محمد جمال الزهيرى ازدادت التساؤلات حول مصير الحرب الجارية بين روسياوأوكرانيا منذ 24 فبراير 2022 أى ما يقرب من ثلاث سنوات، وإذا ما كان يتجه نحو التصعيد العسكرى الميدانى أو الاحتكام إلى صوت العقل وحقن الدماء واللجوء إلى المفاوضات لحسم الصراع الدائر والذى خلّف وراءه آلاف الضحايا. اقرأ أيضا: زيلينسكي: مقتل وإصابة 20 شخصًا في هجوم صاروخي شنته روسيا على أوكرانيا ومع احتدام الصراع وتوتر العلاقات على جميع الأصعدة بين البلدين، استهدفت روسيا الأسبوع الماضى مدينة لفيف غرب أوكرانيا والعاصمة كييف بضربات صاروخية وبطائرات مسيّرة الأسبوع الماضى مما أدى إلى مقتل وإصابة العشرات فى أعقاب سلسلة من الهجمات الروسية للأراضى الأوكرانية والتى أسفرت عن تدمير بنى تحتية للطاقة، نتج عنها أيضا العديد من الخسائر البشرية بالإضافة إلى انقطاع التيار الكهربائى فى العديد من المدن، كما تأثرت إمدادات المياه. وأدان الرئيس الأمريكى جو بايدن، بشدة «الهجوم المخزي» الذى شنّته روسيا بالصواريخ على مدن أوكرانية وتعهد بإمداد كييف بمزيد من «أنظمة الدفاع الجوى والقدرات التى يحتاجون إليها لحماية بلدهم»، كما نددت ألمانيا وبريطانيا أيضا بالهجمات الروسية الدموية على المدن الأوكرانية. وتباينت التصريحات والمعلومات من الجانبين الروسى والأوكرانى حول الوضع العسكرى على أرض الواقع حيث تؤكد كييف أن قواتها تحرز تقدماً غير مسبوق فى منطقة كورسك غرب روسيا، بينما تؤكد موسكو أن قواتها ناجحة فى دفع القوات الأوكرانية إلى التقهقر والانسحاب من بعض المواقع، فى الوقت الذى تستمر فيه الهجمات الروسية الشرسة على أراضى أوكرانيا. وخرج الرئيس الأوكرانى فولوديمير زيلينسكى ليؤكد فى تصريحات أن الحرب مع روسيا ستنتهى فى نهاية المطاف عبر المفاوضات والحوار، لكن كييف تسعى لتعزيز موقفها التفاوضى من خلال زيادة مكاسبها الميدانية خلال قمة تأمل فى عقدها هذا العام لدعم رؤيتها للسلام. ولم تتوقف تصريحات زيلينسكى عند هذا الحد بل أكد أن جيشه أجرى أخيراً اختباراً ناجحاً لأول صاروخ باليستى محلى الصنع ضمن مساعى كييف لتطوير صناعة الأسلحة الخاصة بها وتشجيع الإنتاج العسكرى محليا وتقليل الاعتماد على المساعدات العسكرية الغربية بينما رفض الإفصاح عن أى تفاصيل حول الصاروخ الجديد. فى المقابل، أكّد الرئيس الروسى فلاديمير بوتين أن الهجوم الأوكرانى على منطقة كورسك الحدودية «سيفشل فى نهاية الأمر» وأنه وجنوده «سيتولون أمر» الجنود الأوكرانيين المنخرطين فى الهجوم ووصفهم بأنهم «قطاع طرق» وشدد على أن العملية لن «توقف» تقدّم قواته فى شرق أوكرانيا كما أعلن بوتين أن بلاده منفتحة للحوار مع الغرب لكنها فى الوقت نفسه سترد بقسوة على أى خطوات» غير ودية». وأكد الكرملين أنه «لن يتفاوض» مع أوكرانيا فى الوقت الراهن، بسبب توغل الجيش الأوكرانى داخل منطقة كورسكوأن الرد الروسى على هذا الهجوم « آت لا محالة». أيضاً واصل الرئيس الروسى تحديه للعقوبات المفروضة عليه وعلى بلاده حيث قام الأسبوع الماضى بتحدى قرار «الجنائية الدولية» عبر زيارته لدولة منغوليا المجاورة والعضو فى محكمة الجنايات الدولية التى أصدرت العام الماضى مذكرة اعتقال ضده، ولقى حفاوة كبيرة خلال استقبال الرئيس المنغولى أوخناجين خورلسوخ له، وهو ما لقى استهجاناً ورفضاً شديداً من الدول الغربية والعديد من المنظمات الدولية. ونقلت صحيفة «واشنطن بوست» عن دبلوماسيين ومسئولين مطلعين أن أوكرانياوروسيا كانتا على وشك إرسال وفود إلى العاصمة القطرية الدوحة الشهر الحالي، للتفاوض على اتفاق تاريخى لوقف الهجمات بين الطرفين على البنيات التحتية الخاصة بالطاقة إلا أن هذه المحادثات غير المباشرة التى عملت الدوحة بشكل منفصل مع الوفدين الأوكرانى والروسى على الترتيب لإقامتها تعطّلت إثر التوغل المفاجئ لأوكرانيا فى منطقة كورسك غرب روسيا وفقا لما نقلته الصحيفة الأمريكية. وفى يونيو الماضى اشترط الرئيس الروسى فلاديمير بوتين لوقف غزوه الشامل قبل قمة للسلام أقيمت فى سويسرا من تنظيم كييف وحلفائها انسحاب الجيش الأوكرانى من جمهوريتى دونيتسك ولوجانسك الشعبيتين ومنطقتى خيرسون وزابوريجيا لبدء مفاوضات سلام تنهى الحرب المستمرة منذ فبراير 2022 كما أكد بوتين على ضرورة تخلى أوكرانيا عن مساعيها للانضمام إلى حلف شمال الأطلنطى. من جانبها اعتبرت كييف أن شروط الكرملين «منافية للمنطق»، ودعت إلى «التوقف عن التعامل مع اقتراحات روسيا بجدية» وشبه الرئيس الأوكرانى «الإنذار» الذى وجهه بوتين بأسلوب الزعيم النازى «هتلر»، وقال زيلينسكى على هامش قمة مجموعة السبع فى إيطاليا إن هذه «الرسائل الكاذبة» هى بمثابة إنذارات وأن هتلر قام بالأمر نفسه حينما قال «أعطونى جزءا من تشيكوسلوفاكيا وسنبقى حيث نحن». ودعت أول قمة دولية بشأن السلام فى أوكرانيا والتى عقدت بسويسرا واستمرت ليومين فى غياب روسيا، إلى «إشراك جميع أطراف» النزاع بهدف وقف العمليات الحربيةوأيدت غالبية كبرى من المشاركين المئة دعوة إلى تبادل الجنود الأسرى لدى الجانبين المتحاربين وإعادة الأطفال الأوكرانيين الذين نقلتهم موسكو من أوكرانيا. وجاء فى البيان الختامى للقمة: «نعتقد أن التوصل إلى السلام يتطلب مشاركة جميع الأطراف وحوارا بينها.. نؤكد مجدداً التزامنا مبادئ السيادة والاستقلال ووحدة أراضى كل الدول بما فيها أوكرانيا، ضمن حدودها المعترف بها دولياً».