علا نافع - آية فؤاد فى كل صيف، يتحول اختيار الملابس المناسبة لقضاء يوم على الشاطئ إلى سجال حقيقى بين ثلاثة وجوه مختلفة: البكينى والبوركينى والنقاب، فبينما تتمتع بعض الفتيات بحرية ارتداء ما يريدن من ملابس صيفية مكشوفة، يواجه البعض الآخر تحديات التوفيق بين الالتزام الدينى والثقافى وراحة البال أثناء الأنشطة الصيفية. ومن ناحية أخرى، تكافح بعض السيدات المنتقبات مع مواجهة الحر الشديد والتحديات العملية للتعامل مع الزحام على الشواطئ.. ويسلط هذا التحقيق الضوء على هذه الجدلية السنوية، والتحديات التى تواجهها كل فئة من هؤلاء النساء، وكيف يمكن أن يستمتع الجميع بالحرية والراحة فى فصل الصيف. مع حلول كل موسم صيف تتجدد معركة بين الأهالى والفتيات حول المايوه المناسب لارتدائه على الشاطئ، حيث تختلف موضة كل عام وتتسابق مصممات الأزياء لابتكار أحدث الصيحات لتناسب كافة الأجسام والأوزان، فضلا عن ألوانه المختلفة التى تعكس بهجة الصيف وحيويته، حتى أن موضة الستينيات والسبعينيات عادت بقوة بدءًا من المايوه القطعة الواحدة حتى الشورت والكاش مايوه، ما يجعل الفتيات يتسابقن على شراء مايوه يمنحهن راحة ويواكب الموضة، ومؤخرا انتشر المايوه المحتشم أو االبوركينيب رغم معارضة الكثيرين له، لكنه أصبح الحل الأمثل للكثير من السيدات الراغبات فى الاستمتاع بالسباحة. مواكبة الموضة تحرص الفتيات فى مرحلة المراهقة وحتى بداية العشرينيات على مواكبة خطوط الموضة فى المايوهات فيعمدن إلى اختيار ألوان صارخة ولافتة لتبرز جمالهن وقوامهن الممشوق وهو ما قد يثير غضب الأبوين، إلا أن فئة أخرى ترى أن ارتداء المايوه مقتصر على فصل الصيف فقط فلا ضرورة لحظر ارتدائه، فيكفى الفتيات التمتع بالبحر، والأهم زيادة أعداد الشواطئ المخصصة للسيدات فقط وهو ما يساعد على ارتداء المايوه بكل حرية. تقول نور محمود (19 عامًا): أنتظر قدوم فصل الصيف بشوق وحرارة للانطلاق إلى البحر والتمتع بأمواجه العالية ومائه الممتع، وبالطبع فإنه لاطعم للبحر إلا باختيار مايوه يناسب خطوط الموضة العالمية سواء من حيث ألوانه المميزة أو تصميمه، وهو مايجعلنى أتعارك مع عائلتى لاعتقادهم بأنها تخالف معتقداتنا وتقاليدنا الشرقية لكن بعد محاولات شديدة أستطيع إقناعهم بأن إجازة الصيف ماهى إلا بضعة أيام فقط، مشيرة إلى أنه أصبحت هناك شواطئ مخصصة للسيدات، مما يشجعها على حرية ارتداء المايوه سواء أكان قطعة واحدة أو اثنتين. وترى نور أن موضة المايوهات فى الستينيات والسبعينيات كان لها بريق خاص وأشكال مختلفة فضلا عن نقوشها المميزة، فكان كل مايوه يعكس شخصية كل فتاة ويمنحها جاذبية لا تقاوم مقارنة بموضة المايوهات الآن المستمدة من الغرب وأغلبها بعيدة عن الثقافة المصرية. أما جميلة عبد القادر (54 عامًا)، فتقول: رغم الجدل المثار حول حق الفتاة فى ارتداء المايوه، فإن المايوهات الموجودة بسوق الأزياء المصرى محتشمة وتراعى تقاليدنا الشرقية مقارنة بمايوهات بعض الدول الأخرى وهو ما يجعلها لا تعارض ارتداء بناتها له، خاصة أنهن يكنّ تحت نظر العائلة. وتؤكد جميلة أن المراهقات هن الأكثر متابعة لخطوط موضة المايوهات وألوانه الجريئة خاصة التى ترتديها نجمات هوليوود وبطلات الدراما التركية، مشيرة إلى أن التصاميم المصرية تتفوق على كليهما وأصبح لها جمهور كبير فى الوطن العربى وبعض مؤثرين السوشيال ميديا والبلوجرز. تصاميم البوركينى منذ ظهور موضة البوركينى أو ما يسميه البعض االمايوه الشرعىب فى 2015، ساعد الكثير من السيدات على الاستمتاع بإجازة المصيف ونزول البحر بحرية وثقة، حيث تتفنن كل سيدة على اختيار موضته وشكله المناسب لطبيعة جسمها فضلا عن ألوانه المتعددة، ونظرًا لإقبال الكثيرات عليه أطلقت العديد من دور الأزياء العالمية تصاميم رائعة منه، بخلاف بعض مصممات الملابس اللاتى ابتكرن خطا لإنتاجه بالكامل بتصاميم ونقوش عصرية، وبالطبع فإن ذلك ساهم فى القضاء على النمط السلبى والصورة الذهنية الخاطئة عنه. تقول سلمى فرج: منذ ظهور البوركينى استطعت نزول البحر بحرية ودون الخوف من كشف جسدى، كما أنه مريح ولا يعوق السباحة لمسافات طويلة أيضا، والأهم أنه مع بداية كل صيف تخرج علينا مجموعة من تصاميمه الجديدة وألوانه المتداخلة الزاهية مما يجعلنا نتحرق شوقا لشرائه، مشيرة إلى أنها قبل ظهوره كانت مضطرة لارتداء بنطلون وتيشرت واسع وهو ما كان يعوق السباحة. أما رانيا محسن فتقول: البوركينى ساعدنى فى حل خلافاتى السنوية مع زوجى حيث كان يرفض نزولى البحر إلا بملابس ملائمة وبالطبع كنت أرفض ارتداء عباءة واسعة والنزول بها لإعاقتها حركة السباحة وامتصاصها كمية كبيرة من الماء ولكن مع ظهور البوركينى أصبحت أرتديه بموافقة زوجى بل إنه يختار لى ألوانا مناسبة وتصاميم تناسب طبيعة جسمى ودون أن تكشف عوراتى أو تلفت الانتباه. أحدث الصيحات وعن موضة المايوهات هذا العام تقول الاستايلست ندى نبيل: تشهد موضة المايوهات هذا العام تنوعا كبيرا فى الألوان والتصاميم وأشهرها اللون الأخضر الفسفورى والبرتقالى المشع وبالطبع فإنهما ألوان صيفية بامتياز تعكس بهجة ونشاط الصيف، كما أنها تعد انعكاسا لجاذبية وإطلالة صاحبته الساحرة، مشيرة إلى أن فاتنات هوليود مثل كيم كاردشيان وبيلا حديد يتعمدن اختيار تلك الألوان. وتضيف ندى: أما عن النقوش المرسومة عليه فهى مستوحاة من الجزر الإستوائية وطبيعتها الخلابة مثل أشجار جوز الهند والنخيل كذلك الزهور البرية متنوعة الألوان، أما المايوهات ذات القطعة الواحدة فيغلب عليها طابع السبعينيات والستينيات فهى مزينة بأحزمة لتضييق الصدر والخصر، إضافة إلى القصات الجانبية الجريئة والمفتوحة من عند الصدر وهى تناسب المراهقات وذوات الأجسام النحيلة. وحول كيفية اختيار المايوه المناسب تشير إلى أنه لابد من معرفة شكل الجسم فى البداية فمثلا القصات العالية الموجودة عند الخصر تتوافق مع جسم الساعة الرملية، أما الأجسام ذات طبيعة الكمثرى فيناسبها القصات العالية عند الخصر، مؤكدة أن تفاصيل المايوه الدقيقة كالزخارف والأشرطة البسيطة والكشكشات تمنحه جاذبية وطابعاً خاصاً. وتوضح أن ألوان المايوه تلفت الانتباه لكن من الضرورى أن تلائم لون البشرة فالألوان الفاتحة تضفى على ذوات البشرة السمراء والقمحى هالة من النور وتمنح البشرة إشراقا، كذلك الألوان الداكنة لصاحبات البشرة البيضاء والشقراء تمنحهن طابعا ملكيا آسرًا. الصيف والنقاب وبعيدًا عن المايوه بنوعيه االبكينى والبوركينىب، هناك فتيات وسيدات أخريات يواجهن مشكلة مع فصل الصيف وارتفاع درجة الحرارة، وهن المنتقبات، نظرًا لثقل ملابسهن نسبيًا وتغطية الوجه، ما يمنحهن شعورًا بالتعب والإرهاق خاصة عند السفر لمسافات طويلة لقضاء عطلة صيفية، وهؤلاء يبتكرن حلولًا للتعامل مع فصل الصيف بطريقة تمنحهن الراحة وتجعلهن قادرات على مواجهة حرارته المرتفعة وبطرق بسيطة وغير مكلفة. من بين هؤلاء انسمة علىب، التى تقول: إن الصيف من الفصول المرهقة بالنسبة لى، حيث ارتفاع درجات الحرارة والشمس الحامية، ما يجعلنى مع المجهود فى بعض الأحيان غير قادرة على التنفس وأشعر بالتعب، لكننى بمرور الوقت تعلمت بعض الأمور التى يمكننى من خلالها التكيف مع فصل الصيف، كما أنها تساعدنى على الخروج والسفر دون التعرض لأى مشكلات صحية،تمنها ضرورة أن يختلف نوع قماش النقاب بالصيف عنه فى الشتاء، حيث أصبحت أختار الأقمشة الخفيفة القطنية مع الألوان الفاتحة حتى لا تمتص أشعة الشمس. أما سلمى فترى أن النقاب أصبح له خط موضة كباقى الأزياء طوال العام خاصة فى الصيف، فهى متابِعة جيدة للأزياء، وتحرص على شراء الفساتين والنقاب بألوان مبهجة تتناسب مع البحر والصيف والسفر، والاستمتاع بفصل الصيف على شواطئ مرسى مطروح مع عائلتها، وترتدى تصاميم مختلفة من البوركينى الواسع الطويل الذى يتناسب مع المنتقبات وفى الوقت ذاته يتميز بألوانه الصيفية الجميلة. فى النهاية، يبقى أن كل بنات حواء يعرفن جيدًا كيف يستمتعن بأوقاتهن فى المصايف وعلى الشواطئ والبلاجات، مهما اختلفت الثقافات، فكلهن جميلات، والبلاجات تتسع للجميع. اقرأ أيضا : شمس وبحر ونسمة هوا.. أجواء رائعة في ذروة الصيف بشواطئ الإسكندرية| صور