكتاب، والذي أعلنت وزارة الثقافة، أن دورته الجديدة ال 56، ستنطلق رسميا في 23 يناير المقبل، وأن مركز مصر للمعارض الدولية سيستضيف فعاليات المعرض كما جرت العادة في السنوات القليلة الماضية، على أن يفتح المعرض أبوابه للجمهور من اليوم التالي وحتى 5 فبراير المقبل، على أن تفتح أبواب المعرض من الساعة 10 صباحًا حتى الثامنة مساء، ما عدا يومي الخميس والجمعة، إذ يتم مد ساعات العمل حتى التاسعة مساء. ◄ شخص وشخصية واستقرت اللجنة الاستشارية العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، على اختيار شخصيتي المعرض للدورة المقبلة، إذ وقع الاختيار على اسم العالم والمفكر الراحل، الدكتور أحمد مستجير، ليكون شخصية المعرض في دورته المقبلة، كما وقع الاختيار على الكاتبة فاطمة المعدول، لتكون شخصية معرض كتاب الطفل في دورته الجديدة، وصرح الدكتور أحمد بهي الدين، رئيس الهيئة المصرية العامة للكتاب، بأن اختيار الشخصيتين جاء لدورهما البناء في الحياة الثقافية والعلمية، وما قدماه للإنسانية. من جهته، وجه الدكتور أحمد فؤاد هنو، وزير الثقافة، الشكر للجنة الاستشارية العليا لمعرض القاهرة الدولي للكتاب، على جهودها لاختيار هاتين الشخصيتين اللتين تستحقان التكريم والإشادة، لافتا إلى أن هذا الاختيار يأتي في إطار حرص وزارة الثقافة على تكريم الرواد والمبدعين الذين أسهموا بشكل كبير في إثراء الحركة الثقافية والعلمية في مصر، وتعريف الأجيال الجديدة بدورهم البارز، فمستجير، رائد الهندسة الوراثية في مصر والعالم العربي، فضلا عن إنتاجه الأدبي والشعري، يقدم إسهامات متفردة نظرت للعلم بعين الشاعر، والشعر بعقلية العالم، ليترك لنا إرثا غنيا في العلوم والأدب، كما وقع اختيار الكاتبة الكبيرة فاطمة المعدول، تقديرا لدورها الرائد في الاهتمام بقضايا الطفل، ورؤيتها السباقة لمشكلات ذوي الهمم.