بشهادة مؤشر القوة الناعمة العالمي الصادر عن شركة الاستشارات العالمية «براند فاينانس»، تصدرت مصر قائمة الدول الإفريقية ال10 ذات التأثير الأكبر من حيث القوة الناعمة في العالم للعام 2024، بما يعكس مكانتها المُميزة، وتأثيرها الإيجابى، وسمعتها الطيبة بين الدول، وهو ما يُعد حصادًا للدولة المصرية لجهود سنوات من الارتقاء بمجالات قوتها الناعمة، حيث سعت على مدار سنوات لتعزيز هذه القوة بالتزامن مع جهودها الإصلاحية المُتواصلة فى شتى المجالات. ويعتمد المؤشر على استطلاع رأى كل الدول الأعضاء في الأممالمتحدة البالغ عددها 193 بشأن تصنيفات الدول، ومدى تمتعها بالمقاييس المطلوبة حتى تُدرج على القائمة، وأوضح موقع «بيزنس إنسايدر أفريكا» المُتخصص فى التقارير الإفريقية، أن مصر حصلت على نتيجة 44.9 درجة على المؤشر الذى يقيس ثمانى ركائز أساسية من بينها، الأعمال والتجارة، والعلاقات الدولية، والتعليم والعلوم، والثقافة والتراث، والحوكمة، والإعلام والاتصالات، والمُستقبل المُستدام، والشعب والقيم، وجاءت جنوب إفريقيا فى المرتبة الثانية، إذ حصلت على 43.7 درجة، وتلتها المغرب بالمركز الثالث حيث نالت 40.6 درجة، ثم الجزائر التى حازت على 36.8 درجة، وتوسطت نيجيريا قائمة الدول العشرة بحصولها على 36.3 درجة على مؤشر القوة الناعمة، وتبعتها غانا ب35.1 درجة، وبعد ذلك تنزانيا ب34.7 درجة، وأعقبها السنغال ب34.6 درجة، وأخيرًا كينيا التى حصلت على 34.6 درجة. وتُعرف القوة الناعمة بأنها القدرة على الإقناع والتأثير فى بعض الأطراف حتى تتم الاستجابة لرغبات «الطرف - الدولة» التى تُمارس القوة الناعمة، ويُمكن الاستفادة من أدوات عديدة؛ منها الثقافة، والفنون، والرياضة، فضلًا عن الدبلوماسية، والمُساعدات الخارجية، ويضطلع بهذه الأدوات كل من مؤسسات الدولة، ومُنظمات المُجتمع المدنى، ووسائل الإعلام، إلى جانب إمكانية توظيف وسائل التواصل الاجتماعى أيضًا فى هذا الشأن. ◄ جهود «المتحدة» وقد لعب الإعلام المصري، وفى القلب منه الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية، دورًا كبيرًا فى صدارة القاهرة للقوة الناعمة على مُختلف الأصعدة، فقد نجحت فى أن تكون سفيرًا لمصر خارج الحدود، وتعبر بالثقافة المصرية خارج نطاق الإقليم، لتكون أداة من أدوات قوة مصر الناعمة، فعلى المستوى الإخبارى، نقلت الحقيقة كاملة خلال العدوان الإسرائيلى المتواصل على غزة، وأوفدت قوافل إعلامية فى إطار إطلاق الشركة قافلة إغاثية لدعم الأشقاء بغزة، تعزيزًا للدور المُجتمعى للشركة، بما يؤكد أن الفن المصرى ليس مُنفصلًا عن قضايا العرب جميعًا، وعلى رأسهم القضية الفلسطينية، وفى السودان، لعب الإعلام المصرى دورًا نزيهًا، ووقف على الحياد فى المعارك الدائرة، وأشادت القوات المسلحة السودانية بنزاهة الإعلام المصرى فى نقل أحداث بلاده. من جانبه، قال طارق سعدة، نقيب الإعلاميين، إن تصدر مصر قائمة أكثر 10 دول إفريقية ذات التأثير الأكبر من حيث القوة الناعمة فى العالم للعام الجارى، يؤكد دورها ومكانتها على المستوى العالمى، وإذا أطلنا النظر فى تاريخ الحضارة المصرية القديمة، سنجد أنها من أكثر الحضارات تأثيرًا وإعجازًا، إذ لا يزال تأثيرها باقيًا حتى اليوم، مُضيفًا أن وجود مصر فى التقارير العالمية الحديثة يؤكد مكانتها البارزة، ودورها المؤثر بمحيطها القارى والإقليمى والدولى، حيث إن القوة الناعمة المصرية، تشمل الجوانب الثقافية والفنية والرياضية، لطالما كانت عاملًا حاسمًا فى تعزيز صورة مصر عالميًا، وذلك من خلال إعلامها الذى يلعب دورًا محوريًا فى عكس هذا التأثير داخليًا وخارجيًا، لافتًا إلى أن ما تقوم به الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية يُعزز هذه القوة الناعمة، وبفضل جهود «المتحدة» عادت مصر لتبرز بقوة على الساحة، مُقدمةً صورتها الثقافية والفنية بشكل لائق على المستوى المحلى والعربى والدولى، إذ إن هذا الإنجاز تطلب جهودًا كبيرة من النواحى المالية والتنظيمية، لضمان استمرار تأثير القوة الناعمة المصرية بكل المجالات. ◄ مُتعددة الروافد السفير صلاح حليمة، مُساعد وزير الخارجية الأسبق، قال إن القوة الناعمة المصرية لها أهمية كبيرة للغاية فى تدعيم العلاقات بين البلاد، لاسيما على المستوى الشعبى، ومصر تمتلك أدواتها المُتعددة والحكيمة ومُتعددة الروافد فى هذا الشأن، مُضيفًا أن الانعقاد الدورى لمؤتمرات الشباب واحد من أهم أدوات القوة الناعمة المصرية، إذ كان لها أهمية كبيرة وتأثيرا إيجابيا وبناء، وكذلك أى زيارات أو تحركات من جانب وفود برلمانية بين مصر والدول الأخرى، إضافة إلى الجانب الفنى والثقافى، حيث نُلاحظ أهميته بشكل كبير، لاسيما فى داخل الدول الإفريقية. الدكتور محمد عبدالمجيد، نائب رئيس كتلة الحوار، قال إن تصدر مصر لقائمة أكثر 10 دول إفريقية ذات التأثير الأكبر من حيث القوة الناعمة، يُعد نتاجًا لكثير من الجهود من بينها دور الشركة المتحدة للخدمات الإعلامية فى إعادة التوازن الفعلى للمشهد الإعلامى المصرى والعربى والإقليمى من خلال محتوى هادف وتجسيد واقعى وتقويم الانحراف، وظهر ذلك من خلال قنواتها المُتعددة ومنها القنوات الإخبارية، بما لها من دور مُجتمعى مؤثر للغاية، مُضيفًا أنها تتناول الموضوعات والأحداث الجارية بصورة حرفية وبمُنتهى الشفافية، مما أسهم فى اطلاع المُشاهد على كافة القضايا بشكل موضوعى ومهنى.