في خطوة استراتيجية تهدف إلى تعزيز فرصه في الانتخابات الرئاسية الأمريكية القادمة، قام الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب بإجراء تغييرات جوهرية في فريق حملته الانتخابية، إذ ان هذه التحركات تأتي في وقت تشير فيه استطلاعات الرأي إلى تنافس شديد بينه وبين نائبة الرئيس الحالي كامالا هاريس. بحسب ما تشير شبكة أن بي سي الأمريكية، كشف مديرا الحملة المشتركان، سوزي وايلز وكريس لاسيفيتا، عن إعادة تعيين كوري ليفاندوفسكي، الذي أدار حملة ترامب الناجحة عام 2016، للمساعدة في استعادة البيت الأبيض هذا العام. وأضاف البيان أن ليفاندوفسكي سينضم إليه كل من تايلور بودوويتش وأليكس فايفر وأليكس بروسويتز وتيم مورتو، الذين وصفهم وايلز ولاسيفيتا بأنهم "من المحاربين القدامى في حملات ترامب السابقة". وعلى الرغم من أنهما لم يحددا الأدوار الدقيقة لهؤلاء الموظفين في حملة هذا العام، إلا أن ترامب صرح للصحفيين يوم الخميس بأن ليفاندوفسكي سيكون "مبعوثًا شخصيًا أو سيعمل على مستوى ما". اقرأ أيضًا: قبل انتخابات أمريكا 2024| تأمين تحركات ترامب وهاريس بأعلى مستوى ليفاندوفسكي.. عودة مثيرة للجدل تجدر الإشارة إلى أن عودة ليفاندوفسكي إلى فريق ترامب تأتي محفوفة بالجدل، إذ تم فصله من حملة ترامب قبل انتخابات 2016 بوقت قصير، بعد مزاعم بتحرشه بمراسلة صحفية. وعندما تمت إعادته بعد أربع سنوات لقيادة لجنة لجمع التبرعات مؤيدة لترامب، تم فصله مرة أخرى في عام 2021 بسبب مزاعم منفصلة تتعلق بسوء السلوك الجنسي. وتشير أحدث استطلاعات الرأي إلى تنافس شديد بين ترامب وهاريس، حيث تتقدم هاريس بفارق ضئيل يقل عن 1% على الرئيس السابق، وفقًا للبيانات التي جمعها موقع RealClearPolitics. هذا التقارب في النتائج يأتي بعد أن كان ترامب يتقدم على الرئيس جو بايدن بفارق أربع نقاط في وقت سابق. استعدادات المناظرة في خطوة مفاجئة، أفادت صحيفة نيويورك تايمز يوم الجمعة أن ترامب قد استعان بمساعدة تولسي جابارد، النائبة السابقة في الكونجرس والديمقراطية السابقة، استعدادًا لمناظرته القادمة مع هاريس. جابارد، المعروفة بمعارضتها القوية لسياسة الحزب الديمقراطي الخارجية التدخلية، كانت قد لعبت دورًا حاسمًا في إنهاء حملة هاريس الرئاسية عام 2020 من خلال أداء قوي في إحدى المناظرات. ففي مواجهة عام 2019، انتقدت جابارد بشدة سجل هاريس كمدعية عامة لولاية كاليفورنيا، متهمة إياها بسجن الآلاف من مستخدمي الماريجوانا "ثم الضحك على ذلك"، واستخدام العمالة السجينة، وحجب أدلة كان من شأنها تبرئة رجال أبرياء محكوم عليهم بالإعدام. وقد أكدت كارولين ليفيت، المتحدثة باسم حملة ترامب، لقاء الرئيس السابق مع جابارد، مشيرة إلى أن ترامب "لا يحتاج إلى إعداد تقليدي للمناظرة ولكنه سيواصل الاجتماع مع مستشارين محترمين في مجال السياسات ومتواصلين فعالين مثل تولسي جابارد، التي نجحت في السيطرة على كامالا هاريس على منصة المناظرة". مزيج من العائلة والداعمين استعدادًا لاحتمال فوزه في نوفمبر، أعلن ترامب في بيان يوم الجمعة عن تشكيل فريق انتقالي بقيادة ليندا ماكماهون، التي ترأست إدارة الأعمال الصغيرة خلال فترة رئاسته الأولى، ورجل الأعمال هوارد لوتنيك، وكلاهما من كبار المتبرعين لحملة ترامب، وسينضم إليهما في الفريق الانتقالي نائب الرئيس المحتمل جي دي فانس وابنا ترامب البالغان، دونالد جونيور وإريك. تجدر الإشارة إلى أن الفرق الانتقالية عادة ما تساعد الفائزين في الانتخابات الرئاسية على تعيين موظفي إداراتهم، ويتم تسميتها عادة قبل عدة أشهر من يوم الانتخابات. تحديات وآفاق مع اقتراب موعد الانتخابات الرئاسية الأمريكية، يبدو أن ترامب يسعى جاهدًا لتعزيز فرصه في العودة إلى البيت الأبيض، إذ أن إعادة تشكيل فريق حملته بهذه الطريقة يشير إلى استراتيجية تجمع بين الخبرة السابقة والتكتيكات الجديدة. ومع ذلك، تبقى التحديات كبيرة أمام الرئيس السابق. فالمنافسة الشديدة مع كامالا هاريس، والجدل المحيط ببعض اختياراته لفريق الحملة، قد تؤثر على مسار السباق الانتخابي في الأشهر القادمة.