يشكو جيش إسرائيل منذ شهور بأنه لم يعد يجد أهدافًا لقنابله وصواريخه. لقد دمر كل شيء حتى المدارس والمستشفيات ومقرات الأممالمتحدة ودور العبادة. ومع استمرار الجنون الإسرائيلى وإصرار مجرم الحرب نتنياهو على استمرار الإبادة الجماعية لشعب فلسطين.. لا يجد الجيش المقدام «!!» إلا خيام النازحين فى المناطق التى قالوا إنها «آمنة» لكى يوجه إليها صواريخه وقنابله كما فعل بالأمس فى منطقة «المواصى» فى «خان يونس» فى مذبحة راح ضحيتها «فى حصيلة مبدئية» أكثر من أربعين شهيدًا وستين مصابًا مع عشرات المفقودين الذين يجرى البحث عنهم تحت الأرض حيث اختفت الخيام بمن فيها من الأسر النازحة بفعل قوة القنابل أو الصواريخ التى استهدفتهم. الرسالة الإسرائيلية واضحة. وبعيدًا عن الأكاذيب الإسرائيلية المعتادة التى وصلت لحد ترديد نتنياهو نفسه أنه لم يسقط أى مدنى فى «رفح» منذ اجتياحها!! ودون توقف طويل أمام تاريخ ممتد من المذابح البشعة التى ارتكبها الإرهاب الصهيونى من قبل نشأة الدولة الصهيونية وحتى الآن، ومع التركيز فقط على ما يفعله الإرهاب اليهودى الآن.. فإن الرسالة واضحة كما هى كاشفة للانحطاط الذى وصلت إليه إسرائيل فى ممارساتها النازية، الرسالة باختصار هى أن المذابح مستمرة، والمستهدف هو كل فلسطينى على أرض فلسطين، والمطلوب أن يتهيأ الجميع لعودة الاحتلال إلى غزة، وأن يستعد كل فلسطينى لما يعرضه الإرهاب ليهودى عليه وهو الاختيار بين الموت أو التهجير!! الجنون الإسرائيلى بلغ مداه، والصمت الدولى على جرائمه يعنى استمرارها، والدعم «أو التواطؤ» الأمريكى أوصل الهوس الإسرائيلى إلى الاعتقاد الراسخ بأن الإرهاب اليهودى سيظل فوق القانون وخارج أى محاسبة «!!» دون إدراك بأن العالم يتغير، أو أن شعب فلسطين قد استوعب جيدًا درس النكبة وسيظل يقاوم على أرضه وينتصر، وأن القضية ليست «حماس» أو «فتح» بل شعب فلسطين الذى لن تتوقف مقاومته للاحتلال حتى تتحرر الأرض وتقوم الدولة ويرتفع علمها على القدس العربية. لم يعد أمام إسرائيل إلا المذابح، ولم يبق لها ما يمكن أن يخفى وجهها القبيح عن العالم كدولة مارقة تمارس الإبادة الجماعية والاحتلال العنصرى، ولم يبق أمام العالم إلا تفعيل الإرادة الدولية وفرض العقوبات الرادعة على دولة الإرهاب، قبل أن تفجر المنطقة كلها أو تقود العالم إلى حرب دينية يسعى لها الإرهاب اليهودى بكل قوته، ويعرف مخاطرها حتى الإسرائيليون أنفسهم!!