بكل شغف جلسنا ننتظر عرض افتتاح الدورة ال31 لمهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي، بالمسرح الكبير لدار الأوبرا المصرية، "صدى جدار الصمت"، الذي كثيرا ما حدثنا عنه صناع المهرجان وأنه مفاجأة كبرى رغم أنه خلال الأيام الماضية ومنذ انعقاد المؤتمر الصحفي كان هناك هجوما كبيرا على المهرجان بسبب هذا العرض، ولكن قد كان ما وعد به د.سامح مهران رئيس المهرجان والقائمين عليه بأننا سنشاهد عرضا ممتعا للجميع، فكان عرضا مشرفا لافتتاح مهرجان دولي يشهده وفود من كل دول العالم المختلفة. لمدة 40 دقيقة، تناول العرض في لوحات تعبيرية فنية واستعراضية غاية في الإبداع والجمال، حملت رسائل إنسانية مؤثرة باستعراضات بارعة، ومؤثرات بصرية قوية، والديكور والسينوغرافيا، كانت جميعها أدوات ممتعة لسرد معاناة الشعب الفلسطيني اليومية في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي وبسبب "الجدار العازل" الذي يعزل الفلسطينيين عن أرضهم وعن العالم، ملخصا بشكل ممتع ما يمكن أن يقال عن القضية الفلسطينية، متناولا سقوط الشهداء والقصف وتدمير المنازل والتهجير، في مشاهد مزجت بين الدراما والرقص والغناء، مشاهد درامية غنائية مؤثرة اعتمد فيها د.وليد عوني بشكل أساسي على صوتين من أعظم الأصوات التي غنت للقدس والأقصى والقضية الفلسطينية هما كوكب الشرق "أم كلثوم" وقيثارة الغناء "فيروز"، وصلنا بهما لحالة من الاستمتاع والتأثر والبكاء وشعور قوي بنضات قلب مؤلمة، وختم العرض بمشهد نتمناه جميعا أن يحدث قريبا في الحقيقة وهو عودة القدس والأقصى لأهلة، بظهور "صلاح الدين الأيوبي" جديد يحرر الأقصى وينتصر للحق. الحقيقة أن، مهرجان القاهرة الدولي للمسرح التجريبي في دورته ال31 تناول القضية الفلسطينية بشكل كبير بداية من البوستر الرسمي وشعار المهرجان الذي حمل ألوان العلم الفلسطيني وغصن الزيتون للمصمم الفنان مصطفى عوض، وصولا إلى هذا العرض المبهر المشرف الممتع "صدى جدار الصمت" للمخرج الراقص الفنان د.وليد عونى، قدمه بفرقة الرقص الحديث التابعة لدار الأوبرا المصرية، والعرض هو باكوة إنتاج المهرجان التجريبي بالتعاون مع دار الأوبرا المصرية، شكرا د.سامح مهران رئيس المهرجان وشكرا لكل صناع المهرجان وصناع "صدى جدار الصمت".