ما بين حالتى التعاطف والصدمة يتابع الكثير حكاية «غول الغلابة»، البعض يرى أن من فعله «شهامة وجدعنة»، خاصة وأنه استطاع أن يسخر نجوميته عبر مواقع التواصل الاجتماعي في جمع التبرعات للفقراء أو المحتاجين فى دولة إقامته أو دول أخرى، وآخرون يرونه نصابًا من العيار الثقيل، قبل أيام قليلة، تصدر عنوان «غول الغلابة» محركات البحث وصفحات مواقع التواصل الاجتماعي بعد القبض عليه بدولة الكويت، وقرار ترحيله إلى مصر وإبعاده نهائيًا عن البلاد. والآن هل لا يزال من يظنه بريئًا يساعد الفقراء كما يدعي؟، كواليس الواقعة والقبض عليه نكشفها خلال السطور التالية. «غول الغلابة» شاب في منتصف العقد الثالث من العمر، صانع محتوى ومواطن من إحدى مدن الصعيد بجنوب مصر، سافر منذ سنوات قليلة للعمل بدولة الكويت، واشتهر بعد فترة على منصات السوشيال ميديا هناك باسم «غ.ا» كونه يقدم العديد من المساعدات لأفراد الجالية المصرية ليس فقط بل حظى بشهرة كبيرة في الدولة العربية التي يعمل بها، حيث يتابعه الآلاف من المتابعين حتى وصل عدد متابعينه مليون و200 ألف شخص تقريبًا، وبمجرد الدخول على صفحة «غ.ا»، تجد مجموعة من الفيديوهات والتي تهدف بشكل أساسي إلى جمع المساعدات للحالات الإنسانية، ليس داخل مصر فقط بل في الدولة التي يعمل بها، وكذلك بعض الفيديوهات التسويقية لبعض الجهات، كما ستجد العديد من المنشورات محتواها كالتالي، «فزعة لرجال «ا» وأولاد «ع» لبنت بلدكم، خليك مع «ا» هتكون كسبان على طول صرافة «ا»، سحب على 4 ملايين جنيه + تسليم جائزة قدرها 200 ألف جنيه من شركة «ا» للصرافة، فزعة من أهل الإنسانية لحالة إنسانية.. للتواصل مع الحالة الإنسانية، «خ» شارع 38 عمارة 104 ملحق رقم 16 – 65747710، حالة إنسانية تحتاج الدعم من كل شاب مصري حر من داخل دولة «ا» لو أنت من خارج دولة «ا» ادعم ب لايك أو شير»، كما يحرص دائمًا على نشر بعض صوره تجمعة بشخصيات مسؤولة داخل الدولة العربية التي يعمل بها، يظهر دائمًا في معظم فيديوهاته وهو يرتدي الجلباب المصري. القبض على الغول إلا أن بمرور فترة من الوقت اعلنت وزارة الدخلية بدولة الكويت القبض عليه بتهمة جمع التبرعات بطرق غير قانونية، كما تبين أن «ع» يقيم في الدولة العربية منذ فترة كبيرة وبشكل مخالف لقانون الإقامة والعمل. في الوقت ذاته طالبت وزارة الداخلية بالدولة التي يعمل بها «ع» المواطنين وأي شخص لديه مطالبات مالية أو عقود عمل مع «ع»، بمراجعة الإدارة العامة لمباحث شؤون الإقامة لإجراء تسوية مالية قبل إتمام إجراءات ترحيله إلى مصر، وتأتي هذه الدعوة في إطار محاولة لتسوية الأمور القانونية والمالية المتعلقة به قبل مغادرته الدولة، وحتى الآن لم يتم الكشف عن حجم العقود أو المطالبات المالية المتعلقة به الذي اشتهر داخل البلد منذ سنوات بنشاطه في مجال الإعلانات وجمع التبرعات، كما أنه اقتصرت تهم وزارة الداخلية له على جمع التبرعات دون إذن، والإقامة بشكل مخالف، دون توجيه أي اتهامات تتعلق بفساد مالي أو استغلال ونصب واحتيال على متابعيه. وفي الوقت نفسه ظهرت العديد من المنشورات عبر موقع «فيس بوك» داخل جروب وصفحة «أبناء الجالية المصرية في «ا»، الحديث عنه ودعمه فقال أحد الحسابات «غ.ا»، الله يسهل أمره ويعوضه خير، ان شاء الله هو رجل به خير وكان حابب يقدم الخير وما لنا دعوة بنيته، صحيح هو اخطأ لما خالف القانون لكن كان وراء الموضوع للأسف شخص بلغ عنه، وعلينا أن ننتظر نتائج التحقيقات التي سوف تتم سواء هناك في الدولة التي كان يقيم بها أو في مصر بعد ترحيله. ◄ اقرأ أيضا | 5000 جنيه دخل يومي.. مغامرة بوابة أخبار اليوم تكشف أسرار النصب عبر الرسائل التهمة القانونية بالتواصل مع إسلام محمد المحامي بدأ حديثه قائلاً: ليس ل»غول الغلابة» عقوبة هناك، لكنه خالف قانون العمل والاقامة فقط، وعليه سيتم ترحيله إلى مصر، أما إذا حاول هذا الشخص جمع التبرعات في مصر دون الحصول على ترخيص هنا سيتم معاقبته طبقًا لقانون الدولة المصرية، وإذا كانت طريقة جمع التبرعات شخصية أى فرد طبيعى هو من يجمع الأموال تكون جريمة نصب فعقوبة النصب في القانون المصري تختلف باختلاف أركان الجريمة، ولكل جريمة أركان وتختلف أركان كل جريمة عن الأخرى وبذلك نذكر الأركان المختلفة لجريمة النصب والشروع في النصب والعقوبة المقررة لهم في القانون المصري، فالركن المادي في جريمة النصب هو الركن الأول الذي يستلزم وقوع عقوبة النصب في القانون المصري ويشمل استعمال وسائل احتيالية وهنا اختلفت الآراء الفقهية في تسمية السلوك الإجرامي للنصب، إذ سماه بعضهم احتيالًا وسماه الآخرون تدليسًا، لذا فإن مبدأ التدليس أو الكذب هو الأساس في هذه الجريمة ويفعله الجاني بهدف الحصول على المال كما نصت المادة 336 عقوبات ووضحت ذلك باستعمال طرق من شأنها إيهام الناس بوجود مشروع مخادع أو واقعة مزورة أو إحداث الأمل بهدف الحصول على ربح وهمي. ويتابع اسلام محمد المحامى؛ عقوبة النصب والشروع فيه إذ عرفت المادة 45 من قانون العقوبات الشروع بأنه البدء في تنفيذ أو قيام عمل بقصد ارتكاب جناية أو جنحة، إذا وفق أو خاب أثره لأسباب لا دخل لإرادة المتهم فيها، فيفترض المشرع الشروع في النصب إتيان المتهم فعلاً يعد بدءًا في إنجاز الجريمة، ثم يتخلف النتيجة الإجرامية لسبب خارج عن إرادته، فالشروع يتحقق بكل عمل يؤدي حالًا ومباشرة إلى ارتكاب الجريمة وقد عبر الشارع عن الشروع في النصف بقوله في عجز الفقرة الأولى من المادة 336 أما من شرع في النصب ولم يكمله فينص القانون على عقوبة النصب في القانون المصري وعقوبة الشروع في النصب في القانون المصري، إذ يعاقب المشرع على الشروع في جريمة النصب بالحبس مدة لا تتجاوز عام وفق المادة 336/2، ولم يفرق المشرع بين الشروع والجريمة الكاملة من حيث العقوبة التكميلية الجوازية، فيجوز وضع الجاني تحت مراقبة الشرطة لفترة لا تقل عن سنة ولا تزيد عن سنتين في حالة العود. شخصيه سيكوباتية ليستكمل الدكتور علي عبدالراضى استشاري العلاج والتأهيل النفسي قائلاً: الانسان كثير التفكير وهذا واقع البشر ولكن التفكير انواع وانماط مختلفة، فتجد البعض يفكر في نفع البشر وهم قليل والبعض لديه حب ذات ورغبة في الثراء السريع وأن يكون لديه من الاموال الكثير دوان مراقبة أو وضع حدود لذلك، فقط يجمع المال بكل الطرق حتى لو استخدم الدين أو حتى الظروف التي تمر الناس بها، فهذا الشخص نطلق عليه في علم النفس «الشخص المعادي للمجتمع الشخصية السيكوباتية» المضاد للمجتمع وهو يوهمك انه متسامح ولطيف وتنخدع فيه ويقنعك انه يسهم في عمل خيري، وانت تقدم له الاموال رغبة في العمل الخيري أو حتى الاستفادة منه وتكتشف انه نصاب وأن كل الممارسات والطريقة التي كان يتقرب بها هي عبارة عن خداع لك واستغلال لك دون أن تشعر، لكن بعد التطور التكنولوجي وخصوصًا في السوشيال ميديا كان الحظ لتلك الفئة أكثر ويكون الأمر اسهل لو يستطيع التحدث باسم الدين وقتها يستطيع اللعب على عواطف الناس والتأثير من المتبرعينخاصة مع انتشار صفحات جمع التبرعات الانسانية، وهنا يجب على المتبرع غير الواعي أن يعرف أن الصدقات لها جوهر وأن تتابع بنفسك العمل وتشعر بالمسؤولية في ذلك، وهنا نستطيع أن نقول عليهم عبارة «تسول المتمشيخة» وهي تجارة العمل خيري فهو نمط تسولي يرغمك على إخراج مالك باستخدام النصوص الدينية وإثارة عاطفتك، هذا النمط تجده في اعلانات ومنشورات تحت عناوين عديدة. ويتابع الدكتور على عبد الراضى؛ لو أمعنت النظر في حالة «المتمشيخ» قبل وبعد الإعلانات ستعرف أين تذهب أموالك، فنصيحتي للمواطنين انت في عيون النصابين فرصة لزيادة اموالهم، انت في نظره مجرد مبلغ من المال وعيك هو الذي يحميك تريد عمل الخير فيجب أن تبحث حولك فالاقربون اولى بالمعروف اعرف جيرانك وايه مشاكلهم وقتها ستعمل الخير في مكانه اتعب نفسك واذهب الى اي وحدة تضامن اجتماعي واعرف من يحتاج هناك، في أخصائيين عاملين بحوث للاكثر احتياجًا، وتذكر أن الاتجار باسم الدين بيبعد الناس عن الدين ويجعلهم يعممون فكرة أن كل متحدث باسم الدين هو نصاب ومخادع، وتذكر ان كثرة تعرضك لمثل ذلك من الاعلانات تجعل منك متابع لهم وذلك بسبب طريقة التقديم المتكررة التي تشعرك بالقلق فتخضع وتستجيب لا تسلم عواطفك لغيرك وخليك واعِ.