ليس غريبًا أن تحل ذكرى وفاة الشاعر الفلسطينى الكبير سميح القاسم فى شهر أغسطس وهو نفس الشهر الذى توفى فيه محمود درويش الذى طالما لقب كل منهما بنصف البرتقالة وجمعتهما صداقة كبيرة. ولد القاسم فى 11 مايو 1939 فى عائلة درزية بمدينة الزرقاء بالأردن وتعلم فى مدارس رامة والجليلية، وعاش جل عمره فى صفد بالأراضى المحتلة، حيث توفى فى 19 أغسطس 2014 متأثرا بمرض السرطان، وترك حوالى 73 كتابًا ما بين الشعر والنثر والرواية والمسرحية والدراسة والترجمة منذ قصائد مواكب الشمس عام 1958 إلى مجموعته الشعرية بغض النظر عام 2012، تاريخ كبير من النضال والإبداع حتى لقبه الناقد الراحل رجاء النقاش ب«شاعر الغضب الثورى»، فقد تناول شعره الكفاح والنضال الفلسطينى، كما أن للقاسم تاريخا نضاليا أثر على شعره حتى إنه عرف سجون الاحتلال كما وُضِعَ رهن الإقامة الجبرية والاعتقال المنزلى وطُرِدَ مِن عمله مرَّات عدّة بسبب نشاطه الشِّعرى.. اشتغل مُعلماً وعاملاً فى خليج حيفا وصحفياً، أسهَمَ فى تحرير «الغد» و«الاتحاد» ثم رَأسَ تحرير جريدة «هذا العالم» عام 1966. ثُمَّ عادَ للعمل مُحرراً أدبياً فى «الاتحاد» وأمينًا عامًا لتحرير «الجديد» ثمَّ رئيسًا تحريرها. وأسَّسَ منشورات «عربسك» فى حيفا، مع الكاتب عصام خورى سنة 1973، وأدارَ فيما بعد «المؤسسة الشعبية للفنون» فى حيفا. .وكان عضوًا فى الحزب الشيوعى قبل أن يتركه ليتفرغ للكتابة، فاحترف الشعر وكتب الرواية، ورأس اتحاد الكتاب العرب والاتحاد العام للكتاب العرب الفلسطينيين فى فلسطين منذ تأسيسهما. ورأس تحرير الفصلية الثقافية «إضاءات» التى أصدرها بالتعاون مع الكاتب د. نبيه القاسم.. وتُرجِمَ عددٌ كبير من قصائده إلى الإنجليزية والفرنسية والتركية والروسية والألمانية واليابانية والإسبانية واليونانية والإيطالية والتشيكية والفيتنامية والفارسية والعبرية واللغات الأخرى.